لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي
الأبيات 92
لا تــرجُ يــا بيهقــيُّ إفْراشـي لـن يَقبـلَ المـوت رشوة الراشي
أضــرمْتني ثــم حِلــتَ تُطفئنـي هلا تضـــرعتَ قبـــل إكماشـــي
يــا هاربــاً والصـباحُ فاضـحُهُ هلا ترحّلْـــتَ تحـــت إغباشـــي
لـم تَتْـرك البغـي يـا حُـذَيْفَتَهُ حـــتى أظلّتــك خيــلُ قِــرواش
وألــتَ جهلاً مــن المَـراح إلـى هَيجــاءَ ليســت بــذات إفـراش
كفــــاقئٍ عينَــــه مُواءلـــةً مــن عــائرٍ نالهــا بإعمــاش
أإن ألمــتَ الجـراحَ ويحـكَ تـس تقتِـــل لاقيـــتَ حَــرّ أعــراش
دعـاك خـدشٌ إلـى اسـتثارة فَـرْ رَاسٍ مــن الأُســدِ غيــر خــدَّاش
أغْضــبك الكسـعُ بالهجـاء علـى خزَّامــــةٍ للغضــــاب خشـــّاش
فاغضـبْ علـى عِرسـِكَ الـتي تركتْ عِرضـــكَ عَهْنـــاً لكــلِّ نفّــاش
مـا ضـر نـاري الـتي صَلِيتَ بها يا ابن استِها من فراشِكَ الغاشي
هـل كُنـتَ فيمـا حَشَشـْت هَـاوِيتي مـــن ذاك إلا كبعـــض حُشَّاشــي
أم كُنـــتَ إلا كفـــارةٍ خَرَقَــتْ بَــرْزخَ طــامي الحِــدابِ جيّـاش
فعاجَلَتْهـــا بـــوادرٌ بـــدَرَتْ مــن مــوج غضـبانَ غيـر بشـَّاش
وأصــبحتْ يلعــبُ العبـاب بهـا فــي لجّـةٍ منـه لُعبـةَ الدّاشـي
طــاحت جُبــاراً ومـا أضـرَّ بـه بَثْــــقٌ ولا نـــاله بإِتكـــاش
أغَشــَّها البحــرُ عــن إغاضـتِه بـــالغتِّ فـــالغتِّ أيّ إغشــاش
بُعـــداً لتكْــش أحــانه قــدرٌ فــي حُيَّــنٍ مــن ذويـه أتكـاش
غـــرَّك عقـــلٌ أراك أنـــك لا تُغلَــبُ والعقــلُ غيــرُ غَشــَّاش
أأنــت يــا بيهقــيُّ تَشــْتمني ويــك لقــد طِـرت غيـر مرتـاش
مارسـت شـوك القتـاد منـي بكفْ فَيـك فكُـن فـي احتيـال منقـاش
يـا ابـن الـتي عـاهَرت مُجاهرةً بعـــد مَشــيبٍ وبعــد إرعــاش
شــمطاءُ تزنــي وخَـرقُ مَنخِرهـا مُعشـــِّشٌ فيـــه ألـــفُ خُفَّــاش
بظـراءُ يلقـى الزنـاة عُنْبَلُهـا بمخلــــبٍ للأيــــور خَــــدّاش
تجهــشُ للمــوتِ نفــسُ نائِكِهـا مــن نتــنِ فيهـا أشـدَّ إجهـاش
كــــأن فاهـــا إذا تنســـَّمه تســـاط فيــه فُــروث أكــراش
يـــتركُ تقبيلُهـــا مُقَبِّلَهـــا وهـو إلـى العـود غيـرُ منحـاش
ترمـــي خياشـــيمَه بأســْهُمها رَميــاً كرمـي الرمـاةِ بالشـاش
يكــثرُ ممَّــن ينيكُهــا عجــبي لــم يبــق حــشٌّ بعيــر حشـّاش
تَفْـرقُ فيـشُ الزنـاة عـن حَرِهـا عُثْنُـــونَ اســت كرفــش رفّــاش
تلقـى مـن القمـل والصـُّؤاب به مــا شــِئتَ مـن سمسـم وخشـخاش
مُنيتُهـــا أن تكــون أجرتُهــا مــن كســب لِــصٍّ وكــدح نبّـاش
تقصــد أن يصـفو الحـرامُ لهـا مـــا ظَلَمتْهــا ســياط عيَّــاش
يُقهقــر الفحــلُ وهْــي باركـةٌ ثـــم يَصــُكُّ اســتها بإكمــاش
