وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ

الاهرام 2 ديسمبر سنة 1920 والشوقيات 1/325 كان عنوانها( تكريـم)    

وفي ديوان شوقي للدكتور احمد الحوفي ج 1 - ص 581 بعنوان ( ثلاثة من شبان مصر) وفي شروحات الديوان :

كان إسماعيل كامل وعوض البحراوي ومحمد عبد الملك حمزة من شباب الحزب الوطني ولهم صلات وثيقة بمصطفى كامل زعيم الحزب ثم بخليفته محمد فريد,ولما قامت الحرب الكبرى الاولى سنة 1914 انضموا الى الجيش التركي الموالي لالمانيا ضد الحلفاء ,لتخليص مصر من الاحتلال البريطاني ,وقد زحف الجيش الى مصر ,لكن هزيمة المانيا فوتت عليهم الغرض المنشود,فرجعوا الى اوربا ,وجعلوا يبثون الدعاية لمصر ,وبعد غيبة طويلة عادوا الى مصر ,فاقيم لهم حفل استقبال كبير بفندق شبره اول ديسمبر سنة 1920 حضره كثير من كبار مصر ,والقى فيه مرقص حنا باشا رئيس الاحتفال كلمة في الترحيب بهم والثناء عليهم نيابة عن الامير يوسف كمال الرئيس الشرفي للاحتفال.

اما قصيدة شوقي فقد القاها الدكتور محجوب ثابت وكان سعد زغلول في اوربا حينئذ ,ومشروع ملنر معروض عليه وعلى المصريين , فانتهز المحتفلون فرصة الاجتماع وحملوا على المشروع.

