من كان لا يعشق الأجياد والحدقا
الأبيات 52
مــن كــان لا يعشـق الأجيـاد والحـدقا ثـم ادعـى لـذة الـدنيا فمـا صـدقا
فـي العشـق معنـى لطيـف ليـس يعرفـه مــن البريــة إلا كــل مــن عشــقا
لا خفــف اللـه عـن قلـبي صـبابته فــي الغانيــات ولا عــن طرفـي الأرقـا
يــا حبـذا غـرر مـن فوقهـا طـرر تجلــو علــى نــاظري الصـبح والغسـقا
إذا ســـرقت إليهــن الخطــا ســحبت أذيـــالهن علــى آثــاري الســرقا
مــن كــل شـمس إذا قابلتهـا التثمـت كأنمــا أشــفقت أن ألثـم الشـفقا
وكـــل فـــاترة الألحـــاظ فاتنـــة إذا رمقــن محبــاً فــارق الرمقــا
بيــن الحــدوج الــتي ســارت محجبــة لـولا فراقـي لهـا لم أعرف الفرقا
يــا هــذه ولـك الأمـر المطـاع صـلي ولا تســدي طريــق الطيــف إن طرقـا
مــا أطيـب الريـح تهـديها وقـد عبقـت منهـا بعـرف يفـوق العنبر العبقا
رفقــاً علــى خـاطر لـولا حلولـك فـي أرجــائه لــم يخـف وجـداً ولا حرقـا
لــو كنـت أملـك روحـي وارتضـيت بهـا بـــذلتها لـــك لازوراً ولا ملقـــا
وإنمــا الصــالح الهــادي تملكهــا بفيــض جــود رعــى آمالهــا وسـقى
واقتادهــا الحــظ حـتى جـاورت ملكـاً تمسـي ملـوك الليـالي عنـده سـوقا
ســامي المحـل يـبيت النجـم يرمقـه ويســـتعير ســـناه كلمـــا رمقـــا
تغــدو المقــادير أعوانــاً لقـدرته فـي الخلـق إن فتـق الأحكام أو رتقا
قـــد علمتنـــا ســـطاه أن عزمتــه مخلوقــة وحديــد الهنـد مـا خلقـا
موســـع الحلــم لــم تخفــق أســنته إلا علــى صـدر خصـم أضـمر الحنقـا
لا يهجــر الــرأس جســماً كـان يحملـه إلا إذا عـــانقت أســـيافه عنقــا
إذا انتضــين فكــم روح تــروح هبـا عنـد اللقـاء وكـم جسـم تـراه لقـى
كــأن هــام الأعــادي وهـي تفلقهـا ليــل صــبيب علــى ظلمــائه فلقــا
مزجــي الكتــائب إن تكتــب أســنتها كــانت صــدور أعـاديه لهـا ورقـا
جــرد يريــك ســواد الليـل عثيرهـا ومرهفــات تريــك الصــبح مؤتلقــا
خــوارق لصــدور النقــع لــو صــدمت صـدورها سـد ذي القرنيـن لا نخرقـا
ضـــاقت بهيبتهـــا الآفــاق واصــطلمت أهـل النفـاق فلـم تترك لهم نفقا
كأنهــا مــن دخــان النقــع خارجـة مــوارق النبـل ممـن خـان أو مرقـا
تغـــزو ثغــور العــدى منهــا مســومة تأبى العليق إلى أن تشرب العلقا
لا يشــتكي بلــد حلــت بــه ظمــأ والركــض يمطــر مــن أعطافهــا عرقـا
كــم معــرك عركــت فرســان حــومته ومـــأزق تركـــت أبطـــاله مزقــا
ينصـــها كـــل مغــوار إذا ســئمت إعناقهــا السـير زاد النـص والعنـق
ايســري إذا تـرك النجـم السـرى فـترى جــرد الجيـاد علـى آثـاره حزقـا
يجتـــاب صــافية الأنهــار صــافنة تلفــى الشـوارع منهـا مشـرعاً رنقـا
ملســاء لــولا التغـالي قلـت مختصـراً إذا النسـيم مشـى مـن فوقهـا زلقا
يــا خالعــاً ربقــة الإملاق عـن أملـي وملبســي مــن أيـادي جـوده ربقـا
ليهنــك العـام قـد دلـت بشـائره علـــى بقـــائك ألفــاً بعــده نســقا
مضــت لملكــك أعــوام أعــدت بهــا شــمل العلـى ونظـام الملـك متسـقا
سـبع تليـت علـى السـبع الشـداد بها قواعــداً للمعــالي فــاقت الأفقــا
فـالبس ثيـاب المعـالي غضـة جدداً واخلـع علـى الـدهر منهـا كـل ما خلقا
واســتقبل العمـر لازالـت سـعادته موصــولة لــك فــي عــز وطــول بقــا
وعشــت للناصــر المحيـي الـذي نطقـت أفعــاله فــي علاه قبـل مـن نطقـا
المحــرز الســبق الأوفــى ولا عجــب إذ كنــت والــده أن يحــرز السـبقا
لــو ســابقته إلــى بـأس ومكرمـة أســد الشــرى وشــآبيب الحيـا سـبقا
لا ذيخجــل الغيــث يومـاً أن يقـر لـه ويـرى الليـث عـاراً منـه إن فرقـا
بخدمــة الصــالح الهــادي الكفيـل لــي اتفــاق ســعيد قـل مـا اتفقـا
علقـــت بــالعروة الــوثقى وعصــمتها لمــا غــدوت بحبـل منـه معتلقـا
أهــديت أبكـار أفكـاري إلـى ملـك بــار المديــح فلمــا زرتــه نفقــا
أثنـــي عليـــه وأقــوالي مقصــرة والمـرء يعطـي علـى مقـدار مـا رزقا
يــا ســاقياً بكــؤوس الحمــد مسـمعه ســقيت مصــطحباً منهــا ومغتبقــا
يـا نـاظم التـاج والعقد الثمين أجد فقـد وجـدت الجـبين الطلـق والعنقا
متــوج مــن بنــي رزيــك مـذ جمعـت كفـاه شـمل الندى والبأس ما افترقا
مـــا هبـــت مجلســه إلا وآنســني بحســن ملقــى كفــاني عنـده الملقـا
ولا اســــتظل رجــــائي دوح نعمتـــه إلا وجــدت لــديه الظــل والورقـا
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-