أَتونس عندي في هواك تولّع
الأبيات 27
أَتــونس عنــدي فـي هـواك تولّـع وَأَنــت مُنــى نفــس عليـك تَقَطَّـعُ
نسـيتُ بـك الـدنيا وعيشي وراحتي أريـد لـك الحسـنى وخصـمك يمنـعُ
يريـد اِنقِـراض الأهـل منك ليبتني هنــا دار ملــك آبــد لا يزعـزعُ
يُواصـِل سـعي اليوم بِاللَيل جاهِدا إِلــى غايَـة فيهـا يهيـم ويَرتَـعُ
بجهــل بتفليــس بتوجيــع أنفـس بخلـــق رؤوس تســـتَهان فــتركَعُ
تســاوم فــي حــق البِلاد عـدوها وتحتــال فـي صـوغ الكَلام فتخـدعُ
أولئك أدواء لتــــونس ثبتـــوا لأعـــدائها أقــدامهم فتوســَّعوا
لَقَـد أجروهـم بِالقَليـل لِيُسـرِعوا بهـم نحـو إِلحـاق فَلَـم يَتَراجَعوا
فَلا ذمــة يرعونهــا فــي بِلادِهِـم وَلا خشـيَة مـن بَأسـها يـوم تفـزعُ
فكـم أَنـت يـا أم البَنيـن شـقية فهـم إِذ غـدوا سـماً بجسـمك يصرعُ
فَوَيـل لهـم يـوم الحسـاب ينالهم قصـاص وفـي التاريـخ أنكى وَأَفظَعُ
ظللــتِ تعــانين الحيـاة مَريـرَة تَزيــد بـك البَلـوى وَقومـك هجَّـعُ
أضـاعوك واسـتَخذوا لسـلطة معشـر لنــزف دمـاء الـواهنين تجمعـوا
شـــبابك مــوؤود ومجــدك آفــل ومالـــك منهــوب وحقــك ضــائِعُ
تنـادين لكـن مـن تنـاديه خـادر يمــر بعينيــه الخيــال فيجـزعُ
تعـوَّد حمـل العسف والمقت وَالعنا ينـام كَخـالي البـال وهـوَ مـروَّعُ
يقــاد إِلــى جهــل وفقـر وذلَّـة ومحنــة تجنيــس تليهــا فجـائِعُ
يــذكَّر بالحُســنى فَيغضـي مخافَـة وَيبعَــث فــي شـر فَيَـأتيه يهـرعُ
لقَـد مـاتَ هذا الشَّعب واغتيلَ عزه فَأَصـــبَحَ لِلأَرزاء فيـــه تولـــعُ
شــقينا ومـا منـا لتـونس حرمـة فيثــأر أبنـاء توانـوا وضـيعوا
رَضـينا لهـا بِالصـَّفع وهـي عليلَة فكنــا كعضــب فـي حشـاها يقطـعُ
فَيـا لَيـتَ شـعري هـل تصادف نَشأة تقيــم لهـا رأسـاً أميـل وترفـعُ
أفق أَيُّها الشَّعبُ المهان فقد أتوا إِلَيـــكَ بتجنيــس لعلــك تخــدعُ
وأيــد لهــم بـالحس أنَّـك ماجـد وإن كنـت فـي بـؤس فجنسـكَ أَرفـعُ
ولا ترهبــن فَــالخَوف مـوت محقَّـق يعـــم بَنينــا شــره المتطلــعُ
نهوضاً إِلى المَجدِ الَّذي شاد أهلنا بعــزم لــه قلـب الصـَّفا يتصـدعُ
نشــيد بـه لِلمجـد صـرحاً ممـردا تســوخ الـدراري وهـو لا يتضَعضـَعُ
الطاهر الحداد
6 قصيدة
1 ديوان

طاهر الحداد التونسي.

شاعر أديب وباحث إصلاحي من طلائع النهضة الحديثة في تونس، ولد نحو سنة 1899 في حامة قابس بتونس من عائلة متواضعة ، التحق بجامع الزيتونة سنة 1911 ألف كتاباً عن العمال في تونس سنة 1927 م سماه ( العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس ) حلل فيه الأوضاع الاجتماعية بتونس وأرخ لأكبر حركة اجتماعية وقعت في تونس منذ الاحتلال وواجه رجال الدين والسلطة بموضوعية وجرأة ومن أقواله :

( الاسلام ثورة على القديم ونداء للتحرر من تقليد الآباء والأجداد وبعث لحياة التجديد والتوليد ولكن المسلمين هم الذين حولوه بتقديس أسلافهم واحتقار أنفسهم إلى سد يفصل بينهم وبين الحياة )

وقد كتب الشعر لخدمة آرائه الإصلاحية وتمجيد الوطن

مدح كتبه وشعره كثير من النقاد مثل زين العابدين التونسي وعبد العزيز جعيط ..

منها: امرأتنا في الشريعة والقانون، العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية في تونس، خواطر.

1935م-
1354هـ-