الأبيات 71
أبـو عثمـان والرومـي يُ مــن غاشـِيَة القصـْرِ
يهيمــان إلـى القصـر طـوالَ الـدهر والشـَّهر
يفِــرّان مــن الكــاس ونغْـم العـود والزَمـر
إلــى قفْــرٍ مـن الأرض ومــا يُصــنَعُ بـالقفْر
مــع الهُدهُــد والبـل بُـل والصُلصـُل فـي وكْرِ
ويكتنَّـــان بـــالأكوا خ والرمضــاء كـالجمر
مغـانٍ لـم يكـن يصـبو إليهـــن ذَوُو الحجــر
فهلّا آثـــرا القَيْنــا ت فـي الدُّرِّ وفي الشَذر
وصــهباءَ لهــا طــوقٌ شـبيهُ اللؤلـؤ الحَـدر
كمثـل النار في النُّور ومثـل المسك في النَّشر
كمــا آثرهــا الســيِّ دُ وابـن السـيد الغَمر
شَهِنشــــاهُ خراســـانَ أخــو العـزة والقَهـر
خُــــذاهانُ خُـــذاهانُ خُــذاهانُ إلـى الحشـر
أبــو بكـرٍ أبـو بكـرٍ أبــو بكـرٍ أبـو بكـرِ
أبـو البرق أبو الرعدِ أبـو الريح أبو القطر
أبـو الحَـزم أو العَزم أبـو الدَّهْي أبو المكر
أخـو النجـدة والبـأسِ أخـو الإقـدام والصـبر
أخـو الهامـة والقـام ة والشــدة فـي الأسـرِ
أخـو العـز أخو الجاهِ أخـو المال أخو الوفر
فـتى التعزيـم والطـبِّ فـتى التنجيـم والزجر
فـتى الإعـراب والإغـرا ب في النظم وفي النثر
فـتى الخـط فتى الضبطِ فـتى النهـي فتى الأمر
فــتى يغـرف مـن بحـرِ فــتى يقلـع مـن صـخر
فـتى الشـطْرنج والنردِ فـتى الفُلْج فتى القَمْر
ومـا أدراك مـا الليثُ ومــا غــرك بــالببْر
ومـا أدراك مـا السيلُ ومــا غــرك بــالبحر
ومــا أدراك بــالموتِ ومــا غــرك بالــدهر
لسـان الملك في البدوِ لسـان الملك في الحضر
إذا أوفـى علـى المنبَ رِ مثـل القمـر البـدر
وقــد ســُربل بالليـلِ وقــد بُرقــع بـالفجر
ســـواد فيــه وضــاحٌ كريـم الخِيـم والنَجـر
علــى هــامته شاشــي يَــةٌ ســوداء كالنسـر
وقـد أصـغى لـه الناسُ وجلَّــى نظــر الصــقر
وقـد جهـور فـي الصوت بصـــدر أيّمــا صــدر
وكـم أنفـق فـي الحمد وكـم أنفـق فـي الأجـر
وكـم أحصـى له المحصو ن بالعـــد وبــالحزر
ثوابــاً منـه كـالريع لمــدح فيــه كالبـذر
ألا هــاتيكم العليــا ء والفخـر لـدى الفخر
أنـا ابـن الطالقـانيِّ وقــد أنـذرت بـالزأر
فقـــــل للمتحــــدِّيَّ قُصـاراكم علـى السـبر
فمـا أصـبحت مـن بـأسٍ ولا شــعري بــذي فقـر
ومــا مثلـي مـن قيـسٍ بأهـل الغـدر والخـتر
برومـــــي وبصــــري ومـا المصـر من الكَفر
مـن الـروم مـن البصر ة ذات المــد والجـزر
ومـا الضـليل كالهادي ولا الجاهــل كــالحبر
أنـا المُبطـن في السر كمـا أُظهـر فـي الجهرِ
أبيْــتُ الملـق الكـاذِ بَ خـوف الضـرس والظفر
فلا ظهــرٌ ســوى بطــن ولا بطــن ســوى ظهــر
أنـا المعتـاض من جوبِ فيــافي الأرض بـالجمر
ملــوكيٌّ بعيــد الـرأ ي مـن زيـغ ومـن عَـثر
قيــانيٌّ جــواد الكـفْ ف بــالمهر وبالجــذر
وقــدْماً فـاز مـن سـمَّ حَ بالجــذر وبــالمهر
أســرُّ الـبيضَ بالوصـلِ وأُشـجي الـبيض بالهجر
قســمت الـدهر شـطرينَ فللثغــــر وللثغـــر
فبــأس لــيَ فـي شـطرٍ ولهــو لــيَ فـي شـطر
وفــي صــوتيَ كــالبمّ وكـــالزير وكــالنَبر
أنـا الفحل أنا الفحل بلا عــــيٍّ وَلا هــــذر
عليكــم ســكتة العـيِّ ولــي شقشــقة الهـدْر
ولــو صــَيّحتُ بــالجنِّ للـجَّ الجـنُّ فـي الفـرِّ
ومــا حربــيَ بالصـفو ولا ســـلميَ بالكـــدْرِ
أنـا المُثني على نفسي ثنــاءً ليــس بالنـذر
ومــن يمــدحني بعـدي بغـزر مثـل ذا الغـزر
ومـا شـعر سـوى شـعري بمحــض الحسـب الـدَّثر
ثنــائي مســك داريـنٍ وذكــري عنـبر الشـِّحر
ألا مــن لــي بتعويـذٍ مـن العيـن على النحر
فقـد خفـت ولـم أظلـم ســهام النظـر الشـذر
علـــى نفــس مُفــداةٍ ووجـــهٍ حســـن نضــر
أعيــذ النفـس بـاللَهِ فــإني أســد الهصــر
أعيــذ النفـس بـاللَّهِ فــإني جــابر الكسـر
أعيــذ النفـس بـاللًهِ فــإني عَلــم الســَفر
أعيــذ النفـس بـاللَهِ فــإني أوحــد العصـر
ابن الرومي
2039 قصيدة
2 ديوان

علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي.

وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم  بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297

896م-
283هـ-

قصائد أخرى لابن الرومي

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في كتاب التشبيهات لابن أبي عون في باب تشبيهات مختلطة وأبيات منفردة

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في التذكرة الحمدونية في فصل أورد فيه ما للشعراء في وصف القطائف مما شابهها من الحلويات قال:

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة أوردها ابن حمدون في التذكرة فيما انتخبه من مجون ابن الرومي وعلق عليها بقوله:

ابن الرومي
ابن الرومي

القطعة في التشبيهات لابن أبي عون قال: وقال ابن الرومي (ثم أورد الأبيات) وهي عدا البيت الثالث في التذكرة الحمدونية ونسبها إلى ابن الرومي