الأبيات 33
نعــم سـفر القمـر البـاهر فهــا هـو فـي أفقـه زاهـر
ســماء لـه قـد غـدت دجلـة وبرجـا لـه الكلـك المـاخر
فطـار يمينـا بجنـح الشمال وهـل يسـبق الشـمأل الطائر
أذا لـك فلـك علـى مـا جرى تســـرَّب أم فلـــك ســـائر
وشــرَّف بغــداد فــي مـورد بــه بشـر الـوارد الصـادر
يقــل بمحفظــة مــن فخـار نشــانا بــه جــوهر فـاخر
وحظـا شـريفا بـه قـد جـرت يــد بحــر أحسـانها زاخـر
يد الملك القطب عبد المجيد عليهـــا أثيــر العلا دائر
حــوى مــن نعــوت نجيبيـة وأثنيـــة مجـــدها بــاهر
بتأييـد حكـم بقطـر العراق وتســـديد رأي لــه عــامر
ووالـده ذو النـوال المديد عبـاب الندى الكامل الوافر
نجيـب الـولاة حميـد الصفات نقـي الـردا الطيـب الطاهر
تقلــد هـذا النشـان الـذي بــه أنعـم الملـك الناصـر
ورتـــب ديـــوان إِجلالـــه وكــلَّ أكــف الــدعا ناشـر
وأقـــرأ كـــاتب انشــائه مثــالا شــذا نشــره عـاطر
فطــال الــدعا لظـلِّ الالـه وأمَّـن فـي المحفـل الحاضـر
وفـــاز المحــب بمحبــوبه وليـــس لعـــاذله عـــاذر
أبـو عفـة عن دنايا الفعال لطــي النـوال هـو الناشـر
بكشـف الكـروب وستر العيوب يقـال لـه الكاشـف السـاتر
أفـاخر فـي مـدحه الفرقتين فهــل منهمــو أحــد شـاعر
فلا مــن تســنن لــي ضـاير ولا مــن تشــيع لــي غـاير
ولا نــاثر مــا أنـا نـاظم ولا نــاظم مــا أنـا نـاثر
وأحمــد شــكري علـى فضـله ومثلـي جميـع الـورى شاكرض
تهنــى العــراق بتشــريفه هنــاء بــه يشـرح الخـاطر
فخـص العـوام وعـمَّ الخـواص ســرور علــى كلهــم ظـاهر
لكــــل بأنضـــاره حصـــة يسـاوي بهـا الغائب الحاضر
ويســتوعب الكـل فـي لحظـة كـــذلك ان رمــق النــاظر
فقـل للـذين بغـوا واعتدوا أتـى مـن بـه قطـع الـدابر
فسـوق النفـاق نفاق الفسوق بــه كاســد مــاله تــاجر
أمـا قـد سـمعتم ببيت قديم رواه عــــن الأول الآخــــر
إذا جـاء موسى وألقى العصا فقـد بطـل السـحر والسـاحر
مـن السـحر تلقف ما يأفكون ولا يفلــح السـاحر المـاكر
فلا زال فــي دهــره نـادرا كمـا أنـا فـي زمنـي نـادر
عبد الباقي العمري
634 قصيدة
1 ديوان

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي.

شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد.

وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور.

والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:

(بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي).

له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و(نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر)، و(نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و(الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و(أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.

1862م-
1279هـ-