البشر يلمع من جبين هلالِ
الأبيات 61
البشــر يلمــع مــن جـبين هلالِ رد الصـــــيام لعيــــده بهلالِ
فـي مثـل محرمـة الأمان أتى وقد طلــب الصــيام الأذن مـن شـوال
كفـم ببشـرى العيـد أقبل داعياً بثــواب صـوم مـن أبـي الإقبـال
ومطهــر الأردان يجلــو ضــمنها مـاء الحيـاة وبحـر فضـل حـالي
لـم أنظـر السـربال مشـرق شمسه إلا وقلـــت بمـــدحه ســـربالي
لا بــالفخور وإن تفــاخر عصـره كــالظهر بيــن الصـبح والآصـال
مقصـــورة أقــواله وتفيــد إذ مـــن غيـــره لاميــة الأفعــال
هــل نيــل ممـا خـرت إلا نسـبة والـرزق رغمـاً مـن هـوانِ المال
ولئن خصصـت بما المماثل لم يصب فــبراءة مــن ســورة الأنفــال
لأبـــي تــراب نفســه منســوبة وهـو الـذي عـن كـل عـال عـالي
تعطي النديم طلا حُلىً فإذا انتشى تســقي الأبـي كـؤس سـوء الحـال
هـو جنة الفردوس فيها ما اشتهت نفــس الشــريف مشــرّف الآمــال
هـو أحمـد الأسـماء أسـمى حامـد هـــو أصـــلح الأعلام والأعمــال
ومطهــر الأصــل المؤصـل سـؤدداً ومكارمــاً وكمــال كــل كمــال
طــال المؤمــل وهـو كـل مؤمـل وســـع الملا ومَهـــامِهَ الآمــال
ومطــال عــال أو مطـالع سـعده داس الســها وسـما سـماءَ مطـال
حـــرمٌ محـــلٌّ للمكـــارم داره حكــــمٌ لعلــــمِ محـــرَّمٍ وحلال
عشق العلى وهو العفوف عن الهوى بمحاســن عظمــت عــن العــذّال
بـاعٌ يريـك المجـد حيـث تقاصرت أيــدٍ تـرى الأعنـاق غيـر طـوال
بشـراه والبشـرى بـه قـد بشـرت وعـــدوه فـــي ذلـــة وســفال
مــذ لقّـب الأعيـان محيـي اسـمه واللــه لقبــه أخــا الــدجال
علّـوه حلمـاً وهـو في نهل الهوى والنقـــص مكتســـب مــن الإعلال
لــم يـرض كُفِـي المـورط حربهـم ولــرب ذي جبــنٍ يقــول نَــزال
مـا ظـل فـي حـر الوطيس وقالها لــم يلــق فيئاً مـن مقيـل ظلال
أم كيـف يبـدي وهـو يرمق نادباً لا ينتـــدي بتنحنـــح وســـعال
فرمــى بكــل مكيـدة فـي نحـره مــن كــل مبطلــة مـن الأبطـال
وتطــالقت لهــواتهم بنصــالها ســـيارة الأغـــراض بالجرنــال
لمــا أبــو ثـور تـألفت خـوره حشــّى لــه زفــر أخـو الأشـبال
أبئِسْ بـذاك أبى الحصين فلم يجد حصــناً يقيــه مـن وغـىً ووبـال
أدنـاه حـتى إذ تـدانى اشـتاله وأحــال بيــن الهضـب والأوعـال
حـتى إذا انكشـفت قتـام شـروره وأحيــل أمــر الفيــل للفيّـال
شــالت نعــامته وحطّــت فــوقه دنيـاه مـا أعيـا علـى الحمّـال
لـو لـم يطـل دون السواد غطوسه لاحمـــرّ منـــه أبيــض الآطــال
قـد راح وارتـاح الرواق وخف من أثقـــال أكّـــال بـــه بطّــال
لم يقطع الجمل الحقود القطر بل إهمــال جمّــال علــى البقــال
وارتــــد يقفــــوهم بلا زوّادة نتـف السـبال بظفـر صـفع قـذال
فـإذا أرادوا دفـع غـمِّ مصـابهم شـربوا كؤوسـاً مـن وبـاً ووبـال
لـو لـم يفـت طللاً وإن هـو صفصف لاســـتهجر الــدنيا مــن الأطلال
لـو يعلـم الظمـأ الذي أضحى به لــم يرتشــف فــي غـوله بـزلال
قـد صـار كالمرسـال بيـن تأمّـل منــه وبيـن قنـوط ذا المرسـال
هـو باقـة ضـلت ولكـن لـم تعـد وعليــه لـم يحلـف أبـو سـيمال
نرضـى بأجمعنـا نفـدِّي مـذ أبـى كــان الفـداء لنـا مـن الأرذال
فلـه هلال الصـوم قيـد مـذ نـوى يهــديه عيـد الفطـر كالخلخـال
لا يرتضــي هــذا المريـض وداؤه قطــع الوريـد بقصـدة القيفـال
قـد كـان كالريح الطبيعي ساكناً فــي مصــر حــتى زال بالإسـهال
طردتـه بلـدتنا كـذا مـن يغترب ويفـــوت معقوقـــاً وأم عيــال
ومضــيت يـا رمضـان وهـو مقيـد والفصــل للشــيطان حيـن فصـال
لمـا نـوى رمضـان يفطـره اشتهى عشــق القرافـة شـال فـي شـوال
يـا عالم الإفصاح بل يا عالم ال إصــلاح بــل يـا صـالح الأعمـال
لـولا بنـو السـادات في أرجائها لـم تزدهـي الـدنيا بـوجه جمال
لـم ينطـرب لحـن الحـديث بمنطق مــن نحـو فقـه أو جـواب سـؤال
وكــذاك معتـدل المـزاج حيـاته لـم يشـتغل عـن حفظهـا بتغـالي
وســناء أيــامٍ بنــورك أشـرقت لــولاك أنــت بهـا لَكُـنَّ ليـالي
لا زال تزهـى العصـر منـه محامد كالصــبح وهـي الظهـر دون زوال
إن مـا تلـوت تناسـباً وتمـاثلاً بصــفائه أنــا ضــارب الأمثـال
ســاداتنا وهـم المـوالي رتبـة وهـمُ إلـى السـادات عـز مـوالي
وإذا أبـو الإقبـال واجـه قابلاً قــالت فراسـته الصـواب قبـالي
لـــم تتصــل حســاده لصــفاته إلا اتصـــال الفكـــر بالآمــال
أجــد اللآلــي بالمديـح رخيصـة وأشــمها بالمــدح فيـه غـوالي
يـا هـل دعـا السادات غير مسيّد أم فــي ســواه محمـد الترحـال
يـا واحـداً زد فـي قبـول مـؤرخ قبلــت ســعايته أبــو الإقبـال
علي الدرويش
628 قصيدة
1 ديوان

علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.

شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.

له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.

1853م-
1270هـ-