ضَجَّ الحِجازُ وَضَجَّ البَيتُ وَالحَرَمُ

الشوقيات الطبعة الثانية 1/263.

كان شريف مكة عون الرفيق قد أساء هو وأعوانه الى الحجاج , فأستصرخ شوقي السلطان عبد الحميد سنة 1322 هـ ( 14 إبريل سنة 1904م) ليحمي الحجاج من عسف عون الرفيق..

المصدر: ديوان شوقي / د.محمد أحمد الحوفي/ الجزء الاول ص  381 عنوان القصيدة ( ضجيج الحجيج)

الأبيات 39
ضـَجَّ الحِجـازُ وَضـَجَّ البَيـتُ وَالحَـرَمُ وَاِستَصــرَخَت رَبَّهـا فـي مَكَّـةَ الأُمَـمُ
قَـد مَسـَّها في حِماكَ الضُرُّ فَاِقضِ لَها خَليفَـةَ اللَـهِ أَنـتَ السـَيِّدُ الحَكَـمُ
لَـكَ الرُبـوعُ الَّتي ريعَ الحَجيجُ بِها أَلِلشــَريفِ عَلَيهــا أَم لَـكَ العَلَـمُ
أُهيـنَ فيهـا ضـُيوفُ اللَهِ وَاِضطُهِدوا إِن أَنـتَ لَـم تَنتَقِـم فَـاللَهُ مُنتَقِمُ
أَفـي الضـُحى وَعُيـونُ الجُنـدِ ناظِرَةٌ تُسـبى النِسـاءُ وَيُؤذى الأَهلُ وَالحَشَمُ
وَيُســفِكُ الــدَمُ فــي أَرضٍ مُقَدَّســَةٍ وَتُســتَباحُ بِهــا الأَعـراضُ وَالحُـرَمُ
يَـدُ الشـَريفِ عَلـى أَيدي الوُلاةِ عَلَت وَنَعلُــهُ دونَ رُكــنِ البَيـتِ تُسـتَلَمُ
نَيـرونُ إِن قيـسَ في بابِ الطُغاةِ بِهِ مُبـــالَغٌ فيــهِ وَالحَجّــاجُ مُتَّهَــمُ
أَدِّبــهُ أَدِّب أَميـرَ المُـؤمِنينَ فَمـا فـي العَفـوِ عَـن فاسـِقٍ فَضلٌ وَلا كَرَمُ
لا تَـرجُ فيـهِ وَقـاراً لِلرَسـولِ فَمـا بَيـنَ البُغـاةِ وَبَيـنَ المُصـطَفى رَحِمُ
اِبــنُ الرَسـولِ فَـتىً فيـهِ شـَمائِلُهُ وَفيــهِ نَخــوَتُهُ وَالعَهــدُ وَالشـَمَمُ
مـا كـانَ طَـهَ لِرَهـطِ الفاسِقينَ أَباً آلَ النَبِــيِّ بِـأَعلامِ الهُـدى خُتِمـوا
خَليفَـةَ اللَـهِ شـَكوى المُسلِمينَ رَقَت لِسـُدَّةِ اللَـهِ هَـل تَرقـى لَـكَ الكَلِمُ
الحَــجُّ رُكــنٌ مِــنَ الإِسـلامِ نُكبِـرُهُ وَاليَـومَ يوشـِكُ هَـذا الرُكـنُ يَنهَدِمُ
مِــنَ الشـَريفِ وَمِـن أَعـوانِهِ فَعَلَـت نُعمـى الزِيـادَةِ مـا لا تَفعَلُ النِقَمُ
عَــزَّ الســَبيلُ إِلــى طَـهَ وَتُربَتِـهِ فَمَـــن أَرادَ ســَبيلاً فَــالطَريقُ دَمُ
مُحَمَّــدٌ رُوِّعــتَ فـي القَـبرِ أَعظَمُـهُ وَبـاتَ مُسـتَأمَناً فـي قَـومِهِ الصـَنَمُّ
وَخـانَ عَـونُ الرَفيـقِ العَهدَ في بَلَدٍ مِنـهُ العُهـودُ أَتَـت لِلنـاسِ وَالذِمَمُ
