لَكِ الْخَيْرُ غُضِّي اللَّوْمَ عَنِّي فَإِنَّنِي
الأبيات 44
لَــكِ الْخَيْــرُ غُضـِّي اللَّـوْمَ عَنِّـي فَـإِنَّنِي أُحِـــبُّ مِـــنَ الْأَخْلَاقِ مَـــا كَــانَ أَجْمَلا
ذَرِينِـــي وَعِلْمِـــي بِـــالْأُمُورِ وَشــِيمَتِي فَمَــا طَــائِرِي فِيهَــا عَلَيْــكِ بِــأَخْيَلا
فَــإِنْ كُنْــتِ لَا مِنِّــي وَلَا مِــنْ خَلِيقَتِــي فَمِنْــكِ الَّـذِي أَمْسـَى عَـنِ الْخَيْـرِ أَعْـزَلا
أَلَــمْ تَعْلَمِــي أَنِّــي أَرَى الْبُخْــلَ سـُبَّةً وَأُبْغِـــــضُ ذَا اللَّـــــوْنَيْنِ وَالْمُتَنَقِّلا
إِذَا انْصــَرَفَتْ نَفْســِي عَــنِ الشـَّيْءِ مَـرَّةً فَلَســـْتُ إِلَيْـــهِ آخِـــرَ الــدَّهْرِ مُقْبِلا
وَإِنِّــي إِذَا مَــا الْهَــمُّ ضــَافَ قَرَيْتُــهُ زَمَاعــــاً وَمِرْقَـــالَ الْعَشـــِيّّاتِ عَيْهَلا
مُلَمْلَمَــــةٌ خَطَّــــارَةٌ لَـــوْ حَمَلْتُهَـــا عَلَـى السـَّيْفِ لَـمْ تَعْـدِلْ عَنِ السَّيْفِ مَعْدِلا
إِذَا انْبَعَثَــتْ مِــنْ مَبْــرَكٍ غَــادَرَتْ بِـهِ تَــــوَائِمَ أَمْثَــــالَ الزَّبَــــائِبِ ذُبَّلا
فَـــإِنْ بَرَكَـــتْ خَــوَّتْ عَلَــى ثَفِنَاتِهَــا كَـــأَنَّ عَلَـــى حَيْزُومِهَـــا حَــرْفَ أَعْبَلا
مُرَوَّعَـــةٌ لَـــوْ خَلْفَهَـــا صـــَرَّ جُنْــدُبٌ رَأَيْــتُ لَهَــا مِــنْ رَوْعَـةِ الْقَلْـبِ أَفْكَلا
وَإِنَّـــا لَقَـــوْمٌ مَـــا نُســَوِّدُ غَــادِراً وَلَا نَــــاكِلاً عِنْــــدَ الْحَمَالَــــةِ زُمَّلا
وَلَا مَانِعـــاً لِلْمَـــالِ فِيمَـــا يَنْــوبُهُ وَلَا نَـــاكِلاً فِــي الْحَــرْبِ جِبْســاً مُغَفَّلا
وَلَا جُعْبُســـــاً عَيَّابَـــــةً مُتَهَكِّمـــــاً عَلَيْنَــــا وَلَا فَهّــــاً كَهَامــــاً مُفَيَّلا
نُســـَوِّدُ مِنَّـــا كُـــلَّ أَشـــْيَبَ بَـــارِعٍ أَغَـــــرَّ تَـــــرَاهُ بِـــــالْجَلَالِ مُكَلَّلا
إِذَا مَا انْتَدَى أَجْنَى النَّدَى وَابْتَنَى الْعُلَا وَأُلْفِـــيَ ذَا طَــوْلٍ عَلَــى مَــنْ تَطَــوَّلا
فَلَســـْتَ بِلَاقٍ نَاشـــِئاً مِـــنْ شـــَبابِنَا وَإِنْ كَــانَ أَنْــدَى مِــنْ سـِوَانَا وَأَحْـوَلا
نُطِيــعُ فَعَــالَ الشــَّيْخِ مِنَّــا إِذَا سـَمَا لِأَمْـــرٍ وَلَا نَعْيَـــا إِذَا الْأَمْــرُ أَعْضــَلا
لَـــهُ أَرْبَـــةٌ فِـــي حَزْمِـــهِ وَفِعَــالِهِ وَإِنْ كَــانَ مِنَّــا حَــازِمَ الــرَّأْيِِ حُـوَّلا
وَمَـــا ذَاكَ إِلَّا أَنَّنَـــا جَعَلَـــتْ لَنَـــا أَكَابِرُنَــــا فِــــي أَوَّلِ الْخَيْـــرِ أَوَّلا
فَنَحْــنُ الــذُّرَى مَــنْ نَسـْلِ آدَمَ وَالْعُـرَى تَرَبَّـــعَ فِينَــا الْمَجْــدُ حَتَّــى تَــأَثَّلا
بَنَــى الْعِــزُّ بَيْتــاً فَاســْتَقَرَّتْ عِمَـادُهُ عَلَيْنَـــا فَأَعْيَــا النَّــاسَ أَنْ يَتَحَــوَّلا
وَإِنَّــكَ لَــنْ تَلْقَــى مِـنَ النَّـاسِ مَعْشـَراً أَعَـــزَّ مِـــنَ الْأَنْصــَارِ عِــزّاً وَأَفْضــَلا
