أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ
الأبيات 33
أَسـَأَلْتَ رَسـْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ بَيْـنَ الْجَـوَابِي فَالْبُضـَيْعِ فَحَوْمَلِ
فَـالْمَرْجِ مَـرْجِ الصـُّفَّرَيْنِ فَجَاسـِمٍ فَـدِيَارِ سـَلْمَى دُرَّسـاً لَـمْ تُحْلَـلِ
أَقْــوَى وَعُطِّــلَ مِنْهُــمُ فَكَــأَنَّهُ بَعْـدَ الْبِلَـى آيُ الْكِتَابِ الْمُجْمَلِ
دَمِــنٌ تَعَاقَبَهَـا الرِّيَـاحُ دَوَارِسٌ وَالْمُـدْجِنَاتُ مِـنَ السـِّمَاكِ الْأَعْزَلِ
فَـالْعَيْنُ عَانِيَـةٌ تَفِيـضُ دُمُوعُهَـا لِمَنَـازِلٍ دَرَسـَتْ كَـأَنْ لَـمْ تُؤْهَـلِ
دَارٌ لِقَــوْمٍ قَــدْ أَرَاهُــمْ مَـرَّةً فَــوْقَ الْأَعِـزَّةِ عِزُّهُـمْ لَـمْ يُنْقَـلِ
لِلَّـــهِ دَرُّ عِصـــَابَةٍ نَــادَمْتُهُمْ يَوْمـاً بِجِلَّـقَ فِـي الزَّمَـانِ الْأَوَّلِ
يَمْشُونَ فِي الْحُلَلِ الْمُضَاعَفِ نَسْجُهَا مَشـْيَ الْجِمَالِ إِلَى الْجِمَالِ البُزَّلِ
الضـَّارِبُونَ الْكَبْـشَ يَبْـرُقُ بَيْضـُهُ ضـَرْباً يَطِيـحُ لَـهُ بَنَـانُ الْمَفْصِلِ
وَالْخــالِطُونَ فَقِيرَهُــمْ بِغَنِيِّهِـمْ وَالْمُنْعِمُـونَ عَلَى الضَّعِيفِ الْمُرْمِلِ
أَوْلَادُ جَفْنَــةَ حَـوْلَ قَبْـرِ أَبِيهِـمِ قَبْـرِ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفْضِلِ
يُغْشــَوْنَ حَتَّـى مَـا تَهِـرُّ كِلَابُهُـمْ لَا يَسـْأَلُونَ عَـنِ السـَّوَادِ الْمُقْبِلِ
يَسـْقُونَ مَـنْ وَرَدَ الْبَرِيـصَ عَلَيْهِمِ بَـرَدَى يُصـَفِّقُ بِـالرَّحِيقِ السَّلْسـَلِ
يُسـْقَوْنَ دِرْيَـاقَ الرَّحِيقِ وَلَمْ تَكُنْ تُــدْعَى وَلَائِدُهُـمْ لِنَقْـفِ الْحَنْظَـلِ
بِيـضُ الْوُجُـوهِ كَرِيمَـةٌ أَحْسـَابُهُمْ شــُمُّ الْأُنُـوفِ مِـنَ الطِّـرَازِ الْأَوَّلِ
فَعَلَـوْتُ مِـنْ أَرْضِ الْبَرِيـصِ إِلَيْهِمِ حَتَّـى اتَّكَـأْتُ بِمَنْـزِلٍ لَـمْ يُوغَـلِ
نَغْــدُو بِنَــاجُودٍ وَمُسـْمِعَةٍ لَنَـا بَيْـنَ الْكُـرُومِ وَبَيْنَ جَزْعِ الْقَسْطَلِ
فَلَبِثْــتُ أَزْمَانــاً طِـوَالاً فِيهِـمِ ثُــمَّ ادَّكَـرْتُ كَـأَنَّنِي لَـمْ أَفْعَـلِ
إِمَــا تَـرَيْ رَأْسـِي تَغَيَّـرَ لَـوْنُهُ شـَمَطاً فَأَصـْبَحَ كَالثَّغَـامِ الْمُحْوِلِ
