الأبيات 44
وقفـت علـى السـؤال وما حواه وقــوف محــاول فهـم الخطـاب
فلمــا ذقـت فحـوى مـا حـواه وقفـت علـى الجوابـات العذاب
فيــا للّــه مـا أحلـى معـان وألفـــاظ أرق مــن الشــراب
حلـت لكـن خلـت عـن كـل معنى يســـوغ أن يســمى بــالجواب
أتسـقون الفـتى الظمـآن منكم إذا استســقى بكـأس مـن سـرب
خـذوا عنـي خـذوا عنـي جواباً وذبــا عــن بنـي أبـي تـراب
ودونـك أيهـا الحيـران فاسمع دوابـاً لـم يكـن لـك في حساب
فمــذهبنا إذا مــا أطلقــوه وقربــه النجـوم مـن الصـحاب
وأطلقـه المحقـق فـي الفتاوى وعنـــونه بعنــوان الصــواب
وأضـحى فـي يـد الحكـام سيفاً تشــق بـه القضـايا كالرقـاب
وقيــده الــرؤوس لــدى دروس بلفظــة مــذهب طــي الكتـاب
وللتمييـــز يكتبهــا بحســن فقيـه فـي المـدارس لا يحـابي
فــذلك مــذهبٌ يــدعى ليحيـى إمـام القطـر والبحـر العباب
هـو المتبـوع وهـو لـذاك أهل إلـى المحـراب يغـدو والحراب
لـه عنـد الثقـا الأبطـال وجدٌ وشــغل بالطعــان وبالضــراب
وعنــد الســلم أقلام تبــاري بـــأقوال تؤيـــد بالكتــاب
وســنة أحمــد مهمــا رواهـا جهابـــذة الأئمــة والصــحاب
كــذلك مــا يسلســله ثقــات إلـى المـولى الوصي أبي تراب
فــإن فقـدت أبيـح لـه رجـوع لتحصــيل القيــاس بالاكتسـاب
فهــذي حجــة الأقــوال مهمـا أتـت فاشـكر لمـا أهدى خطابي
وخــرج بعــد ذاك لــه أنـاس مـن النظـار فـاطِّرِحِ التغـابي
وقـد جعلـوا المخـرج شـبه نص ليحيــى داعـي الحـق المجـاب
فــإن يتعــارض القـولان نصـاً وتخريجــاً فخلـف فـي الصـحاب
فبعضــهم يرجــح نــص يحيــى وبعضـــهم مفــاهيم الخطــاب
فمــن هــذا يـذهب ذاك قـولاً وذاك إلــى ســواه فـي ذهـاب
وكــم خــدمت مقــالته أنـاس هــم مثــل المؤيـد والشـهاب
فهــذا صــنف التجريـد قصـداً لإِظهـــار الأدلـــة والصــواب
وهـــذا باقتصــار واختصــار أتـى فـي ذاك بـالبحر العباب
تعجـــب إذا مـــا خالفـــاه وتحســب أن ذاك مــن الخـراب
لمــا قـد أسسـاه لأصـل يحيـى ســقى مثــواه هَطَّـالُ السـحاب
فمــا المقصــود إلا أن هــذا قـــوي للمقلــد فــي حســاب
ومختـــاري يخـــالفه لأنـــي عرفــت الحـق فيـه فلا أحـابي
فهــذا أصــل مــذهبنا ولكـن ذوو التدريس في الكتب الصعاب
أجلهــم ذوو التقصــير فيمـا رأوه أو رووه فــــي كتـــاب
فلـم يـدروا بمـذهبنا يقينـاً وقـد خلطوا الخطاء مع الصواب
وذهَّبـــوا الضــعيف وقــرروه ومـا خـافوا مناقشـة الحسـاب
وأوقعـوا الـذي ينشـي لـديهم كإيقـاع الفراشـة فـي الشهاب
فــإن أصــغى لفطرتــه قليلاً رأى الأقـوال فـي مـوج اضطراب
كســائلنا الـذي وافـى برشـد مريــداً للنجـاة مـن العـذاب
فخــذ هـذا جوابـك عـن سـؤال غـدا منـه فـؤادك فـي التهاب
وإن تـرد النصـيحة بعـد هـذا فـألق دلاك فـي البحـر العباب
علــوم الاجتهـاد إلـى رباهـا تسـامى واقتطـف منها الروابي
وخــص محمــداً خيـر البرايـا كـــذاك الآل طــراً والصــحاب
بتصـــلية وتســـليم كــثيراً تزورهــم إلــى يـوم الحسـاب
الأمير الصنعاني
434 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين.

مجتهد، من بيت الإمامة في اليمن، يلقب "المؤيد بالله" بن المتوكل على الله.

أصيب بمحن كثيرة من الجهلة والعوام، له نحو مائة مؤلف ذكر صديق حسن خان أن أكثرها عنده (في الهند) ولد بمدينة كحلان ونشأ وتوفي بصنعاء.

من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط)، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ)، وغيرها الكثير.

وله (ديوان شعر - ط).

1768م-
1182هـ-