وَأَكْثَـــرَ أَنْ تَلْقَــى إِذَا مَــا أَتَيْتَهُــمْ لَهُـــمْ ســـَيِّداً ضــَخْمَ الدَّســِيعَةِ جَحْفَلا
وَأَشـــْيَبَ مَيْمُـــونَ النَّقِيبَـــةِ يُبْتَغَــى بِـــهِ الْخَطَـــرُ الْأَعْلَـــى وَطِفْلاً مُــؤَمَّلا
وَأَمْـــرَدَ مُرْتَاحـــاً إِذَا مَـــا نَــدَبْتَهُ تَحَمَّــــلَ مَــــا حَمَّلْتَــــهُ فَتَــــرَبَّلا
وَمُسْتَرْشـــِداً فِـــي الْحُكْــمِ لَا مُتَوَجِّهــاً وَلَا قَــــابِلاً عِنْــــدَ الْخُصـــُومَةِ أَخْطَلا
وَعِــــدّاً خَطِيبـــاً لَا يُطَـــاقُ جَـــوَابُهُ وَذَا أُرْبَـــــةٍ فِــــي شــــِعْرِهِ مُتَنَخِّلا
وَأَصــْيَدَ نَهَّاضــاً إِلَــى الســَّيْفِ صـَارِماً إِذَا مَــا دَعَــا دَاعٍ إِلَـى الْمَـوْتِ أَرْقَلا
وَأَغْيَـــــدَ مُخْتَـــــالاً يَجُـــــرُّ إِزَارَهُ كَثِيــرَ النَّــدَى طَلْــقَ الْيَــدَيْنِ مُعَـذَّلا
وَمُســـْتَمْطِراً فِـــي الْأَزْلِ أَصــْبَحَ ســَيْبُهُ عَلَـــى مُعْتَفِيــهِ دَائِمَ الْــوَدْقِ مُســْبِلا
لَنَــــا حَــــرَّةٌ مَـــأَطُورَةٌ بِجِبَالِهَـــا بَنَــى الْمَجْــدُ فِيهَــا بَيْتَــهُ فَتَــأَهَّلا
بِهَــا النَّخْــلُ وَالْآطَــامُ تَجْــرِي خِلَالَهَـا جَــدَاوِلُ قَــدْ تَعْلُــو رَقَاقــاً وَجَــرْوَلا
إِذَا جَــــدْوَلٌ مِنْهَـــا تَصـــَرَّمَ مَـــاؤُهُ وَصـــَلْنَا إِلَيْـــهِ بِالنَّوَاضـــِحِ جَــدْوَلا
عَلَـــى كُـــلِّ مِفْهَــاقٍ خَســِيفٍ غُرُوبُهَــا تُفَــرِّغُ فِــي حَــوْضٍ مِــنَ الصــَّخْرِ أَنْجَلا
لَـــهُ غَلَـــلٌ فِـــي ظِــلِّ كُــلِّ حَدِيقَــةٍ يُعَــارِضُ يَعْبُوبــاً مِــنَ الْمَــاءِ سَلْسـَلا
إِذَا جِئْتَهَـــا أَلْفَيْـــتَ فِــي حَجَرَاتِهَــا عَنَاجِيـــجَ قُبّـــاً وَالســَّوَامَ الْمُــؤَبَّلا
جَعَلْنَـــا لَهَـــا أَســـْيَافَنَا وَرِمَاحَنَــا مِــنَ الْجَيْــشِ وَالْأَعْــرَابِ كَهْفــاً وَمَعْقِلا
إِذَا جَمَعُـــوا جَمْعـــاً ســَمَوْنَا إِلَيْهِــمُ بِهِنْدِيَّــــةٍ تُســـْقَى الـــذُّعَافَ الْمُثَمَّلا
نَصـــَرْنَا بِهَــا خَيْــرَ الْبَرِيَّــةِ كُلِّهَــا إِمَامـــاً وَوَقَّرْنَــا الْكِتَــابَ الْمُنَــزَّلا
نَصــــَرْنَا وَآوَيْنَـــا وَقَـــوَّمَ ضـــَرْبُنا لَــهُ بِالســُّيُوفِ مَيْــلَ مَــنْ كَـانَ أَمْيَلا
وَإِنَّــكَ لَــنْ تَلْقَــى لَنَــا مِــنْ مُعَنَّــفٍ وَلَا عَـــــائِبٍ إِلَّا لَئِيمـــــاً مُضــــَلَّلا
وَإِلَّا امْــرَأً قَــدْ نَــالَهُ مِــنْ ســُيُوفِنَا ذُبَــابٌ فَأَمْســَى مَــائِلَ الشــِّقِّ أَعْــزَلا
فَمَــنْ يَأْتِنَــا أَوْ يَلْقَنَــا عَــنْ جَنَابَـةٍ يَجِــدْ عِنْــدَنَا مَثْــوَىً كَرِيمــاً وَمَـوْئِلا
نُجِيـــرُ فَلَا يَخْشـــَى الْبَــوَادِرَ جَارُنَــا وَلَاقَــى الْغِنَــى فِــي دُورِنَــا فَتَمَــوَّلا
حسّانُ بنُ ثابتٍ
373 قصيدة
1 ديوان

