نُعِدُّ المَشرَفِيَّةَ وَالعَوالي
الأبيات 45
نُعِــدُّ المَشــرَفِيَّةَ وَالعَـوالي وَتَقتُلُنــا المَنـونُ بِلا قِتـالِ
وَنَرتَبِــطُ الســَوابِقَ مُقرَبـاتٍ وَمـا يُنجيـنَ مِن خَبَبِ اللَيالي
وَمَـن لَـم يَعشَقِ الدُنيا قَديماً وَلَكِـن لا سـَبيلَ إِلـى الوِصـالِ
نَصـيبُكَ فـي حَياتِـكَ مِـن حَبيبٍ نَصـيبُكَ فـي مَنامِـكَ مِـن خَيالِ
رَمـاني الـدَهرُ بِـالأَرزاءِ حَتّى فُـؤادي فـي غِشـاءٍ مِـن نِبـالِ
فَصــِرتُ إِذا أَصــابَتني سـِهامٌ تَكَسـَّرَتِ النِصـالُ عَلـى النِصالِ
وَهـانَ فَمـا أُبـالي بِالرَزايا لِأَنّـي مـا اِنتَفَعـتُ بِأَن أُبالي
وَهَــذا أَوَّلُ النــاعينَ طُــرّاً لِأَوَّلِ مَيتَـــةٍ فـــي ذا الجَلالِ
كَـأَنَّ المَـوتَ لَـم يَفجَـع بِنَفسٍ وَلَــم يَخطُــر لِمَخلـوقٍ بِبـالِ
صــَلاةُ اللَــهِ خالِقِنـا حَنـوطٌ عَلـى الـوَجهِ المُكَفَّنِ بِالجَمالِ
عَلى المَدفونِ قَبلَ التُربِ صَوناً وَقَبـلَ اللَحـدِ فـي كَرَمِ الخِلالِ
فَــإِنَّ لَـهُ بِبَطـنِ الأَرضِ شَخصـاً جَديــداً ذِكرُنـاهُ وَهُـوَ بـالي
وَمـا أَحَـدٌ يُخَلَّـدُ في البَرايا بَـلِ الـدُنيا تَـؤولُ إِلى زَوالِ
أَطـابَ النَفـسَ أَنَّـكَ مُـتَّ مَوتاً تَمَنَّتــهُ البَـواقي وَالخَـوالي
وَزُلـتِ وَلَـم تَـرى يَوماً كَريهاً يُســَرُّ الـروحُ فيـهِ بِـالزَوالِ
رِواقُ العِــزِّ حَولَــكِ مُســبَطِرٌّ وَمُلـكُ عَلِـيٍّ اِبنِـكِ فـي كَمـالِ
سـَقى مَثـواكَ غادٍ في الغَوادي نَظيـرُ نَـوالِ كَفِّـكِ في النَوالِ
لِســاحيهِ عَلـى الأَجـداثِ حَفـشٌ كَأَيـدي الخَيلِ أَبصَرَتِ المَخالي
أُسـائِلُ عَنـكِ بَعـدَكِ كُـلَّ مَجـدٍ وَمـا عَهـدي بِمَجـدٍ عَنـكِ خالي
يَمُـرُّ بِقَـبرِكِ العـافي فَيَبكـي وَيَشـغَلُهُ البُكـاءُ عَـنِ السُؤالِ
وَمــا أَهـداكِ لِلجَـدوى عَلَيـهِ لَـوَ أَنَّـكِ تَقـدِرينَ عَلـى فَعالِ
بِعَيشـِكِ هَـل سـَلَوتِ فَـإِنَّ قَلبي وَإِن جـانَبتُ أَرضـَكِ غَيـرُ سالي
نَزَلـتِ عَلـى الكَراهَةِ في مَكانٍ بَعُـدتِ عَـنِ النُعـامى وَالشَمالِ
تُحَجَّـبُ عَنـكِ رائِحَـةُ الخُزامـى وَتُمنَــعُ مِنــكِ أَنـداءُ الطِلالِ
بِــدارٍ كُــلُّ ســاكِنِها غَريـبٌ طَويـلُ الهَجـرِ مُنبَـتُّ الحِبـالِ
حَصـانٌ مِثـلُ مـاءِ المُـزنِ فيهِ كَتـومُ السـِرِّ صـادِقَةُ المَقـالِ
يُعَلِّلُهــا نِطاســِيُّ الشــَكايا وَواحِــدُها نِطاســِيُّ المَعـالي
إِذا وَصــَفوا لَــهُ داءً بِثَغـرٍ ســَقاهُ أَسـِنَّةَ الأَسـلِ الطِـوالِ
وَلَيسـَت كَالإِنـاثِ وَلا اللَـواتي تُعَـدُّ لَهـا القُبورُ مِنَ الحِجالِ
