يا من يجيب دعوةَ المضطرِّ
الأبيات 52
يــا مــن يجيــب دعـوةَ المضـطرِّ أبــدل إلهــي عُســْرَنا باليُســْرِ
الحمــدُ للّــه المجيـبِ مـن دعـا وفاتـــحِ الْبَــابِ لِعَبْــدٍ قرعــا
ســـبحانه مـــن راحــمٍ رحمــانِ تبـــارك اللّطيـــف مــن منّــانِ
مَـنْ ذا الـذي مـا شـَمَلَتْهُ رَحْمَتُـهْ وأيّ خلـــقٍ لـــم تَنَلْــهُ مِنَّتُــهْ
هــو الـذي مَـنَّ بإرسـال الحـبيبِ فيــا سـعادةَ المنيـب المسـتجيبِ
جعلــه نــوراً بـه تُجْلَـى الظُّلَـمْ وكَــمْ لنــا مـن نعمـة بـه وَكَـمْ
نرجــو بــه مَحْــوَ ذنــوبٍ كَثُـرَتْ ونَيْـــلَ إصـــلاحِ قلـــوبٍ فَســَدَتْ
صــلّى عليــه اللّـه مِـنْ ذي جَـاهِ لـم يَـدْرِ مـا مَعْنَـاهُ غيْـرُ اللَّـهِ
وآلِــــه وصـــحبِه وكـــلِّ مَـــنْ سـار مـن الإِيمـان فـي نهـجٍ حَسـَنْ
صـــلاة مُـــدمِنٍ لقَـــرعٍ فَوَلَـــجْ ونـال مـن جـدواه مـأمولَ الفَـرَجْ
ثـمّ بـذاك الجـاه والقدر الكبير نســأل فـي شـفا شـيخنا البشـير
نســـألك اللّهُـــمَّ كشـــفَ ضــُرِّهِ وبُـــرءَ ســـُقمه ونُجـــحَ أَمْــرِهِ
واجْمَــعْ لــه بيـن شـفاء الجَسـَدِ ونيْلِــهِ حُســْنَ الأجــورِ فــي غَـدِ
يــا منجيـاً مـن غمّـه ذا النّـون مـن بعـد مـا أشـفى علـى المَنُونِ
وســـامعَ الـــدّعاء مــن أيّــوبَ وراحمــــاً بيوســــُفٍ يعقــــوبَ
ومُبْــــرِدَ النّــــارِ لإِبْرَاهيـــمَ ومانِــــحَ التّنزيـــه للكَلِيـــمِ
ومُســـْرِياً بِســـيْدِ الكُــلِّ إلــى مــا ليــس يرجـوه ذَوُو قَـدْرٍ عَلاَ
جَلِّلْــهُ يــا رَبِّ ثيــابَ العافيـة وَهَــبْ لــه نفحــةَ خيــرٍ وافيـة
وانفـض فراشـه علـى أيـدي الشّفا بحـقّ مـا فـي مُسـْلِمٍ وفـي الشـّفا
يـــا ربِّ قـــد وَهَنــتِ الْعِظَــامُ وأَنهكــــت قوّتهــــا الســـِّقامُ
وغـــاب عنّـــا وجهُـــه لـــذاك فصــارت الــدّنيا لنــا أَحْلاَكَــا
وأنــــت حَســـْبَُ ذاك ليـــس إلاّ فــامْنُنْ علينــا نِعْمَــةً وفَضــْلاَ
يــا رَبَّنــا اللّهُـمَّ واشـْفِ أُمَّنَـا زوجتَــه الـتي حَـوَتْ طيـبَ الثَّنَـا
وعَافِهــا مــن كــلّ ضــُرٍّ وضــَنَى وفُكَّهــا مــن كــلّ ضــيقٍ وعَنَــا
أطــاعتِ الرَّحْمَــانَ فــي بشــيرِهِ ووافَقَـــتْ رضـــاه فــي اُمُــورِهِ
فأصـــبحَتْ فــي حُلَــلِ الرّضــوانِ رافلــةً لَيْســَتْ كمــا النّســوانِ
وهَـــبْ إلهـــي بعــد ذا ذرّيّــة طيّبـــــةً صـــــالحةً مَرْضــــِيّة
تَــرِثُ منــه العلــمَ والأســرارا والحِكْمَــةَ العَلْيَــاءَ والأنــوارا
ســــالكةً مســــالكَ الصـــوفيّة كارعـــة مــن عينهــا الصــفيّة
