أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري
الأبيات 25
أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري وســود ليــال مـن ذوائبهـا العشـر
ومــن كأســها بـالنجم وهـي تـديره ومــن شـهب الأزرار بالشـفع والـوتر
وشـــمس محياهـــا وفرقــد فرقهــا وصــبح جــبين ضــاء كـوكبه الـدري
لليلــة لقياهــا المنيــرة ليلــة علمــت يقينــاً أنهـا ليلـة القـدر
ولـم أنـس إن زارت مـن الليل مضجعي وحيــت فــأحيت ميـت الصـد والهجـر
وقـد كـان منهـا القـرب عنقاء مغرب ومــن دونـه صـيد الكـواكب والزهـر
دنـــت وتـــدلت فاندهشــت مهابــة وغبـت بهـا عـن حالـة الصحو والسكر
وعنـــد تـــدليها اترانـــي هــزة كمـا انتفـض العصـفور من بلل القطر
ولمـا أبـاحتني الوفـا فهـت بالجوى وبحـت بمـا قـد كنـت أكتـم فـي سري
ورقــت وقــالت قــر عينــاً فهــذه أويقـات وصـلي فـاغتنم غفلـة الدهر
وهــذا جنــى جنـات قربـي ففـز بـه وإيـاك مـا يفضـي إلى السوء والوزر
فقلـت معـاذ اللَـه مـا أنـا بالـذي أحـب ومـا راعـى عفاف الهوى العذري
علــى أننــي الحـر الأبـي لكـل مـا يشـين وليـس العـذر مـن شـيم الحـر
هنــاك أوت مــن بعــد عــز وآنسـت إل وأهــوت مــن قطــوب إلــى بشـر
فعــانقت منهــا أسـمراً تحـت أبيـض الإزار بــدا يختــال بالحـل الخضـر
وغصــنا مــن البلـور أصـبح يانعـاً برمــانتي نهــدين فـي فضـة الصـدر
ومــن زنــدها للضــم مــدت أريكـة إلـي فـأغنتني عـن المـد فـي القصر
وســرحت طرفــي فــي ريـاض جمالهـا وأوردتــه الــورد المضـمخ بـالعطر
فبــت حليــف الأنــس منهــا منعمـاً بــروح وريحــان علـى كـوثر الثغـر
إلـى أن نـوى ركـب الظلام على النوى وطــي صــبا الأســحار آذن بالنشــر
وهمـت بسـلخ الليـل أيدي الصباح مذ أتــاه بســكين الضـياء مـن الفجـر
ومـن شـفق الصـبح البنفسـج كـاد أن يعصــفره فيــروزج الجــو بــالتبر
وقـامت لتوديـع الـتي سـاعة الصـفا بهـا والوفـا منهـا أبيـع بها عمري
تفـــوه بــآه وهــي قائلــة دنــا رحيلـي وإنـي مـن رقيـبي علـى ذعـر
وســارت ولـولا الوعـد منهـا بأوبـة لكـانت حيـاتي اليـوم من أعجب الأمر
محمد الهلالي
308 قصيدة
1 ديوان

محمد الهلالي.

شاعر من شعراء العصر الحديث، له المنظومات الهلالية.

1894م-
1311هـ-