جِسمي نَحيل بِالحَبِّ وَالحُبِّ

ص105: وكتب بدر اليماني إلى التهامي يعاتبه فرد عليه يعتذر بجرب كان عليه، (جسمي نحيل يا صاح بالحب) القصيدة 14 بيتا، وقد أورد جامع الديوان قصيدة اليماني وهي 8 ابيات وأولها (أبت لحظات عزمك أنا تناما) وهي في ديوان التهامي في نشرة الموسوعة خطأ، وقد صححت ذلك في نشرتنا هذه اليوم  الأحد (26 / 6/ 2016) ولم يترجم المحقق لبدر اليماني، قال: (وربما يكون بدر اليماني هو بدر بن ربيعة الممدوح بالقصيد الثامنة عشرة) يعني الجيمية التي اولها (أبى زمني مذ شبت غلا تعوجا)

وفيما يلي قصيدة بدر اليماني

أَبَت لَحظات عَزمِكَ أَن تَناما         وَقَد حَمَّلتها المِنَن الجِساما

فَأَصبحت الشآم عَلَيك وَقفاً         وكنت بِكَفِّ قاطنها شماما

فَيا لِلَّهِ دَرّك من حُسام         تقلَّد من عَزائمه حُساما

مَتى جِئتَ الشآم وَكانَ شَرقاً         رَكائِبُكَ الَّتي أَبَداً تراما

أَبا حسن فَإِنَّكَ مُنذُ سَبعٍ         عهدتك أَو أَقول يَزِدنَ عاما

بِأَرضِ القُدسِ وَالعُلماء فيها         تَزال لَدى مَجالِسها إِماما

وَكنتَ تَرى المَديح عَلَيكَ عاراً         وَتأباه قَصائدك التِماما

لِعِلمِكَ أَنَّهُ لَو كانَ شَخصاً         كَلام الناس كنت لَهُ زِماما
الأبيات 15
جِســمي نَحيــل بِـالحَبِّ وَالحُـبِّ ذا مِـن رَبيـبي وَذاكَ مِـن رَبّـي
نـارانِ نـارٌ بِـالطِبِّ إِن ظَهَـرَت تَخفـى وَنـارٌ تَخفـى عَـن الطِـبِّ
مَــولايَ مَهلاً فَلَيــسَ يَحمِــلُ أَن أَعتَـبُ فـي غَيـرِ مَوضـِع العَتَـبِ
بـــي جَــرَبٌ واقِــعٌ مَضــاريهِ أَمضـى مِـنَ المُرهِفاتِ في النَقبِ
أَغـزَر مِـن مـاء دَمعَـتي فَـإِذا يَئِســتُ مِنــهُ أَحَـرّ مِـن قَلـبي
حرمـت مِـن لبسـة الثِيـابِ فَقَد عُرِّيــتُ إِلّا مِــن لُؤلُــؤٍ رَطــبِ
غَيــرَ مَـتين جِسـمي عَلَيـهِ إِذا هــاجَ وَصــُلبي فَلَيـسَ بِالصـَلبِ
كَــأَنَّ كَفــيَّ فــي اشـتِباكِهِما جَيشـانِ حَفـا بِالصـَعن وَالضـَربِ
وَلَيــسَ غَيـرَ الأَظفـارِ بَينَهُمـا مِــن أَســمَرٍ ذابِـلٍ وَمِـن عَضـَبِ
كَأَنَّمـــا أَنمُلــي إِذا ســَرَحَت في صَخرِ جِسمي الخُيول في الحَربِ
فَتــارَةً فــي اليَميـنِ معكسـه وَتــارَةً فـي الشـِمالِ وَالقَلـبِ
حَتّـى إِذا اللَيـلُ زارَ كنـت بِهِ مُلقىً عَلى الظَهرِ أَو عَلى الجُنُبِ
كَــأَنَّ جِســمي غَنيمَــة وَيَــدي بِالحَــكِّ فيـهِ تَجـوبُ فـي نَهـبِ
فَكُـن عـذري أَمـا مُحمَد المَأمو ل واعفــوا عَــن مُــذنِبٍ صــَبِّ
فَمـا عَلى ما شَكَوتُ مُحتَمَل العَت بِ فاصــفَح وَعــدِّ عَــن ذَنــبي
التهامي
105 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.

1025م-
416هـ-