وَلا مَــن فـي جَنازَتِهـا تِجـارٌ يَكـونُ وَداعُهـا نَفـضَ النِعـالِ
مَشـى الأُمَـراءُ حَولَيهـا حُفـاةً كَـأَنَّ المَـروَ مِـن زِفِّ الـرِئالِ
وَأَبـــرَزَتِ الخُــدورُ مُخَبَّــآتٍ يَضـَعنَ النَقـسَ أَمكِنَةَ الغَوالي
أَتَتهُـــنَّ المُصــيبَةُ غــافِلاتٍ فَـدَمعُ الحُـزنِ فـي دَمعِ الدَلالِ
وَلَـو كـانَ النِساءُ كَمَن فَقَدنا لَفُضـِّلَتِ النِسـاءُ عَلـى الرِجالِ
وَمـا التَأنيثُ لِاِسمِ الشَمسِ عَيبٌ وَلا التَـــذكيرُ فَخـــرٌ لِلهِلالِ
وَأَفجَـعُ مَـن فَقَـدنا مَن وَجَدنا قُبَيـلَ الفَقـدِ مَفقـودَ المِثالِ
يُــدَفِّنُ بَعضـُنا بَعضـاً وَتَمشـي أَواخِرُنـا عَلـى هـامِ الأَوالـي
وَكَــم عَيـنٍ مُقَبَّلَـةِ النَـواحي كَحيــلٌ بِالجَنــادِلِ وَالرِمـالِ
وَمُغــضٍ كــانَ لا يُغـدي لِخِطـبٍ وَبـالٍ كـانَ يُفكِـرُ في الهُزالِ
أَسـَيفَ الدَولَـةِ اِسـتَنجِد بِصَبرٍ وَكَيــفَ بِمِثـلِ صـَبرِكَ لِلجِبـالِ
فَـأَنتَ تُعَلِّـمُ النـاسَ التَعَـزّي وَخَوضَ المَوتِ في الحَربِ السِجالِ
وَحــالاتُ الزَمـانِ عَلَيـكَ شـَتّى وَحالُــكَ واحِـدٌ فـي كُـلِّ حـالِ
فَلا غيضـَت بِحـارُكَ يـا جَمومـاً عَلـى عَلَـلِ الغَـرائِبِ وَالدِخالِ
رَأَيتُـكَ فـي الَّذينَ أَرى مُلوكاً كَأَنَّــكَ مُســتَقيمٌ فــي مُحـالِ
فَـإِن تَفُـقِ الأَنـامَ وَأَنتَ مِنهُم فَـإِنَّ المِسـكَ بَعـضُ دَمِ الغَزالِ
المُتَنَبّي
568 قصيدة
2 ديوان

أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.

الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.

ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.

قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.

وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.

قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.

عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.

وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.

965م-
354هـ-

قصائد أخرى لالمُتَنَبّي

المُتَنَبّي
المُتَنَبّي

القطعة غير منشورة في ديوان المتنبي في نشرات الموسوعة السابقة أضيفت إلى الديوان يوم 20 /1/ 2021م

المُتَنَبّي
المُتَنَبّي

القطعة ليست من شعر المتنبي هي مما تمثل به في القصة المشهورة مع سيف الدولة وقد ضمها الناس قديما إلى ديوان المتنبي انظر في ذلك (ديوان المتنبي دار بيروت للطباعة والنشر 1403هـ/1983م

المُتَنَبّي
المُتَنَبّي

وعرض عليه سيفا فاشار به إلى بعض من حضر فقال

المُتَنَبّي
المُتَنَبّي

القطعة في الديوان بشرح الواحدي والتبريزي ومعجز أحمد قال التبريزي