غوث الوجود أغثني ضاق مصطبري
الأبيات 39
غـوث الوجـود أغثنـي ضـاق مصطبري سـر الوجـود استلمني من يد الخَطَرِ
نـور الوجـود تـداركني فقـد عميَت بصــيرتي فــي ظلام العيـن والاثـرِ
رُوحَ الوجــود حيـاتي إنهـا ذهبـت مـن جهلهـا بين سمع الكون والبصرِ
رُوحَ الوجود دهى الكرب العظيم وفي أنفـاس روحـك روح المحـرج الحصـرِ
أنـسَ الوجـود قد استوحشتُ من زللي وأنـتَ انسـيَ فـي وردي وفـي صـدري
أمـنَ الوجـود أجرنـي من مخاوف ما أحـرزتُ نفسـي منهـا في حمى الحذرِ
عيـنَ الوجـود بعـز اللّـه أنتَ لها فــواقر درســَت أعيانهــا أثــري
وجهــت نحـو رسـول اللّـه نـازلتي وقلـتُ يـا نفـسِ حُمّ النصر فانتظري
أمنيــة الفـوز منـه غيـر خائبـةٍ ومطمــع النجـح منـه غيـر منحسـر
ونــائل الخيـر منـه غيـر منقطـع وفــائض الــبر منـه غيـر منحصـر
بســطتُ كفــي إلــى فيـاض رحمتـه علـى يقيـن بـدرك السـؤل والظفـر
وقمـــتُ أَلْهــجُ والآمــالُ صــادقةٌ يـا عصـمتي يا حبيبَ اللّه يا وزري
حقيقـة الصـبر أستعطي الثوابَ بها والفقـر يلزمنـي مـا عـزّ مقتـدري
ولسـت أعـذر هـذا الـدهر فـي شظفٍ مـا دام فضـلك عنـدي غيـر معتـذرِ
ولا أريــــدك بالأيـــام تبصـــرة لأنــتَ أبصـر بالـدنيا مـن البصـرِ
أنـت الحياة التي نفس البقاء بها بـل أنـت مكنون سر اللّه في البشر
مـولايَ مـن كنـت فـي الأزمات ناصره فليــس يغلبــه شـيءٌ سـوى القـدر
تلقنــي فـي مهـاوي حوبـتي فلقـد أوقعـت نفسـي ببعدي عنك في الخَطرِ
يـا مصـطفى اللّـه يا مختار نظرتهِ يـا أصـل مـا أظهر الابداع من فطرِ
يـا رحمـة اللّـه يـا مبعوثَ رأفته يـا مظهر اللطف في الأرواح والصورِ
يـا أول الكـل بعـد اللّـه مبتدَعاً وأول الكـل عنـد اللّـه فـي الخطرِ
يـا آخـر الرسـل لا تـأخير مرتبـةٍ وإنمــا الســرّ مطـويٌ عـن الفِكـر
يـا ظـاهراً بكمـالات الظهـور علـى كــل الظـواهر فـي سـُلطانِ مقتهـر
يـا باطنـاً لم تفته الباطنات ولم يُــدرك مقامـاتِهِ علـم مـن الفطـر
أنـوار حبـك فـي قلـبي قد انطبعَت جِبِلـةً كانطبـاع الشـمس فـي القمر
مـا زال حبـك فـي روحـي يخامرهـا حـتى تجـردت عـن عينـي وعـن أثري
مــا للمحبـة مقـدار إذا اقتصـَرت الحــق حبــك حــب غيــر مقتصــر
تجــرداً مــن هنــات كلهــا حجـبٌ لا وصـل والحُـبَ محجـوب بـذي الستر
أدعـوك خلـف حجـاب الكـون منبسطاً فـي بسـط حبـك لـم أخلـص من الأثر
ذهلـتُ عـن كـل شـيء مـذ علقـتُ بهِ فلا أفــرق بيــن الصــفو والكـدر
لا أحســب الــروح إلا أنهـا خُلقـت مـن الهـوى فاختفت عن عالَم الصور
فلا علاج لهــا مــن أصــل فطرتهـا إذا اصـيبت بسـهم الحـب عـن قـدر
وجــدتُ روحـي صـريعاً فـي مصـارعه يـا حـبُّ لا تُبـق مـن روحـي ولا تذر
نــار المحبـة نـار لا يقـام لهـا لواحـــة قســَماً بــالحب للبشــر
طـارحت أهـل الهـوى حـتى بُليتُ بهِ ففتهــم ومشـوا خلفـي علـى أثـري
لا يصــدُقُ الحـب إلا مـن يمـوت بـه مـا للـوى دون حسـو الموت من قدر
وليتهــا موتـة فـي الحـب موصـلة بوصـلة مـن حـبيب اللّـه في العمر
ولسـتُ فـي الحـب من نفسي على ثقةٍ مـن نصـبها للهـوى طَـوراً على وَطَر
إن كــان حـبيَ معلـولاً فـأنتَ لهـا أدرك عليلـك قبـل الأخـذ في الخطر
ابن عديِّم الرواحي
249 قصيدة
1 ديوان
ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في عمان بمنزلة محمود سامي البارودي في مصر،  مولده عام 1277هـ في بلدة محرم، من وادي بني رواحة في "سمائل" ويقال مولده في وادي حطاط بمسقط، وتعود أصول قبيلته إلى قبيلة عبس كان والده قاضيا للإمام عزان بن قيس، وكان من قبله جدُّه الرابع عبد الله بن محمد قاضيا في وادي محرم أيام دولة اليعاربة، تلقى مبادئ العلوم على والده  ثم انتقل إلى بلدة (السيح) فأخذ عن الشيخ محمد بن سليم الرواحي، بصحبة صديقه أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي وهو الذي عناه في قصيدته النونية

أرتاح فيها إلى خــلّ فيبهرنـي  صدق وقصد ومعروف وعرفــان

ثم قصد مع أبيه زنجبار أيام السلطان برغش بن سعيد،فتولى أبوه القضاء في سلطنة زنجبار, وتولى هو رئاسة القضاء في عهد حمد بن ثويني والتقى في بلاطه كبار رجالات عمان  أمثال الشيخ السالمي، وسليمان الباروني باشا، ومحمد بن يوسف اطفيش الجزائري، وأصدر هناك أول صحيفة صدرت في زنجبار باسم (النجاح) كانت تصدر ثلاث أعداد في الشهر، وصدر العدد الأول منها يوم 12 أكتوبر 1911م  وآخر أعدادها صدر في يونيو 1914م) 

توفي أبو مسلم يوم 2 صفر 1339هـ ، وله تآليف منها "النفس الرحماني في أذكار أبي مسلم البهلاني" جمع فيه ما نظمه من أذكار و"كتاب السؤالات" و"العقيدة الوهبية" و"نثار الجوهر" و "ثمرات المعارف" وتدعى سموط تخميس الثناء) وهو تخميس لميمية الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي العالم الرباني المعروف، فقد انتهى من كتابتها في يوم 28 محرم 1339، أي قبل وفاته بثلاثة أيام. (المرجع: مقدمة الديوان والموسوعة العمانية ج10 ص 3592)

1920م-
1339هـ-