 
الأبيات 37
وَطَــنٌ يَــرُفُّ هَــوىً إِلــى شـُبّانِهِ كَــالرَوضِ رِفَّتُــهُ عَلــى رَيحــانِهِ
هُــم نَظــمُ حِليَتِـهِ وَجَـوهَرُ عِقـدِهِ وَالعِقــدُ قيمَتُــهُ يَــتيمُ جُمـانِهِ
يَرجـو الرَبيـعَ بِهِـم وَيَأمَـلُ دَولَةً مِــن حُسـنِهِ وَمِـنِ اِعتِـدالِ زَمـانِهِ
مَـن غـابَ مِنهُـم لَـم يَغِب عَن سَمعِهِ وَضــــَميرِهِ وَفُـــؤادِهِ وَلِســـانِهِ
وَإِذا أَتـــاهُ مُبَشـــِّرٌ بِقُــدومِهِم فَمِـنَ القَميـصِ وَمِـن شـَذى أَردانِـهِ
وَلَقَــد يَخُــصُّ النــافِعينَ بِعَطفِـهِ كَالشــَيخِ خَــصَّ نَجيبَــهُ بِحَنــانِهِ
هَيهــاتَ يَنســى بَـذلَهُم أَرواحَهُـم فــي حِفــظِ راحَتِـهِ وَجَلـبِ أَمـانِهِ
وَقَفــوا لَـهُ دونَ الزَمـانِ وَرَيبِـهِ وَمَشــَت حَــداثَتُهُم عَلــى حَـدَثانِهِ
فــي شــِدَّةٍ نُقِلَــت أَنـاةُ كُهـولِهِ فيهــا وَحِكمَتُهُــم إِلــى فِتيـانِهِ
قُـم يا خَطيبَ الجَمعِ هاتِ مِنَ الحَلي مــا كُنــتَ تَنثُــرُهُ عَلـى آذانِـهِ
فَلَطالَمــا أَبــدى الحَنيـنَ لِقِسـِّهِ وَاِهتَــزَّ أَشــواقاً إِلــى سـَحبانِهِ
نـادِ الشـَبابَ فَلَـم يَزَل لَكَ نادِياً وَالمَــرءُ ذو أَثَــرٍ عَلـى أَخـدانِهِ
اُمـدُد حُـداءَكَ فـي النَجائِبِ تَنصَرِف يَهــوى أَعِنَّتِهــا إِلــى تَحنــانِهِ
أَلـقَ النَصـيحَةَ غَيـرَ هـائِبِ وَقعِها لَيـسَ الشـُجاعُ الـرَأيِ مِثـلَ جَبانِهِ
قُــل لِلشــَبابِ زَمــانُكُم مُتَحَــرِّكٌ هَـل تَأخُـذونَ القِسـطَ مِـن دَوَرانِـهِ
نِمتُــم عَلــى الأَحلامِ تَلتَزِمونَهــا كَالعــالَمِ الخـالي عَلـى أَوثـانِهِ
وَتُنــازِعونَ الحَــيَّ فَضــلَ ثِيـابِهِ وَالمَيـتَ مـا قَـد رَثَّ مِـن أَكفـانِهِ
وَلَقَــد صـَدَقتُم هَـذِهِ الأَرضَ الهَـوى وَالحُــرُّ يَصـدُقُ فـي هَـوى أَوطـانِهِ
أَمَــلٌ بَــذَلتُم كُــلَّ غــالٍ دونَـهُ وَفَقَــدتُمُ مــا عَــزَّ فـي وُجـدانِهِ
اللَيــثُ يَــدفَعُكُم بِشــِدَّةِ بَأســِهِ عَنــهُ وَيُطعِمُكُــم بِفَــرطِ لِبــانِهِ
وَيُريـدُ هَـذا الطَيـرَ حُـرّاً مُطلَقـاً لَكِـــن بِــأَعيُنِهِ وَفــي بُســتانِهِ
أَوفَــدتُمُ وَفــداً وَأَوفَــدَ رَبُّكُــم مَعَـهُ العِنايَـةَ فَهـيَ مِـن أَعـوانِهِ
العَصــرُ حُــرٌّ وَالشــُعوبُ طَليقَــةً مـا لَـم يَحُزهـا الجَهلُ في أَرسانِهِ
فـاضَ الزَمـانُ مِنَ النُبوغِ فَهَل فَتى غَمَــرَ الزَمــانَ بِعِلمِــهِ وَبَيـانِهِ
أَيـنَ التِجـارَةَ وَهـيَ مِضمارُ الغِنى أَيـنَ الصـِناعَةُ وَهـيَ وَجـهُ عَنـانِهِ
أَيـنَ الجَـوادُ عَلـى العُلومِ بِمالِهِ أَيــنَ المُشـارِكُ مِصـرَ فـي فِـدانِهِ
أَيـنَ الزِراعَـةُ فـي جِنـانٍ تَحتَكُـم كَخَمــائِلِ الفِــردَوسِ أَو كَجِنــانِهِ
أَإِذا أَصــابَ القُطـنَ كاسـِدُ سـوقِهِ قُمنــا عَلــى سـاقٍ إِلـى أَثمـانِهِ
يــا مَــن لِشـَعبٍ رُزؤُهُ فـي مـالِهِ أَنســاهُ ذِكــرَ مُصــابِهِ بِكَيــانِهِ
المُلـكُ كـانَ وَلَـم يَكُـن قُطـنٌ فَلَم يُغلَــب أُبُوَّتُنــا عَلــى عُمرانِــهِ
الفاطِمِيَّـــةُ شـــُيِّدَت مِــن عِــزِّهِ وَبَنــى بَنــو أَيّـوبَ مِـن سـُلطانِهِ
بِـالقُطنِ لَـم يَرفَـع قَواعِـدَ مُلكِـهِ فِرعَــونُ وَالهَرَمــانُ مِـن بُنيـانِهِ
لَكِــن بِــأَوَّلِ زارِعٍ نَقَــضَ الثَـرى بِــــذَكائِهِ وَأَثـــارِهِ بِبَنـــانِهِ
وَبِكُــلِّ مُحســِنِ صــَنعَةٍ فـي دَهـرِهِ تَتَعَجَّــبُ الأَجيــالُ مِــن إِتقــانِهِ
وَبِهِمَّــةٍ فــي كُــلِّ نَفــسٍ حَلَّقَــت فـي الجَـوِّ وَاِرتَفَعَـت عَلـى كَيوانِهِ
مَلِــكٌ مِــنَ الأَخلاقِ كــانَ بِنــاؤُهُ مِــن نَحــتِ أَوَّلِكُــم وَمِـن صـَوّانِهِ
فَأتوا الهَياكِلَ إِن بَنَيتُم وَاِقبُسوا مِــن عَرشــِهِ فيهـا وَمِـن تيجـانِهِ
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي