الأبيات 77
أحســن أمانتــك الــتي قلـدتها طـوق الحمامـة مـا تسـر وما ظهر
لقـد اتجـرت علـى الـذين تـؤمهم فـاختر علـى الخسران ربح المتجر
قـــد قلــدوك أمانــة مضــمونة فاحــذر ضـمان مضـيع كـل الحـذر
واعــرف لهاتيـك الأمانـة قـدرها ليـس الضـمان بهـا ضـماناً يغتفر
إن ترعهـا نـالوا ونلـت ثوابهـا أو خنتهـا سـلموا وأنـت المؤتزر
قــد قمــت بيــن غنيمـة وسـلامة فاسـلك بأيهمـا ترى الحزم استقر
واســتوف بيـن سـلامة مـن فعلهـا وســلامة مــن تركهـا حـق النظـر
فــإن اسـتطعت حقوقهـا وشـروطها تربـت يـداك أغنـم فنعـم المدخر
وإذا عجــزت ففـي السـلامة مغنـم وأحـق أمريـك البعيـد عـن الخطر
وإذا تركـت مـع اسـتطاعة فعلهـا فـالإِثم بالتضـييع يلـزم مـن قدر
إن الامامـــة منصـــب ومقامهــا لمزيــد اخلاص مـن الكـبر افتقـر
لا تبغهــا بــذخاً بهــا وترفعـاً فيكبــك الجبـار يومـاً فـي سـقر
لتكــن أقاماتهـا علـى الاخلاص لا لتكــون متبوعــاً يعظمـك البشـر
ومقاصــد الألبــاب يعلـم كيفهـا مــن لا يغيـب عنـه مطـوي الفكـر
أتــرى يغــالطه الضـمير وعلمـه محــص سـواء مـن أسـر ومـن جهـر
فهـب الخـداع مـع البريـة نافعاً أتـراه عمـن يعلـم الغيـب استتر
عمــل الســرائر والظـواهر كلـه فـي علـم علام الغيـوب قـد انحصر
فــارق هــواك ودع لربــك فطـرة محصــت بــالاخلاص عنهــا كـل شـر
طهــر ســريرتك الــتي آفاتهــا سـوء وصـبغتها النقـائص والقـذر
واحمـل عمـود الـدين مـا حملتـه عمــن رآك بـه الضـليع المقتـدر
مهمـا حضـرت النـاس عنـد صـلاتهم ورآك للتقـــديم أهلاً مــن حضــر
فكــن الامــام ولا عليـك ولا تضـع فـرض الجماعـة واحتسب أجر النفر
لكـــن عليــك وظــائف مشــروعة سـفرت بهـا سـنن كمـا سفر القمر
منهــا مراعــاة الأظلــة دائبـاً وأوائل الأوقــات مـن ذاك الـوطر
إن الأحــب مــن العبــاد لربــه عبــد يراعـى للأظلـة فـي الخـبر
وأوائل الأوقــات رتبــة فضــلها حـض النـبي وفعلـه فيهـا اسـتمر
رضــوان ربــك أول الأوقــات وال أوســاط رحمتـه وعفـو فـي الأخـر
واسـتثني العتمـات في ليل الشتا والظهـر للتبريـد فـي أيـام حـر
والبعــض يختـار انتظـار جماعـة والبعـض يختـار الحـديث كما ظهر
وإذا تهيـــأت الجماعــة كلهــا كـبر وهـذا البـاب من حسن النظر
واحــذر تقلـدك الامامـة إن تكـن لحانــة إذ أقــرأ القـوم الأثـر
حـتى ولـو لـم يفسـد المعنـى به إذ لسـت فـي حكـم الحديث بمعتبر
وتصـح إن لـم يفسـد المعنـى بـه إلا الاســـاءة إنهـــا لا تغتفــر
والبعــض إن بــدلت أيــة رحمـة بالضـد والتوحيـد بالشـرك اعتبر
والبعــض إن بـدلت توحيـداً بشـر ك أو عكسـتهما علـى هـذا اقتصـر
ويشـاكل اللحـن الوقـوف يبدل ال معنــى وقيــل إذا بتوحيـد أضـر
ونظيـره الاهمـال والاعجـام في ال قـرآن إذ بهمـا يـؤول إلى الغير
ونظيــره جهــل المخـارج للحـرو ف علـى الصـلاة لمـن يـؤم به ضرر
ويــــؤمهم ذو آفـــة بلســـانه إن لـم يكن عن جهله الحرف انكسر
ويصـح مـن ذي لكنـة إن كـان مـا تجـزي الصـلاة بـه مـن الآي استقر
ومبــدل حرفــاً بحــرف إن يكــن عــن آفــة أو فطـرة وقـع الأثـر
وحــديث ســين بلال المشــهور لا نرضـى بـه فالوضـع فيـه المعتبر
ومــن الوظـائف أن تكـون مـرتلاً أو مـا تـرى نـص الكتاب بها أمر
ووظيفــة التخفيــف للأركــان لا تهمـل ولا تكـن المنفـر مـن نفـر
ناهيـك مـا لاقـى معـاذ مـن رسـو ل اللّـه مـن زجـر بتطويـل السور
والنـاس فـي الأحـوال شـتى فليكن هـذا الامـام مراعيـاً حـال الفطر
وليــرع تســوية الصـفوف بنفسـه أو غيـره كالفعـل مـن خير البشر
ولينــو هاتيــك الامامــة آتيـاً إن جـاء مـن بعد الدخول ومن حضر
وليجـزم التكـبير والتسـليم كـي يقعـا مـن المأموم بعد على الأثر
