نحنُ نمشي وحولَنَا هاته الأَك
الأبيات 20
نحـنُ نمشـي وحولَنَـا هاته الأَك وانُ تمشــي لكــنْ لأَيَّـةِ غـايَهْ
نحـنُ نشـدو مع العَصافيرِ للشَّمْ سِ وهـذا الرَّبيـعُ ينفُـخُ نَـايَهْ
نحـنُ نَتْلـو روايَةَ الكونِ للمو تِ ولكـنْ مـاذا خِتـامُ الرِّوايهْ
هكــذا قلــتُ للرِّيـاحِ فقـالتْ سـَلْ ضميرَ الوُجُودِ كيف البدايَهْ
وتغشـَّى الضـَّبابُ نفسـي فصـاحتْ فـي مَلالٍ مُـرٍّ إلـى أَيْـنَ أَمشـي
قلـتُ سـيري مـعَ الحَيَاةِ فقالتْ مَـا جنينـا تُرى من السَّيْرِ أَمسِ
فَتَهــافَتُّ كالهشــيمِ علـى الأَر ضِ ونـاديتُ أَيْـنَ يـا قلبُ رفشي
هــاتِهِ علَّنــي أَخُــطُّ ضــريحي فـي سـكونِ الـدُّجى وأَدفُنُ نفسي
هــاتِهِ فــالظَّلامُ حـولي كـثيفٌ وضــبابُ الأَســى مُنيــخٌ عليَّـا
وكـؤوسُ الغـرامِ أَترعَهَـا الفَجْ رُ ولكــنْ تَحَطَّمَــتْ فــي يـدَيَّا
والشَّبابُ الغرير ولَّى إلى الما ضـي وخلَّـى النَّحيـبَ فـي شَفَتَيَّا
هـاتِهِ يـا فـؤادُ إنَّـا غَريبـا نِ نَصــُوعُ الحَيَـاةَ فنًّـا شـَجِيَّا
قَـدْ رقصـْنا مـعَ الحَيَاةِ طويلاً وشــدوْنا مـع الشـَّبابِ سـنينا
وعــدَوْنا مـع اللَّيـالي حُفـاةً فـي شـِعابِ الحَيَـاةِ حتَّى دَمينا
وأكلْنـا التُّـرابَ حتَّـى مَلِلْنـا وشـَربْنا الـدُّموعَ حتَّـى رَوِينـا
ونَثَرْنــا الأَحْلامَ والحـبَّ والآلا مَ واليـأسَ والأَسـى حيـثُ شـِينا
ثمَّ ماذا هذا أنا صرتُ في الدُّن يـا بعيـداً عـن لهوِها وغِنَاها
فــي ظلامِ الفَنَـاءِ أَدفُـنُ أَيَّـا مــي ولا أسـتطيعُ حتَّـى بكاهـا
وزهــورُ الحيـاة تهـوي بِصـَمْتٍ محــزنٍ مُضــْجِرٍ علــى قــدميَّا
جَـفَّ سِحْرُ الحَيَاةِ يا قلبيَ البا كـي فهيَّـا نُجَـرِّبُ المـوتَ هيَّـا
أبو القاسم الشابي
96 قصيدة
1 ديوان

أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي. شاعر تونسي في شعره نفحات أندلسية، ولد في قرية الشابية من ضواحي توزر عاصمة الواحات التونسية في الجنوب. قرأ العربية بالمعهد الزيتوني بتونس وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية وعلت شهرته. ومات شاباً بمرض الصدر ودفن في روضة الشابي بقريته. له (ديوان شعر -ط) و(كتاب الخيال الشعري عند العرب) و(آثار الشلبي -ط) و(مذكرات -ط).

مولده 24 فبراير 1909 ووفاته 9 اكتوبر 1934 .

1934م-
1353هـ-