يا
حاديَ
العِيس
عرّج
بي
على
الخِيم
|
علــى
منــازل
أَعـراب
بـذي
سـَلَمِ
|
هنـاك
نـار
القِـرى
مشبوبةَ
الضرم
|
وثمَّـةَ
المثـلُ
الأعلـى
مـن
الشـَممِ
|
وثمـةَ
المثـلُ
الأعلـى
مـن
الجـودِ
|
وعُــج
بكثبـان
طـيّ
فـي
بواديهـا
|
حيـث
المضـارب
قـد
عجَّـت
نواديها
|
وجردُهــا
مقربــاتٌ
فـي
نواحيهـا
|
عــزّ
الفلاة
ومـا
تنبـو
مواضـيها
|
فــي
كــف
كـل
أبـيّ
غيـرِ
رِعديـدِ
|
هـذا
حمـى
حـاتمٍ
بـالجود
ينهمـرُ
|
كــأن
نــائله
فــي
كفــه
مطــرُ
|
كـأن
فـي
راحـتيه
النـار
تسـتعرُ
|
كـــأنه
خــادم
للضــيف
يــأتمرُ
|
وهــذه
شــيمة
العُـرْب
الصـناديدِ
|
وجـاد
حـاتمُ
حـتى
انفـذ
النشـبا
|
وهــل
تصــون
نفــوس
حـرة
ذهبَـا
|
والمـال
إن
لـم
تصـنه
حكمة
ذهبَا
|
وليـذهب
المال
إن
ابقى
لنا
حسبَا
|
فالمــال
دون
إبــاء
شـرّ
معبـودِ
|
وجــاء
حـاتمَ
أضـياف
وكـان
بـدا
|
ضــيق
فلا
ســبداً
أبقـى
ولا
لَبَـدا
|
فنــادمت
أمــه
ضــيفانهَا
وعـدا
|
مـن
فـوق
اجـردَ
يبغي
للقِرى
مَدَدا
|
وعـاد
قـاري
الفيـافي
غيرَ
ممدودِ
|
فقــالت
الأُم
بعنـي
كالعبيـد
ولا
|
تبخـل
وجودُك
أضحى
في
الورى
مثلا
|
فقــال
واهَبْتِنــي
يـا
أُمّ
واخَجَلا
|
لئَن
أطعــتُ
أيبقــي
حــاتمٌ
رَجُلا
|
أنـا
الفِدى
للنَّدى
يا
غادةَ
الغيدِ
|
ولـم
تجـد
لفتاهـا
شـارياً
نَجِـدا
|
فابتـاعه
الضـيف
فافترت
له
كبِدا
|
وقــدّمت
جـذالاً
للضـيف
مـا
حمِـدا
|
ومـا
درى
أَنهـا
بـاعت
لـه
وَلَـدا
|
يـا
خيـرَ
والـدة
يـا
خيـرَ
مولودِ
|
وصــار
حــاتم
مـن
أتبـاع
سـيده
|
كــأنه
عبــد
قــنٍّ
منــذ
مَولِـده
|
وبَـــرّ
ســـيدَه
بِـــرّاً
بمحتِــده
|
وجــاد
بـالنفس
إكرامـاً
لقاصـدِه
|
والجـودُ
بالنفس
أقصى
غايةِ
الجودِ
|
يـا
مـن
يرى
حاتماً
كالعبد
يَأتمرُ
|
ألا
تــراه
أميــراً
دونـه
البشـرُ
|
وكــم
تـرى
سـيِّداً
فـي
خـدّه
صـَعَرُ
|
ونفســُه
عبــدةٌ
بــالطوق
تفتخـرُ
|
والعبدُ
بالنفس
ليس
العبد
بالجيدِ
|
وجــاء
مَــوْلى
أبـي
سـَفَّانةٍ
رجـلُ
|
راذ
رأى
حاتمـاً
جـادت
لـه
المقلُ
|
وقـال
عبـدُك
هـذا
خيـرُ
من
بذلوا
|
ومن
أجاروا
ومن
فادوا
ومن
سُئلوا
|
ومـن
أجـابوا
ومن
نادى
ومن
نودي
|
هـذا
الـذي
يتبـاهى
باسمه
الكرمُ
|
ولا
يحــاكي
نَــداه
الخلـقُ
كلُّهُـمُ
|
ولا
تضــارِعُه
فــي
جــوده
الـدِيَمُ
|
هـذا
هـو
الحـر
والـدنيا
له
خَدَمُ
|
ومَـن
كحـاتمَ
فـي
الأمصـار
والبيدِ
|
فقـــام
ســيّدُه
للحــال
يســألُه
|
والأمــر
عبـء
ثقيـل
ليـس
يحمِلُـه
|
فضــنّ
بالسـرّ
مـن
سـالت
أنـاملُه
|
ولاح
فــي
وجهـه
الزاهـي
تجـاهلُه
|
والكَتْـمُ
للجـود
خُلـق
في
الأجاويدِ
|
وقـد
أَلـح
أميـرُ
القـوم
مختـبرا
|
لعبـده
فـدرى
مـن
أمـره
الخَـبرا
|
فقـال
يـا
سـيدَ
الأنجـادِ
والأُمـرا
|
أَنـا
الرقيـق
وأَنت
الحرّ
دون
مِرا
|
ونصــفُ
مـالي
عَطـاء
غيـرُ
مـردودِ
|
هـذا
نَـدى
حـاتمَ
الطـائي
وشيمتُه
|
هــذا
الخلــود
وهــذي
عبقريتُـهُ
|
والمـرء
إن
لـم
يَجُدْ
ضاعت
كرامتُه
|
ولا
تكرِّمُــــه
إن
ضـــنَّ
ثروتُـــهُ
|
يـا
نفـسُ
مهما
يكن
من
أزمةٍ
جودي
|
هــذي
مــآثر
آبــاء
لنــا
نُجُـبِ
|
سـطعنَ
فـي
أُفُـق
التاريـخ
كالشُّهُبِ
|
وبِتْـنَ
مفخـرة
تبقـى
علـى
الحِقَـبِ
|
فَلْنفتخـر
بمزايـا
قومنـا
العَـرَبِ
|
وَلْنحتفــظ
بعُلـى
آبائنـا
الصـيدِ
|