يا قَوميَ استَمِعوا لِلنُّصحِ يبذله
الأبيات 27
يــا قَـوميَ اسـتَمِعوا لِلنُّصـحِ يبـذله أخ لكُــــم همــــه الإِخلاص لِلـــوَطَن
إن شـئتُمُ أَن تَنـالوا الفَوزَ فَاِتَّحِدوا فَنَحــنُ بَيــنَ نيـوب الجـور وَالـوَهن
ضــَعف نقاســيه مـن أَمـراض كبوتنـا حكــم يســير بِنــا لِلهَـول وَالمحـن
يـا ويـح قـوم أضـاعوا منهُـمُ شـرفاً بَنــاه أجــدادَهُم فـي سـالِف الزَّمَـن
يســتقبلون رزايــا الــدَّهر مفعمـة ســحقاً ومحقــاً وعـارا غيـر مضـطعن
فـــذاك وَاللَّــه لا ظلمــاً جزاؤُهُــمُ قــد أعقبتــه إليهــم لـذة الوسـن
بِــاللهوِ قــد قطعـوا أيّـامهم وهـمُ فــي أرضـهِم غربـاء الـدار وَالسـَّكَن
يعــاملون بهــا كَالشـاة تطعـم مـا تحتــاجُه لنتــاج الســمن وَاللبَــن
يقـــول ظـــالِمُهُم إِنّـــي ممــدنكم وســالِك بكــمُ فــي أَفضــَلِ الســنن
الظلـــم أقطعــه والعلــم أنشــره فيسـبح النـاس فـي بحـر مـن المنـن
وتِلـــكَ خطـــة آبـــائي أنفـــذها مـا بَينَكُـم يـا ضَحايا الجهل والفِتَن
بـذاك قـد نلـت فـي الأَقـوام منقبـة يعــدها فـي صـحيفاتي أولـو الفِطَـن
كـذا يقـول وهـم قـد ألقمـوا حجـرا صــلدا مـن الجبـن فـي سـروفي علـن
وربمـــا وقعـــوا بِالصـــك أَنهــم راضـون عَـن عيشـهم فـي سـيرة الخشن
هــذا مثــال لعمــر الحَــق موعظَـة لكُـــلِّ ذي بصـــر يَقتــاد بِالرَّســَن
نَقتــاد قَهــرا إِلــى عَيــش يجرعـه كوبـا مـن الخَسـف مَملـوءاً من الدرن
أعنيـك يـا أمـة الخَضـراء فَـاِنتَبهي هـبي إِلـى المَجـدِ لا تلـوي إِلى الأَفن
ظنــوك أمــة زهــد لا حيــاة لهــا فَاِســتَخدَموك لقصــد لَيــسَ بِالحســن
جـاروا عَلَيـك احتقارا فيك وَاِستَتروا تحــتَ العَدالَـة فـي الأَوراقِ واللسـن
عرَفــت ذاك فقمــت اليَــوم منكــرةً مـا اِسـتَدرجوك بـه مـن خضـرة الدمن
قـــالوا مــؤامَرة قُلنــا مطالبَــة بِــالحَق لا طلــب منــا إِلـى الشـحن
فَاِستَعملوا الضغط جورا كي يروا وهنا فينـا فخـاب الَّـذي رامـوا ولـم نَهن
فَحــاولوا صــدنا بِـاللين عـن طلـب يَـدوم مـا دامَ هـذا الروح في البدن
وقـــال رَأســـهم هــذا يجــوزُ وذا محــال اجــراؤه فــي أيمــا زَمَــن
وَهَكـــذا جــبروت القَــوم أَقعــدَهُم عــن حـق شـعب تجـافى موقـد الفتـن
تَــأبى كرامَتنــا أَن نَســتَكين لِمَـن يُريــدُ إِشــغالُنا فـي أحقَـر المِهَـن
هــذا دم جــال فينـا مـن أوائِلنـا يهيـج ذِكـرى لِيَـوم الـدرجِ في الكَفَن
الطاهر الحداد
6 قصيدة
1 ديوان

طاهر الحداد التونسي.

شاعر أديب وباحث إصلاحي من طلائع النهضة الحديثة في تونس، ولد نحو سنة 1899 في حامة قابس بتونس من عائلة متواضعة ، التحق بجامع الزيتونة سنة 1911 ألف كتاباً عن العمال في تونس سنة 1927 م سماه ( العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس ) حلل فيه الأوضاع الاجتماعية بتونس وأرخ لأكبر حركة اجتماعية وقعت في تونس منذ الاحتلال وواجه رجال الدين والسلطة بموضوعية وجرأة ومن أقواله :

( الاسلام ثورة على القديم ونداء للتحرر من تقليد الآباء والأجداد وبعث لحياة التجديد والتوليد ولكن المسلمين هم الذين حولوه بتقديس أسلافهم واحتقار أنفسهم إلى سد يفصل بينهم وبين الحياة )

وقد كتب الشعر لخدمة آرائه الإصلاحية وتمجيد الوطن

مدح كتبه وشعره كثير من النقاد مثل زين العابدين التونسي وعبد العزيز جعيط ..

منها: امرأتنا في الشريعة والقانون، العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس، خواطر.

1935م-
1354هـ-