نسيب ولكن بالقنا والصوارم
الأبيات 62
نســيب ولكــن بالقنــا والصـوارم ومــدح ولكــن للعلــى والمكـارم
ومقتضـــبات مــن قــواف كأنهــا جــواهر لـم تعبـث بهـا كـف نـاظم
شـــغلت بأوصـــاف المظفــر خــاطراً يـرى مدحه إحدى الفروض اللوازم
فمــا أحســن التشــبيب إلا بـذكره وإن هـام قلـبي بالسواجي السواجم
وفــي كــل شــيء مـن شـريف عتـاده علاقـــة مشــتاق وســلوة هــائم
فــإن عرضــت لــي مقربـات جيـاده نسـيت بهـا سـرب الظبـاء النواعم
وإن بســمت يومــاً بــروق ســيوفه ذهلــت بـه عـن بارقـات المباسـم
وإن لمعــت فــي الليـل روض نصـاله ذكـرت بهـا زهـر النجوم العواتم
أراك إذا قــارعت يـا بـدر خطـة مـن الـدهر لـم تقـرع لهـا سن نادم
وإن نزلــت فــي عقوتيـك لقيتهـا بمجتبـــك الأراء ماضــي العــزائم
وللـه عـزم ليلـة السـبت أسـفرت صــبيحته عــن مســفر الـوجه باسـم
يهـون علـى حـديه فـي نصـرة الهـدى لقاؤهمـا بـرد السـرى والسـمائم
طــويت بســاط الأرض فـي نصـف ليلـة كأنــك طيــف زار أجفــان نـائم
تطيـر بـك الجـرد العتـاق كأنما قوائمهـــا مــن ســرعة كــالقوادم
كتمـت السـرى حـتى كأنـك في الدجى خيـــال ملــم أو ســريرة كــاتم
سـبقت نسـيم الريح لما رأيتها تبلـــغ أنفـــاس الســـها للنعــائم
تخـــوفت منهــا أن تنــم إليهــم بمســراكم والريــح أم النمــائم
فمــا استنشـقت ريـح الصـباح خياشـم من القوم إلا والقنا في الخياشم
رميتهـــم بالصــافنات وفوقهــا ضــراغم لا يفرســن غيــر الضــراغم
إذا اعتقلـوا سـمر الوشيج حسبتهم أراقــم ينهشــن العــدى بــأراقم
تظنهـم فـي الـروع خرسـاً وبينهم كلام بـــأطراف الرمـــاح الهــواجم
تـــوهم بهـــرام ويوســف ضــلة مـن الـرأي لـم تخطـر على وهم واهم
همــا جمعـا ضـغثاً كـثيراً ومنيـا نفوســهما منهــم بأضــغاث حــالم
وقــد قســم الرحمــن بينهمـا البلا بمــا فعلا واللــه أعــدل قاسـم
فهــذا لــه بالأســر فقــر وذلـة وهــذا لــه بالقتــل حـز الغلاصـم
وكانـــا يظنــان الظنــون جهالــة بمــن ألفـاه مـن لفيـف الأعـاجم
فلمـا التقـى الجمعـان بـالحي أصبحا يعضــان فهــا حســرة بالأبـاهم
وصــبحهم بــدر بــن رزيــك معلمـاً بجيــش كمــوج الأخضــر المتلاطـم
كـأن اشـتعال الـرزق فـي ليل نقعه كـواكب فـي قطـع مـن الليـل فاحم
كــأن وميــض الــبيض فـي جنبـاته بــروق ســرت فــي عــارض متلاطـم
وأرســـلتها مثــل النســور كواســراً تسـوق حمامـاً نحو سرب الحمائم
صـــدمتهم منهـــا بجـــرد صـــلادم فصــدعهم صــدم الجيـاد الصـلادم
طلعـــت وفيهـــم نجـــدة وحميــة وهــم بيــن مهـزوم هنـاك وهـازم
وقــد منــع الأبطــال أن لا تزورهــم نبـال كمنهـل مـن الوبـل سـاجم
وفــي خيلهــم كــر وفــر وعنـدهم طعــان وضــرب بالقنـا واللهـاذم
فغــادرتهم بــالحي صــرعى كـأنهم بقيـــة زرع مــن حصــيد وقــائم
نـثرت بحـد السـيف مـا نظم القنا هنالـك مـن عقـد الطلـى والمعاصـم
وأدركتهــم والأرض واســعة الفضــا فصــيرتهم فــي مثـل حلقـة خـاتم
فأضـحوا وهـم مـن بعد غبطة حاسد لنعمتهـــم يرجـــون رحمــة راحــم
ورحــت ســليم العـرض مـن كـل وصـمة ولكــن حـد السـيف ليـس بسـالم
ولمـا رأيـت النـاس مـن خيفة الردى وأوجههــم مـا بيـن سـاه وسـاهم
رميـت سـواد الجيـش بالجيش فانجلت عجــــاجته عــــن أرع وجمـــاجم
حملـــت عليهـــم حملـــة فارســية فمزقــت ثــوب المـأزق المتلاحـم
وأوقـدت نـار الحـرب ثم اصطليتها بعــزم مشـى فـي جمرهـا المتجـاحم
وباشــرتها جهــراً بنفــس كريمــة تصــان وتفـدى بـالنفوس الكـرائم
فسـاد كفـاه اللـه منـك بمصـلح وداء شـــفاه اللـــه منــك بحاســم
وكـم غمـة لـولا أبو النجم أصبحت قــذى فـي عيـون أو شـجاً فـي حلاقـم
ومعضــلة جلــى دحاهــا ولـم يـزل مليــاً بكشــف المعضـل المتفـاقم
وخطــب عظيــم قــام فـي دفـع صـدره ومـا زال مـذخوراً لدفع العظائم
ينــادى لأمــر لا ينــادى وليــده إذا حــزم الإشــفاق شـمل الحيـازم
تلقـى تميمـاً حيـن أقبـل طالبـاً منــى قطعــت منــه منـاط التمـائم
وقــابله الملـك الهمـام بعزمـة غــدا قاعـداً عـن مجـدها كـل قـائم
ومــا افــترق الجيشـان إلا ورأسـه يميـل علـى غصـن مـن الخـط نـاعم
وأعــوانه عــون علـى مـا يسـؤوه وجثمــانه طعــم النسـور الحـوائم
ومــا كـان ذاك الجمـع إلا غنيمـة لبــــدر وإلا عــــدة للهــــزائم
همــام يـروع الأسـد فـي كـل مـأزق ويصــحبه التأييـد فـي كـل مـأزم
فـتى عـدمت أيدي الليالي قناته فـــألفته أيــديهن صــلب المعــاجم
أخـو الحـزم ولإقـدام مـازال عنده شـــجاعة هجـــام وتــدبير حــازم
تــراه غــداة الحـرب أول طـاعن رعيلاً ويـــوم الســلم آخــر طــاعم
أفــاد جسـيمات الأيـادي تبرعـاً وخلـــد ذكــر المــأثرات الجســائم
أحــاديث مــن حلـم وبـأس ونـائل تجــدد ذكــرى الســؤدد المتقـادم
نســينا بهـا أخبـار قيـس بـن عاصـم وعمـرو بـن معـدي وكعـب وحـاتم
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-