الأبيات 31
قــالوا أنــاب ومــا أنـاب قــالوا أتــاب فقــل أتـاب
هـــو لـــن يعيـــش ولـــن يعيـش بغيـر باطيـة الشـراب
ذهـــب الشـــباب فلا شــباب ولا هــــوى غــــض الأهـــاب
فأنــــا وأنـــت حياتنـــا عرصــــاتها قفـــر يبـــاب
ســـــلماي أحلام الصـــــبا وهـــواك قــد آضــا خــراب
فـــدعي تباريـــح الجـــوي أدع الملامــــة والعتــــاب
وأقـــول للشـــرب المـــدل بــــأنه شــــرب الشـــراب
لــم يــا نــداماي الــذين حســــبتهم ســــناً ونـــاب
ومخالبـــاً هوجـــاء تفقــأ عيــــن مـــن أذرى وعـــاب
ســـــــقيتموني لالعــــــاً لكمــــو لانكمــــو صـــحاب
كأســــاً زعمتــــم إنهـــا خمــر فــأذ هــي كـأس صـاب
يــا هـبر هـات لـي الربـاب فقــد حننــت إلــى الربـاب
بـــالأمس وهنـــاً رف بـــرق فــــوق مختلـــف الهضـــاب
فأثـــار مختلـــف الشــجون بخــــــافق ورع أَنــــــاب
فــــإِذا بطـــراد الهـــوى تزهيـــه أرديـــة الشــباب
إن الـذين وصـفتهم لم ينههم عمـا أَتـوا شـرف يعـز وديـن
هـم كالكلاب فإن سمعت نباحهم فتـذرعي بالصـبر يـا برفيـن
وكمـا وصـفت لي الرجال فإنه يشـكو إليـك من الحسان حزين
عـــذبنه ورمينــه وهجرنــه فحيـــاته وحيــاتهن أَنيــن
مـاذا عليـك إذا أسوت جراحه وأَريتـه التحنـان كيـف يكون
وجعلـت منـه فتى يعيش ونغمة ترجيعهـا فـي الخافقين حنين
وأعـدت للقلـب الوجوم وجيبه فهفـا ورق ولـم تـذبه شـجون
وافـتر عـن أحلام عهـد شبابه فـإذا بهـا وإذا بهـن يقيـن
وإذا الحيـاة عذوبـة ودعابة وإذا الهـدى والمهتدون جنون
وإذا فتاوى الشيخ محض سخافة وإذا بــه فـي فقهـه مسـكين
يـا ظبية الوادي ولا واد إذا مـا كنـت فيـه ولا هناك حزون
إنـي أعيـذك مـن بذيء شماتة بهرائهــا يتبجــح المـأفون
مــا أنــت إلا بسـمة علويـة بــدموعها رب الجمـال ضـنين
قـولي لمـن ظلمـوك رب ظلامـة شـفعت لهـا عند الشيوخ عيون
إنـي فتـاة طهـارة أفتى بها عبــود لمــا سـاورته ظنـون
فغـدا وبات الشيخ في أوراده برفيـن يـا برفيـن يا برفين
مصطفى التل عرار
109 قصيدة
1 ديوان

مصطفى وهبي بن صالح المصطفى اليوسف التل، المشهور ب(عرار). أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وواحد من فحول الشعر العربي المعاصر. في شعره جودة ورصانة، ومناهضة للظلم ومقارعة للاستعمار. كان يتقن التركية والفارسية، وله فيهما آثار، أهمها ترجمة رباعيات الخيام. وله اشتغال في اللغة والأدب، و(أمال) و(مقالات) تدل على اطلاع واسع على آداب الأمم. مولده في إربد، شمال الأردن، من أسرة كانت لها مكانة عند الولاة في العهد العثماني وما تلاه، وهو والد وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق. اختار لقب (عرار) من قول الشاعر عمرو بن شأس الأسدي في ابنه عرار، وكان قد لقي الأذى من ضرة أمه: أرادت عراراً بالهوان ومن يرد عراراً لعمري بالهوان فقد ظلم وتلقى تعليمه في (مكتب عنبر) بدمشق، ولما كانت حوادث عام 1920 نفي فيمن نفي من طلابه إلى حلب، فأتم فيها دراسته، وعاد وانخرط فيما بعد في الأعمال الحكومية، وعين حاكماً إداريا في الشوبك ووادي موسى، واشتهر هناك بمناصرته للنور (الغجر) وتوطدت صلته بهم، فانقطع إليهم، وسمى ديوانه باسم واديهم: (عشيات وادي اليابس) وخصهم بروائع شعره، وشرح ذلك في رسالة سماها (أصدقائي النور)، والتفت حياته بالحزن واليأس، وسجن ونفي غير مرة، وكان طويلاً هزيلاً معروق العظام ميّالاً إلى تطويل شعره تأسياً بعمر الخيام، وقد عرّف نفسه بقوله: (وإني في حياتي الطروبة أفلاطوني الطريقة، أبيقوري المذهب، خيامي المشرب، ديوجيني المسلك...غير حاسب لأحد غير الله حساباً... الحسن بنظري مصدر كل خير، والخير عندي أصل كل لذة). ومما كتب في سيرته (عرار شاعر الأردن) ليعقوب العودات، و(عرار الشاعر اللامنتمي) لأحمد أبو مطر، و(الشاعر مصطفى وهبي التل: حياته وشعره) لكمال فحماوي، و(على هامش العشيات) لزياد الزعبي.

1949م-
1368هـ-

قصائد أخرى لمصطفى التل عرار

مصطفى التل عرار
مصطفى التل عرار

القصيدة من أشهر قصائد عرار، في ديوانه (عشيات وادي اليابس)  انظر ما نشرته اليوم في نافذة من التراث عن وادي اليابس في مقالة بعنوان (السفياني ووادي اليابس) وأخرى بعنوان (مناجاة وادي اليابس) وفي هذه القصيدة قوله يخاطب نورية من نور