قضت وطراً من سكن أفناء نعمان
الأبيات 35
قضـت وطـراً مـن سكن أفناء نعمان فشــطت بالبــاب قضــين بأشـجان
أبـانت سـرور القلب منها ببينها وجـدت بطـي البيـد في نشر أحزان
كــأن ظلال الأنــس لمــا تقلصــت طوتهــا بأيــديها قلاص كعقبــان
وهيـج مـا بـي إنهـا يـوم ودعـت شـجاها النـوى شجوي فنحن شريكان
كـأن سـقيط الـدمع مـن عبراتنـا علــى عاتقينـا نـثر در ومرجـان
فـولت بهـا مـا بي وقلبي وقلبها برائعـة التفريـق للوجـد رهنـان
تفــدي حيـاتي والمفـداة نفسـها وتقتلنــي سـحراً بـا دعـج فتـان
ولمــا اشـمعلت بـالظعون مطيهـا وضــمن منهـا السـجف درة دهقـان
بكيـت علـى أثـر القطيـن ولا بكا مفجعـة ثكلـى مـن الفقـد مرنـان
خليلـي والتـذكار بـادرة الهـوى أهـل أدرك الأحبـاب عهدي وأحباني
وهـل علمـوا أنـي سـليب غزالهـم غـداة بـدا لـي بيـن بانات عنان
وعهــدي بنفســي لا تطيـر لمزعـج شـعاعاً فقـد طـارت لبـارق نعمان
خـذا حـد ثـاني عـن فريق تحملوا فــذكرهم أنسـي وروحـي وريحـاني
أعنــدهم أنــي منيــت بــبينهم فهـل أمـل يقضـي وهـل ملتقى دان
خليلــي إن الــدهر جمـع وفرقـة ونشـــر وطــي لا يقــر علــى آن
تمتعــت منــه بانبســاط وبهجـة ورائع حســن مــن ليـاليه فتـان
ليــال ســقتنا صـفوها ونظامنـا كــواكب أصــحاب وأقمـار اخـوان
كخطـبي مـن بيـن الخميسـين إنـه علــى كبـدي مـذ فـارقتني كيـان
لقـد كـان قدماً سالماً جمع شملنا فمـا سـامه التكسير إلا الجديدان
نـــبيلان أمــا للــولي فمنهــل صـــفي وأمـــا للعــدو فمــران
لــدن ســعدت أيامنــا بمليــدة أجــر بافريقيـة الشـرق أردانـي
لعاصـــمة ترفـــض نبلاً جباههــا وتهفـو بهـا البشرى لعرف وعرفان
أفـات البلاد الفضـل أدنى فصولها وأبهجـت القاصـي وأسـعدت الداني
بهــا مــن رجـالي عصـبة يمنيـة طـوال الأيـادي مـن ذوائب قحطـان
بَهَــا ليـلُ بَسـَّامون فـي أي خطـة مواقــف آمــال مشــارق ايمــان
هـم القـوم لا يشـقى جليسـهم بهم صنائعهم في الدهر كالفلق الثاني
محــت آيـة الأفقـار آيـة فضـلهم وجـاءوا علـى حصر الكمال بسلطان
مســاميح وهــابون ســهل مصـاعب مســـاعيهم للــه ســراً كــاعلان
أجلـت سـهامي بيـن أسـهم مجـدهم ففـازت وأمجـدت العلا بيـن أقران
وطــاردت آمــالي فقيـدتها بهـم كـأن المنـى واليمن منهم بايمان
وصـافيتهم دهـراً فمنـوا وآثـروا علــى غلـة والـدهر مبـتئس عـان
ومــا ظمــأ الأحــرار إلا لمـورد عليـه سـجال المجـد بالحمـد ملان
أولئك هــم غيـر الخطـوب مقـاعس قـروم سـراة الحـي مـن ازدجرنان
حمـاة الأنـوف الحـافظون ذمـارهم كـرام علـى العلات شـيباً كولـدان
كمـاة أبـاة الضـيم شـوس عـوايس إذا كـرت الفرسـان في رجل خرصان
ابن عديِّم الرواحي
249 قصيدة
1 ديوان
ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في عمان بمنزلة محمود سامي البارودي في مصر،  مولده عام 1277هـ في بلدة محرم، من وادي بني رواحة في "سمائل" ويقال مولده في وادي حطاط بمسقط، وتعود أصول قبيلته إلى قبيلة عبس كان والده قاضيا للإمام عزان بن قيس، وكان من قبله جدُّه الرابع عبد الله بن محمد قاضيا في وادي محرم أيام دولة اليعاربة، تلقى مبادئ العلوم على والده  ثم انتقل إلى بلدة (السيح) فأخذ عن الشيخ محمد بن سليم الرواحي، بصحبة صديقه أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي وهو الذي عناه في قصيدته النونية

أرتاح فيها إلى خــلّ فيبهرنـي  صدق وقصد ومعروف وعرفــان

ثم قصد مع أبيه زنجبار أيام السلطان برغش بن سعيد،فتولى أبوه القضاء في سلطنة زنجبار, وتولى هو رئاسة القضاء في عهد حمد بن ثويني والتقى في بلاطه كبار رجالات عمان  أمثال الشيخ السالمي، وسليمان الباروني باشا، ومحمد بن يوسف اطفيش الجزائري، وأصدر هناك أول صحيفة صدرت في زنجبار باسم (النجاح) كانت تصدر ثلاث أعداد في الشهر، وصدر العدد الأول منها يوم 12 أكتوبر 1911م  وآخر أعدادها صدر في يونيو 1914م) 

توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها "النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني" جمع فيه ما نظمه من أذكار و"كتاب السؤالات" و"العقيدة الوهبية" و"نثار الجوهر" و "ثمرات المعارف" وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)

1920م-
1339هـ-