كــأنه الكبــشُ فــي تراجُعــهِ لنطـــح كبـــشٍ بحـــثِّ كبَّــاش
كــم أكــلَ الــبيهقيُّ أجْرتهـا فـــي بطــن زوشٍ ســليل أزْواش
يــا سـائلي عنـه مـا صـناعتُه ناهيـــكَ مــن مِقــودٍ ونجــاش
يقـــود حَـــوْلاءَه وينجـــشُ إن غنــت ليُغــرَى بحشــوها حــاش
فِـــراشُ غـــيٍّ يــبيتُ يَفْرشــه لكـــل غـــاوٍ أخـــسُّ فـــرَّاش
يَعْتـاش مـن طَبلهـا ومـن حَرِهـا شـــرَّ معـــاشٍ لشـــرِّ مُعْتــاش
يــا مـن علـى نَيكهـا يُحرِّضـُني لســــتُ لأشــــْباهِها بهشـــّاش
اطلـب لفـشِّ اسـتها سـواي فمـا مِثلــــي لأمْثالهـــا بفشـــّاش
مــا أكـرمَ الـبيهقي مـن رجـلٍ كــم مـن نـديم لـه ومـن غـاش
ينيــــكُ حــــوْلاءَه بحضـــرته غيـــر مُـــراعٍ لــه ولا خــاش
أســمحُ منــي وقــد وهبـتُ لـه مملكـــةً بعـــد حــالِ كــدَّاش
كســَّبتُهُ صــحبة الملــوك بشـت ميــه فَرَاشــُوه خيــرَ أريــاش
أضــحى جليســاً لســادةٍ نُجــب وإنمـــا كــان كلــبَ أوبــاش
وانْتَشـْتُه مـن خمـول والـده ال ســاقِط فانتشــت شــر مُنتــاش
أســتغفرُ اللَّــه مـن مقـاومتي إيــاه لا مــن قبيــح إفحاشـي
أصــبحتُ تبَّــرتُ مجــدَ كــل أبٍ إلــى معــالي الأمــور بهّــاش
وضــعتُ بــالبيهقي مــن شــرفٍ لـــم تــكُ أبيــاتُهُ بأحْفــاش
يـــا زوجَ زيّافـــةٍ مُقَرْقـــرةٍ ذات فـــــراخٍ وذاتِ أعشــــاش
تـــبيت تحـــت الظلام ســاريةً إلــى المعاصـي ربيطـةَ الجـاش
تحمـــلُ طِيــزاً كــأن غُلمتَــه لـــذعُ مكــاوٍ ولســعُ أحْنــاش
قُبحــاً لــرأسٍ غــدوتَ تحملــهُ فيـــه عَريـــش لشـــر عــرَّاش
لا تحمــدنّ البليــغَ فــي قـذعٍ مــن عَــرك أمتــار كـل فحّـاش
ولا تلمـــهُ إذا رمـــاك بـــه ســـِرُّ مخازيـــك قبْلــه فــاش
يـا أصـلم الكُـوش هـاكَ ضـَامِنَةً جـــدعَ أنــوفٍ وصــلم أكــواش
شـنعاءَ لـو جُلِّـل النهـارُ بهـا بُـــدِّل مـــن ضــوئه بإغطــاش
شـــوهاءَ معشـــُوقةً يُخلِّـــدها حِفـــظ حفيـــظٍ ورقــشُ رقــاش
محمولـــةً لا تـــزال تَســمعها مــن راكــب مُنشــد ومـن مـاش
فيهــا هِجــاءٌ إذا صــُدِمتَ بـه أطـــرش أذنيْـــك أيّ إطـــراش
يلـوح فـي الـوجه عَلْـبُ مِيسمها مــا أثبـتَ الصـخرُ نَقـشَ نقـاش
لا كغُثــــاء تظــــل تلفظـــه تخليــطُ خرقــاءَ مَيْــش ميّــاش
تهجَــى فتهجُــو فلا تزيـدُ علـى تكشــيف جهــلٍ وهــدر فَرخــاش
تـأتي مـن الشعر في هجائك بال وخــش كمــا أنـت وخـش أوخـاش
فــأنت عــون لمـن هجـاك علـى نفســـِكَ ظُفـــرٌ لكـــل خمّــاش
كشــارب الآجــن الأجـاج مـن ال مــاء فمـا ازداد غيـرَ إعطـاش
قــد قُمـتُ يـا بيهقـيُّ معتـذراً عنــــك بشـــعرٍ بنفســـه واش
