يا أَخلَدَ الرُسلِ آثاراً وَأَعظَمَهُم
الأبيات 15
يـا أَخلَـدَ الرُسـلِ آثاراً وَأَعظَمَهُم جاهـاً وَأَكمَـلَ فـي تَقـوى وَإيمـانِ
أَسرى بِكَ اللَهُ يا خَيرَ العِبادِ إِلى أَن نِلـتَ مـا لَم يَنَل مِن قُربِهِ ثانِ
وَجُــزتَ كُــلَّ مَقــامٍ لَيـسَ يَبلُغُـهُ وَهــمٌ وَفُــزتَ بِتَبجيــلٍ وَرَضــوانِ
وَاِزَّيَّنَـت لَـكَ جَنّـاتُ النَعيـمِ وَمَـن فيهــنَّ حَيّــاكَ مِـن حـورٍ وَوِلـدانِ
غَــداً يُجــاءُ بِزَلاتـي فَأَحمِـلُ مـا لَـم أَسـتَطِع حَملَه يا مَلجَأَ الجاني
يـا رَبِّ جـودُكَ عَـوني إِن وَهى جلَدي وَأَســـلَمَتنِيَ أَنصــاري وَأَعــواني
يـا رَبّ حَقُّـك عِنـدي هَـل تُسـامِحُني فيـــهِ وَتَشــمَلُ زَلّاتــي بِغُفــرانِ
وَهَــل تَحَمَّــلُ عَنّــي كُــلَّ مَظلَمَـةٍ إِذا تَقَـــدَّمتُ فـــي ذُلٍّ وَأَحــزانِ
وَهَـل تَقـولُ إِذا ما الكربُ أَفزَعني وَهـالَني الخَطـبُ شـاهِد وَجه رضوانِ
وَعِــش بِنُعمـى وَفَيـضٍ لا نَفـاذَ لَـهُ وَاِهنَــأ بِحــورٍ وَأَنهـارٍ وَأَفنـانِ
يـا نَفـسُ لا تَيأَسـي فَاللَهُ رَبّي كَم يَعفــو وَيَصـفَحُ عَـن ظُلـمٍ وَعِصـيانِ
يـا رَبِّ ضـَيفُك في جَوفِ التُرابِ وَفي هَـولِ الحِسـابِ وَفـي حشري وَميزاني
وَهَــل لِضــَيفِكَ إِلّا مــا تَقَـرُّ بِـهِ عَينـاهُ مِـن مُنتَهـى جـودٍ وَإِحسـانِ
يا رَبّ ما لي عَلى النيرانِ مِن جَلَدٍ وَلا الحِســابُ وَلا خَزيــي وَحِرمـاني
فَـاِمنُن عَلَـيَّ بِلُطـفٍ مِنـكَ يَشـمَلُني وَاِختِـم لِذا الآثِمِ الجاني بِإيماني
محمد توفيق علي
245 قصيدة
1 ديوان

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي.

شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي.

نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب.

ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف.

في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته:

شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.

1937م-
1355هـ-