أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ
الأبيات 15
أَظُــبى سـُيوف أَم عُيـون العَيـنِ وَســِقامُ جِســم أَم سـِقامُ جُفـونِ
يا ظَبيَةَ الحَرمِ البَخيلة ما أَرى ذاتَ التَكــرُّم عَنكــم تُســليني
حتّــامَ يَسـفحُ كُـلُّ سـَفحٍ مَـدمَعي والامَ لا تُقضــى لــديك دُيــوني
طَرقَـت وَقَـد نـامَ الخليُّ وَبيننا جَبَلا زَرودَ وَبُرقَتــــا يَـــبرينِ
طـرق الخَيالَ فَلَستُ مَن يَقوى عَلى طَيفيـن طَيـفِ كـرى وَطَيـفِ جُنـونِ
كَفّـي كفـى بـالفَقرِ دونك شاغِلاً وَســُرايَ بَيــنَ ســُهولِهِ وَحُـزون
فَقَلائِصُ الهَــمِّ الَّــتي حَمَّلتُهــا جُمَـل المَديـحِ إِلـى جَمالِ الدينِ
ســَمِحٌ إِذا قـالَت شـَواهِدُ جـودِهِ أَرجـــــوه قــــالَ عَقــــائِد
يَرضـى بِـدون الشـُكرِ مِـن سُؤالِهِ كَرَمــــاً وَلا يَرضــــى لَهــــم
فـالعِرضُ كـالحَرَمِ المَصون بِبَذلِهِ وَنَــوالُه وَالمــالُ غَيـرُ مَصـونِ
لا نَيلــه كَــدرٌ بِكَــثرَةِ مَطلِـهِ أَبَــداً وَلا مــا مَـنَّ بـالتَموينِ
قـاضٍ يَـرُدُّ الحـقَّ أَبيـضَ واضـِحاً إِن ضــَلَّ رأيُ الحـاكِمِ المـأفونِ
يـا عيـد كُـلِّ مُعيِّـدٍ وَرَجـاءَ كُلِّ مُؤَمِّــلٍ يــا فَرحَــةَ المِســكينِ
فَرضـانِ شـُكرِكَ وَالصـَلاحُ يليهُمـا عيـدان عيـدُ نَـدىً وَعيـدُ الدينِ
فاِسـلم عَلـى رَغمِ الحَسودِ مُخَلَّداً مــا غَنَّـتِ الأَطيـار فَـوقَ غُصـونِ
ابن الدهان الموصلي
68 قصيدة
1 ديوان

عبد الله بن أسعد بن علي أبو الفرج مهذب الدين الحمصي الشافعي. المعروف بابن الدهان الموصلي ويعرف بالحمصي أيضا. لانتقاله إلى حمص. وديوان شعره مطبوع جمع الأستاذ عبد الله الجبوري (بغداد: 1968م). وله كتاب (شرح الدروس -خ). قال ابن خلكان: كان فقيها فاضلا أديبا شاعرا، لطيف الشعر مليح السبك حسن المقاصد، غلب عليه الشعر واشتهر به وله ديوان صغير وكله جيد، وهو من أهل الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رُزّيك وزير مصر، وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف ضياء الدين أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات:

وذات شجوٍ أسال البين عبرتها         باتت تؤمِل بالتفنيد إمساكي

(انظر القصيدة في ديوانه ص 186 وفيه: خاطب بالقصيدة والدته) فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها. ثم توجه إلى مصر ومدح الصالح بن رزيك بالقصيدة الكافية، وقد ذكرت بعضها هناك، ثم تقلبت به الأحوال وتولى التدريس بمدينة حمص، وأقام بها فلهذا ينسب إليها.

قال العماد الكاتب فيه الخريدة: مازلت وأنا بالعراق، إلى لقائه بالأشواق، فإني كنت أقف على قصائده المستحسنة، ومقاصده الحسنة، وقد سارت كافيته بين فضلاء الزمان كافةً فشهدت بكفايته، وسجلت بأن أهل العصر لم يبلغوا إلى غايته. ثم قال بعض الثناء عليه: فيه تمتمة تسفر عن فصاحة تامة، وعقدة لسانٍ تبين فقه في القول. ثم قال بعد ذلك: ولما وصل السلطان صلاح الدين رحمه الله إلى حمص وخيم بظاهرها خرج إلينا أبو الفرج  فقدمته إلى السلطان، وقلت له: هذا الذي يقول في قصيدته الكافية التي في ابن رزيك:

أأمدح الترك أبغي الفضل عندهم         والشعر ما زال عند الترك متروكا

قال: فأعطاه السلطان وقال: حتى لا يقول إنه متروك، ثم امتدح السلطان بقصيدته العينية

التي يقول فيها:

قل للبخيلة بالسلام تورعاً         كيف استبحت دمي ولم تتورعي

وزعمت أن تصلي بعامٍ قابلٍ         هيهات أن أبقى إلى أن ترجعي

ما كان ضرك لو غمزت بحاجبٍ         يوم التفرق أو أشرت بإصبع

قال ابن خلكان: وتوفي بمدينة حمص في شعبان سنة إحدى وثمانين، وقيل اثنتين وثمانين وخمسمائة، والثاني ذكره =يعني العماد= في السيل والذيل والأول أصح، رحمه الله تعالى، وقد قارب ستين سنة. (ثم ترجم ابن خلكان للشريف ابي عبد الله ضياء الدين نقيب أشراف الموصل، الذي استنجد به الشاعر لرعاية زوجته)

 

 

1185م-
581هـ-