قدَّمتك العُلى وكنتَ زعيماً
الأبيات 30
قــدَّمتك العُلـى وكنـتَ زعيمـاً وقصــارى رجائهــا أن يـدوما
واسـتنابتك عـن أكـارمَ تقفـو هـديَهم والكريمُ يقفو الكريما
لـو يـزدْكَ التعظيـمُ منَّا جلالاً إذ لـدى ذي الجلال كنـت عظيما
لــكَ فــوق الأنــام طـودَ جلالٍ طـائرُ الـوهم حـوله لنْ يحوما
مـا تجلـى بـه لـك الحـقُّ إلاَّ وغــدا يصـفقُ الحسـودَ وجومـا
فـالعجيب العجـاب أنَّـك موسـى ونـرى مَـن سـواكَ كانَ الكليما
باسـطاً بالنـدى بنانَ يدٍ بيضا ءَ لــم يغــدُ طرفــة مضـموما
هـي شـكلٌ للجـودِ ينتـجُ دأبـاً وسـواها قـد جـاءَ شـكلاً عقيما
أيُّهـا المسـقمُ الحواسـدَ غيظاً بـالنُّهى كـم شفيتَ فكراً سقيما
أنـتَ لطـفٌ لكـنْ تجسـمت شخصـاً فغــدا منــك الجسـيم جسـيما
كـم لعـامٍ مسـحتَ وجهـاً بأندى مـن وجوه الغرِّ الغوادي أديما
تلــكَ راحٌ كــم روحتنـا وكـفٌّ كـم بها اللهُ كفَّ عنَّا الهموما
علمتْنـا هـي الثنـا فانتقينا مــن مزايــا علاكَ درًّا يتيمـا
فلــكَ الفضـلُ إنْ نظمنـا لأنَّـا منـكَ نهـدي إليـك عقداً نظيما
عصـم اللـهُ دينـه بـك يـا مَن كــانَ مـن كـلِّ مـأثمٍ معصـوما
لا أرى يملـك الحسـودُ سـوى ما إنْ عـددناه كـانَ فيـه ذميمـا
بصــراً خاســئاً وكفًّــا أشـلاً وحشــاً ذاعـراً وأنفـاً رغيمـا
قــد تقلــدتها إمامــةَ عصـرٍ سـدتَ فيهـا الإِمـامَ والمأموما
قـدّمتْ منـكَ واحدَ العصرِ يا مَن عـادَ نهـجُ الرشـادِ فيه قويما
قـدّمتْ فيـكَ ثـاني الغيـثِ كفًّا ثـالثَ النيِّريـن وجهـاً وسـيما
قـدّمتْ منـكَ يـا أدلُّ على اللهِ عليمــاً ناهيــك فيـه عليمـا
قـدّمتْ يـا أجـسُّ للحكـم نبضـاً منــك طبًّـا بالمعضـلاتِ حكيمـا
قـد نظرنـا بـكَ الأئمَّـةَ حلمـاً وحجًــى راســخاً وفضـلاً عميمـا
وروينـا فـي الدينِ عنك حديثاً ما روينا في الدينِ عنكَ قديما
بــكَ منهــم بـدتْ منـاقب غـرّ فـي سـماء الهُـدى طلعنَ نجوما
هـي طـوراً تكـونُ رشـداً لقـومٍ ولقــومٍ تكــونُ طـوراً رجومـا
فــأقمْ فـي عُلًـى تـرى كـلَّ آنٍ مقعــداً للعـدوِّ منهـا مقيمـا
لـم يكـنْ ودُّنـا مقـالاً علكناهُ كمـا يعلـكُ الجـوادُ الشـكيما
بـل وجـدناكَ حجَّـة اللـه فينا فنهجْنــا صــراطكَ المسـتقيما
ولنـا اليـوم أنتَ في الأرض ظلٌّ وغــداً نسـتظلُّ فيـك النعيمـا
حيدر الحلي
283 قصيدة
1 ديوان

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني.

شاعر أهل البيت في العراق، مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف.

مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود.

شعره حسن، ترفع به عن المدح والاستجداء، وكان موصوفاً بالسخاء.

له ديوان شعر أسماه (الدر اليتيم ـ ط)،، وأشهر شعره حولياته في رثاء الحسين.

له كتب منها:( كتاب العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل ـ ط) جزآن، و (الأشجان في مراثي خير إنسان ـ خ)، و (دمية القصر في شعراء العصر ـ خ).

1886م-
1304هـ-