الأبيات 42
يـا أهيـل الحـي قـرّوا أعينـا فالصــفا لاحــت بــواديه لنـا
فـاجتلوا بالصـفو كاسات الهنا واحمدوا المولى على نيل المنا
فنســيم البشـر أحيـى المهجـا عنــدما أهــدى إلينـا الأرجـا
وزهـــا أفــق العلا وابتهجــا إذ تلألـئ الكوكب الباهي السنا
والســـرور انتشـــرت أعلامــه والحبـــور ابتــدأت أعــوامه
والصــفا قــد أشــرقت أيـامه وحبانــا اللــه فيـه المننـا
وربيــــع الأرض وافـــى مقبلا وعــبير الأنــس أشــفى العللا
ورضــى اللـه الـذي عـمّ الملا كــم نفــى عنـا بؤوسـاً وعنـا
وسـقى مـاء الحيـا وجه الرياضْ فتلألــئ باســماً بعـد انقبـاضْ
واكتسـت ثوب البها تلك الغياض وانجلــت فـي كـل لـونٍ افتنـا
وأزاهيـــر المــروج ابتــدرتْ وزكـــت نفحاتهـــا وانتشــرت
ونســيمات الصــبا لمــا سـرتْ كــم شـفت مـن ذي نحـولٍ وضـنا
وتبـــدّى أرجـــوانيّ الشــقيقْ وأرانـا الـورد ألـوان العقيقْ
وزهـا النسـرين فـي لـون شريقْ واكتســى الزنبـق تاجـاً حسـنا
وحكــى النرجـس أحـداق الظُبَـيّ فأثـار الوجـد فـي الصبّ الهُوَي
وشـدا المنثـور يـا مَضـعف هَـيْ هـــيَّ نستنشــق ذاك السوســنا
وتغنّـى فـي الصـباح العنـدليبْ فجلـى الغـم عـن القلب الكئيبْ
وغنـاء السـن فـي معنى الحبيبْ هيّــج الشــحرور حــتى فنَّنــا
وغــدا البلبــل يشــدو طربـا وينــادي فــوق أغصـان الربـى
انعشـي العشـاق يـا ريح الصبا فـانجلي غيـم النـوى من أوجنا
كـم تـرى قـد سهرت عين الوجودْ فـي الـدجى راصـدةً سعد السعودْ
وأبــت فيــه بياتــاً ورقــودْ وتلقـــت فــي هواهــا شــجنا
بـل وكم حنّت إلى الركب السعيد وصـــبت لســيّدٍ ملقــاه عيــدْ
كـم لـه مـن سـادةٍ أمسـت عبيدْ تهــدي الحمــد إليـه والثنـا
ذلـك المـولى الـذي كم قد نشرْ رايــة العليـا علـى كـلّ بشـرْ
فيـه تخـت العـز بـاهى وافتخر عنــدما شــرّف هــذا الوطنــا
فهــو مغنــاطيس أرواح الـورى وأميـــرٌ فـــاق كــل الأمــرا
وبشــيرٌ فــي الأمــاني بشــّرا وشـــهابٌ نــوره عــمّ الــدنا
كـم سـما في الجود عن حاتم طَيّ وطــوى معنــاً وفضــلاً أيّ طَــيّ
بطــلٌ فـي الحـرب ريبـال سـُطيّ كــم كمــيٍّ منــه وّلــى جبنـا
مــا سـطا عنـتر عبـس إن غشـا منقــع الهــول وهـزّ المرعشـا
أســدٌ يـوم الـوغى كـم يختشـى بطشــه إن ســلّ سـيفاً أو قنـا
يـا رعـاه اللـه مـن حـرّ كريمْ قـد محا في عدله الجور الذميمْ
ربُّ رفــقٍ فــي رعايــاه حليـمْ كـم حـوى مـن كـل فخـر واقتنى
وكمــالاتٍ بهــا فــاق الســوى والـورى عـن فضـله كـم قد روى
مفــرد الأوصــاف مـا قـطّ حـوى مثلــه الــدهر نبيهــاً فطنـا
أفعـم القطـر اعتزازاً وافتخارْ واستضـى لبنـان فيـه واسـتنار
كــل مــن أمّ حمــاه واسـتجارْ قهــر الــدهر وأنكـى الزمنـا
قــدرت كـل بنـي الأعـراب فيـه إن معنـــاه علا عــن واصــفيه
ولسـان الـترك مـن معجـم فيـه صــاغ درّاً فيــه يغلــو ثمنـا
كــم بــه بــات فـؤادي يحمـدُ ويهنيـــه الحمـــى والســؤددُ
وجميــع الكــون فيــه ينشــدُ يـا أهيـل الحـي قـرّوا أعينـا
نقولا الترك الإسطمبولي
541 قصيدة
1 ديوان

نقولا بن يوسف الترك الإسطمبولي.

شاعر له عناية بالتاريخ، أصله من بلاد الترك من أسرة يونانية ومولده ووفاته في دير القمر (لبنان).

سافر إلى مصر واستخدم كاتباً في حملة نابليون الأول، وعاد إلى لبنان فخدم الأمير بشير الشهابي، وله في مدحه قصائد.

وعمي في أواخر أعوامه، فكان يملي ما ينظمه على ابنته وردة.

من كتبه (تاريخ نابليون-ط) جزء منه، (تاريخ أحمد باشا الجزار - خ) (مذكرات - ط)، (ديوان شعر - ط).

(حوادث الزمان في جبل لبنان - خ) من سنة 1109هـ - 1215هـ.

1828م-
1244هـ-

قصائد أخرى لنقولا الترك الإسطمبولي