يـا واهبـاً يَحْيَـى على وَهْنِ الْكِبَرْ ومُتْحِفــاً زَوْجَ الخَلِيــلِ بِالبشــَرْ
وليــس فــي أمــر الإِلــه عَجَــبُ وهــو لتحســين الرّجــا مُسـْتَوْجبُ
ســــألتُك اللّهـــمّ بالمختـــار وآلـــــه وصــــحبه الأخْيَــــار
ومُحــرز ذاك الإِمــامِ بــنِ خَلَــفْ مَنْ جاء في التّقوى على هَدْي السَّلَفْ
بمـــا أَنَلْتَـــهُ مــن المعــارفِ ومـــا وَهَبْتَـــهُ مــن العــوارِفِ
وابـــن عــروسٍ عِيبــة الأســرارِ ذي الحِكَـــمِ الســّاطعةِ الأنــوارِ
كــم نَبَّهَــتْ بزجرهـا قلبـاً غَفَـا وكــم شـَفَتْ مـن واقـفٍ علـى شـفَا
وصـــاحب الإِمـــام مالــك علــيّ ابـن زيـادٍ صـاحب القَـدْرِ الْعَلِـيّ
وجَــاهِ تلــك الــدرّة المكنُونَـة عائشــــةَ الســـيّدةِ المصـــونة
ذاتِ التصــرّف الكــبير القــاهرِ والســِّرِّ والنّـورِ القـويّ الظـاهر
وجــاء ليْـثُ الغـابِ مَنْصـُورٌ وَمَـنْ نـال مـن الأسـرار فـوق مـا يُظَـنّ
وسـائِر الرّجـال مـن أهـل البَلَـدْ وكــلِّ مَــنْ كــان لـه فيـه مَـدَدْ
وأوليـاء اللّـه فـي كـلّ الجهـاتِ مَــنْ قـد أتـى فيمـا مضـى أو آتِ
يــا رَبِّ قــدّمنا لَــكَ الرّجــالاَ فلا تُخَيّــــبْ ســــيّدي الآمـــالا
وقـــد دعونــاك علــى اضــْطِرارِ منكّســــي الـــرّؤوسِ والأبصـــارِ
مســــتنجزين وَعْـــدَك المُـــوَفَّى وكــــــارعين وِرْدَه المُصـــــَفّى
أَغِـثْ أَغـثْ أَنـت مُغِيـثُ المسـتَغيثْ فمــا لنــا سـِوَاك يـا رَبِّ مُغِيـثْ
واغْفِــر إلهـي للجميـع مـا سـَلَفْ وامْنُـنْ علـى الكـلِّ بإِسْكَانِ الْغُرَفْ
وأَنِجـــحِ المَقَاصـــِدَ الجميعـــا ويَســـِّر الصـــَّعْبَ لنــا ســريعا
ويَســــْاَلُ النَّـــاظِمُ إبراهيـــمُ مَحبَّـــــةً بـــــذكرها يَهِيــــمُ
والعطـفَ مـن شـيخ الوفـا البشيرِ والْجَمْــعَ فــي اليقظـة بالبشـير
صـــلّى وســـلّم عليـــه اللّـــهُ مـــا لا يَفِــي الْعَــدُّ بِمُنْتَهــاهُ
وآلِــــهِ الأشــــرافِ والأصـــحابِ وكــلِّ مَــنْ يُعَــدُّ فــي الأحْبَــابِ
إبراهيم الرياحي
128 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن عبد القادر بن أحمد الرياحي التونسي

أبو إسحاق.

فقيه مالكي من أهل المغرب، له نظم، ولد في تستور ونشأ وتوفي في تونس، وولي رئاسة الفتوى فيها.

له رسائل وخطب جمع أكثرها في كتاب سمي (تعطير النواحي بترجمة الشيخ سيدي إبراهيم الرياحي - ط).

من كتبه (ديوان خطب منبرية)، و(حاشية على الفاكهي)، و(التحفة الإلهية -خ) نظم الأجرومية بدار الكتب، وله نظم في (ديوان - خ).

1850م-
1266هـ-