ومــتى يكــبر أو ليسـمع فليـزد فـي رفعـه للصـوت والسـمع القدر
وليخلصــن القصــد للمـأموم فـي حفـظ الحـدود البطنـات ومـا ظهر
ولينتقــل مــن مضــوع صـلى بـه مـن بعـد ما يقضي الصلاة إلى مقر
فــي مســجد أو منــزل أو غيـره زالــت امــامته فمــاذا ينتظـر
ولينحـرف صـوب اليمين إذا انتحى إلا الصــحارى فالامــام إذا قـدر
ولينتخـــب ذا الأفضــلية منهــم ويســد قفــوته وذا خــبر ظهــر
هــذا لأن لــذي الأمامــة رتبــة فـي الـبر فـالأولى بـه تقرير بر
ويكــون لاســتخلافه مهمــا عنــا أمـر ومـا أحفـى الخلافـة بالخير
وليجتهــد عنــد الـدعاء معممـاً لا يختصــص بــدعائه عمــن حضــر
فيعــم فــي حــق الـولي دعـاؤه وعـدا الـولي لمصـلح الأخـرى يذر
ومقـــامه يقضــي عليــه بــأنه وفـد إلـى الـبر الكريم لنيل بر
والوفــد أحجـى أن ينـال كرامـة إن لـم يكـن في النفس حاجته حصر
حقــق بعينـك فـي الكريـم فـإنه عنـد الظنـون لمـن تـوجه وافتقر
وإذا تـــوجهت الســريرة نحــوه رجعــت برحمتــه بعـائدة الـوطر
لــم يقصـد الرحمـن صـادق أوبـة رغبـاً ورهبـاً فـي مقـام فانخسـر
فاجعـل همومـك فـي الصـلاة فإنها ســـبب مــبين للصــلات وللبشــر
واحفــظ لربــك روحهـا وحياتهـا سـيان لـو أبصـرت ميتـاً والحجـر
وحياتهـــا اخلاصـــها وخشــوعها وخضــوع قلــب بــالعلائق محتظـر
وظــواهر الأركــان محــض وسـائط فـإذا تزكـى السـر أصـلح ما ظهر
وعبـادة الحركـات والسـكنات فـي حكم القلوب وها هنا الشأن انحصر
فـاربط على هذا المقام القلب لا يغــرر فشــأن قلوبنـا كـر وفـر
والقلــب بيـت اللّـه فيـه نـوره نظـر الكريم إليه ليس إلى الصور
فاسـتقص قلبـك فـي مقـام شـهوده لا تعطــه شـطراً وشـطراً فـي عمـر
واصـل مقامـك فـي الصـلاة وغيرها عبـداً علـى الاحسـان وردك والصدر
وإذا ذكــرت اللّـه فـاعرف قـدره بيـن الرجـا والخوف مصروف الفكر
مستشــعراً تحــت الجلالــة خشـية ومهابـــة لا حــظ عنــدك للأثــر
لا تعـدُ طـورك فـي المـواطن كلها أنـت الفقيـر إليـه فـي نفع وضر
وجمــاع هــذا الأمـر فقـر مطلـق وعبــودة محــض وصــفو مـن كـدر
ابن عديِّم الرواحي
249 قصيدة
1 ديوان
ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في عمان بمنزلة محمود سامي البارودي في مصر،  مولده عام 1277هـ في بلدة محرم، من وادي بني رواحة في "سمائل" ويقال مولده في وادي حطاط بمسقط، وتعود أصول قبيلته إلى قبيلة عبس كان والده قاضيا للإمام عزان بن قيس، وكان من قبله جدُّه الرابع عبد الله بن محمد قاضيا في وادي محرم أيام دولة اليعاربة، تلقى مبادئ العلوم على والده  ثم انتقل إلى بلدة (السيح) فأخذ عن الشيخ محمد بن سليم الرواحي، بصحبة صديقه أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي وهو الذي عناه في قصيدته النونية

أرتاح فيها إلى خــلّ فيبهرنـي  صدق وقصد ومعروف وعرفــان

ثم قصد مع أبيه زنجبار أيام السلطان برغش بن سعيد،فتولى أبوه القضاء في سلطنة زنجبار, وتولى هو رئاسة القضاء في عهد حمد بن ثويني والتقى في بلاطه كبار رجالات عمان  أمثال الشيخ السالمي، وسليمان الباروني باشا، ومحمد بن يوسف اطفيش الجزائري، وأصدر هناك أول صحيفة صدرت في زنجبار باسم (النجاح) كانت تصدر ثلاث أعداد في الشهر، وصدر العدد الأول منها يوم 12 أكتوبر 1911م  وآخر أعدادها صدر في يونيو 1914م) 

توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها "النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني" جمع فيه ما نظمه من أذكار و"كتاب السؤالات" و"العقيدة الوهبية" و"نثار الجوهر" و "ثمرات المعارف" وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)

1920م-
1339هـ-