وقلــتُ إذا قيــل بـاردٌ كسـدتْ مــن بَــردِه ســوق كــل خيّـاش
لا تعــــذلوه فــــإنه رجـــل يــروي مــن الطـب ألـفَ كُنـاش
مــرّتْ بــه وَعْكـتي فـبرّد بـال يقطيــن عــن نفســهِ وبالمـاش
أطغـاك مـا نِلـتَ بـي فـدُونَكها مــن صــائلٍ بالطغــاة بطّــاش
مــن مــجَّ عفـوي ومـلَّ عـافيتي أمتَعتُـــه منهمـــا بإيحـــاش
لــو أفضــل الــبيهقيُّ قافيـةً أنهشــتُها الــبينَ أي إنهــاش
تعــرّق الشــِّينَ بــل تمشَّشــها ولــن تـرى الكلـبَ غيـر مشـّاش
يـا بيـنُ كُـلْ مـن شـوائِهِ رغَداً فقـــد شــويناه غيــرَ رشــّاش
لا تَســترث مــا أعــدَّه لكمــا وارضَ لعَيرَيـــنِ نبــلَ عِكــراش
أنـــا أميــرُ الكلام لا كَــذباً أصــدعُ بــالفخر غيــرَ فيّــاش
لا تعـدمُ المصـمياتِ مـن نبل بر رَاءٍ لنبـــل الهجـــاءِ ريَّــاش
مــا يحــرش الحارِشـون ويلَهُـمُ مـــن أفعـــوانٍ أصــَمَّ نهّــاش
ينســاب جنــح الظلام فـي سـَفنٍ فــي جِلــده المقشــعر نشــّاش
لـــه ســـَحيفٌ لــدى مَزَاحِفــه يُجيـــبُ منـــه كَشــيشَ كشــّاش
كــــأنَّ أذْناهُمـــا لســـامعه صــوتُ رحــا الجَـشِّ منـه جشـّاش
يُــدهشُ قبــل الوِثــابِ منظـرُهُ ونفثُـــه الســـُمَّ أيَّ إدهـــاش
تُمطِــر نابــاه عنــد نَهشــتِهِ وبلاً مــن المــوتِ بعـد إرشـاش
فلينتَـــهِ الجــاهلون ويْبَهــمُ ليــس الأفــاعي ضــبابَ حــرَّاش
وليعلــم النــاسُ أننــي رجـل ورّادُ هيجـــــاءَ غيــــرُ ورّاش
صــــَرّاعُ بــــاغ وإننـــي لأخٌ للعـــاثر الجــدِّ جــدُّ نعّــاش
يعصــفُ جهلــي بمــن يُجـاهلني وإن حِلمــــي لغيـــرُ طيّـــاش
أُمطِــر مسـتمطري الصـواعقَ وال غيـــثَ شـــآبيبَ غيــر طشــّاش
كـم لـيَ فـي مَغْضـبٍ وعنـد رضـا مـــن وابـــلٍ للأكــام حفّــاش
ابن الرومي
2039 قصيدة
2 ديوان

علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.

وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم  بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297

896م-
283هـ-

قصائد أخرى لابن الرومي

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في كتاب التشبيهات لابن أبي عون في باب تشبيهات مختلطة وأبيات منفردة

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في التذكرة الحمدونية في فصل أورد فيه ما للشعراء في وصف القطائف مما شابهها من الحلويات قال:

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة أوردها ابن حمدون في التذكرة فيما انتخبه من مجون ابن الرومي وعلق عليها بقوله:

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في التشبيهات لابن أبي عون قال: وقال ابن الرومي (ثم أورد الأبيات) وهي عدا البيت الثالث في التذكرة الحمدونية ونسبها إلى ابن الرومي