حَسّانُ بْنُ ثابِتٍ الخَزْرَجِيُّ الأَنْصارِيُّ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأسلم بعدَ دُخولِ الرّسولِ صلّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إلى المَدينَةِ، وحظي حسانُ بِمنزلةٍ كَبيرةٍ فِي الإسلامِ؛ حيثُ كانَ شاعِرَ الرَسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدافِعُ عَنْهُ وَيَهْجُو شُعَراءَ المُشْرِكِينَ، وَكانَ الرَّسُولُ يَقُولُ لَهُ: "اهْجُهُمْ وَرُوحُ القُدُسِ مَعَكَ"، عُرِفَ فِي الجاهِلِيَّةِ بِمَدْحِهِ لِلغَساسِنَةِ وَالمَناذِرَةِ، وتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَكانَ قَدْ عَمِيَ فِي آخِرِ حَياتِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 54هـ/674م. 

674م-
54هـ-

قصائد أخرى لحسّانُ بنُ ثابتٍ

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قال حسان بن ثابت هذه القصيدة يهجو أبا سفيان ابن الحارث قبل فتح مكة، وقيل إنه قال بعض هذه القصيدة في الجاهلية وقال آخرها في الإسلام.

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قال حسان يجيب قيس بن الخطيم على قصيدته التي يقول فيها:

حسّانُ بنُ ثابتٍ
حسّانُ بنُ ثابتٍ

قالها حسان يذكر الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد اللع بن عمر بن مخزوم وهزيمته يوم بدر، ثم حسن إسلامه واستشهد بأجنادين رحمه الله