فَلَقَــدْ يَرَانِــي مُوعِـدِيَّ كَـأَنَّنِي فِـي قَصـْرِ دُومَةَ أَوْ سَوَاءِ الْهَيْكَلِ
وَلَقَـدْ شـَرِبْتُ الْخَمْرَ فِي حَانُوتِهَا صــَهْبَاءَ صـَافِيَةً كَطَعْـمِ الْفُلْفُـلِ
يَســْعَى عَلَــيَّ بِكَأْســِهَا مُتَنَطِّـفٌ فَيَعُلُّنِـي مِنْهَـا وَلَـوْ لَـمْ أَنْهَـلِ
إِنَّ الَّتِــي نَــاوَلْتَنِي فَرَدَدْتُهَـا قُتِلَـتْ قُتِلْـتَ فَهَاتِهَـا لَـمْ تُقْتَلِ
كِلْتَاهُمَـا حَلَـبُ الْعَصـِيرِ فَعَاطِنِي بِزُجَاجَـــةٍ أَرْخَاهُمَــا لِلْمَفْصــِلِ
بِزُجَاجَـةٍ رَقَصـَتْ بِمَـا فِـي قَعْرِهَا رَقَــصَ الْقَلُـوصِ بِرَاكِـبٍ مُسـْتَعْجِلِ
نَسـَبِي أَصـِيلٌ فِي الْكِرَامِ وَمِذْوَدِي تَكْـوِي مَوَاسـِمُهُ جُنُـوبَ الْمُصـْطَلِي
وَلَقَـدْ تُقَلِّـدُنَا الْعَشـِيرَةُ أَمْرَهَا وَنَسـُودُ يَـوْمَ النَّائِبَـاتِ وَنَعْتَلِي
وَيَســُودُ ســَيِّدُنَا جَحَاجِـحَ سـَادَةً وَيُصـِيبُ قَائِلُنَـا سـَوَاءَ الْمَفْصـِلِ
وَنُحَــاوِلُ الْأَمْـرَ الْمُهِـمَّ خِطَـابُهُ فِيهِــمْ وَنَفْصـِلُ كُـلَّ أَمْـرٍ مُعْضـِلِ
وَتَـزُورُ أَبْـوَابَ الْمُلُـوكِ رِكَابُنَا وَمَتَـى نُحَكَّـمْ فِـي الْبَرِيَّـةِ نَعْدِلِ
وَفَـتىً يُحِـبُّ الْحَمْـدَ يَجْعَـلُ مَالَهُ مِـنْ دُونِ وَالِـدِهِ وَإِنْ لَـمْ يُسـْأَلِ
يُعْطِـي الْعَشـِيرَةَ حَقَّهَـا وَيَزِيدُهَا وَيَحُوطُهَـا فِـي النَّائِبَاتِ الْمُعْضِلِ
بَــاكَرْتُ لَــذَّتَهُ وَمَـا مَاطَلْتُهَـا بِزُجَاجَــةٍ مِـنْ خَيْـرِ كَـرْمٍ أَهْـدَلِ
حسّانُ بنُ ثابتٍ
373 قصيدة
1 ديوان

حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م. 

674م-
54هـ-

قصائد أخرى لحسّانُ بنُ ثابتٍ

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قال حسان بن ثابت هذه القصيدة يهجو أبا سفيان ابن الحارث قبل فتح مكة، وقيل إنه قال بعض هذه القصيدة في الجاهلية وقال آخرها في الإسلام.

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قال حسان يجيب قيس بن الخطيم على قصيدته التي يقول فيها:

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قالها حسان يذكر الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللع بن عمر بن مخزوم وهزيمته يوم بدر، ثم حسن إسلامه واستشهد بأجنادين رحمه الله