قَـد سـالَ بِالـدَمِ مِـن ذَبحٍ وَمِن بَشَرٍ وَاِحمَـرَّ فيـهِ الحِمـى وَالأَشهُرُ الحُرُمُ
وَفُزِّعَـت فـي الخُـدورِ السـاعِياتُ لَهُ الــداعِياتُ وَقُــربُ اللَــهِ مُغتَنَـمُ
آبَـت ثَكـالى أَيـامى بَعـدَ ما أَخَذَت مِـن حَـولِهِنَّ النَـوى وَالأَينُـقُ الرَسُمُ
حُرِمـنَ أَنـوارَ خَيـرِ الخَلـقِ مِن كَثَبٍ فَــدَمعُهُنَّ مِــنَ الحِرمــانِ مُنســَجِمُ
أَيُّ الصــَغائِرِ فــي الإِسـلامِ فاشـِيَةً تــودى بِأَيســَرِها الـدَولاتُ وَالأُمَـمُ
يَجيـشُ صـَدري وَلا يَجـري بِهـا قَلَمـي وَلَـو جَـرى لَبَكـى وَاِستَضـحَكَ القَلَـمُ
أَغضــَيتُ ضـَنّاً بِعِرضـي أَن أَلَـمَّ بِـهِ وَقَـد يَـروقُ العَمـى لِلحُـرِّ وَالصـَمَمِ
مَـوِّه عَلـى النـاسِ أَو غالِطهُمُ عَبَثاً فَلَيــسَ تَكتُمُهُــم مـا لَيـسَ يَنكَتِـمُ
مِـنَ الزِيـادَةِ في البَلوى وَإِن عَظُمَت أَن يَعلَمَ الشامِتونَ اليَومَ ما عَلِموا
كُــلُّ الجِــراحِ بِــآلامٍ فَمـا لَمَسـَت يَــدُ العَــدُوِّ فَثَـمَّ الجُـرحُ وَالأَلَـمُ
وَالمَـوتُ أَهـوَنُ مِنهـا وَهـيَ دامِيَـةٌ إِذا أَســاها لِســانٌ لِلعِــدى وَفَـمُ
رَبَّ الجَزيــرَةِ أَدرِكهـا فَقَـد عَبَثَـت بِهـا الـذِئابُ وَضـَلَّ الراعِـيَ الغَنَمُ
إِنَّ الَّــذينَ تَوَلَّـوا أَمرَهـا ظَلَمـوا وَالظُلــمُ تَصـحَبُهُ الأَهـوالُ وَالظُلَـمُ
فــي كُــلِّ يَـومٍ قِتـالٌ تَقشـَعِرُّ لَـهُ وَفِتنَــةٌ فــي رُبـوعِ اللَـهِ تَضـطَرِمُ
أَزرى الشـَريفُ وَأَحـزابُ الشَريفِ بِها وَقَسـَّموها كَـإِرثِ المَيـتِ وَاِنقَسـَموا
لا تُجزِهِـم عَنـكَ حُلمـاً وَاِجزِهِم عَنَتاً فـي الحِلـمِ ما يَسَمُ الأَفعالَ أَو يَصِمِ
كَفـى الجَزيـرَةَ مـا جَرّوا لَها سَفَهاً وَمـا يُحـاوِلُ مِـن أَطرافِهـا العَجَـمُ
تِلـكَ الثُغـورُ عَلَيهـا وَهـيَ زينَتُها مَناهِــلٌ عَــذُبَت لِلقَـومِ فَـاِزدَحَموا
فــي كُـلِّ لُـجٍّ حَوالَيهـا لَهُـم سـُفُنٌ وَفَــوقَ كُــلِّ مَكــانٍ يــابِسٍ قَــدَمُ
والاهُــمُ أُمَــراءُ السـوءِ وَاِتَّفَقـوا مَـعَ العُـداةِ عَلَيهـا فَالعُـداةُ هُـمُ
فَجَـرِّدِ السـَيفَ فـي وَقـتٍ يُفيـدُ بِـهِ فَــإِنَّ لِلســَيفِ يَومــاً ثُـمَّ يَنصـَرِمُ
أحمد شوقي
846 قصيدة
5 ديوان

أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932

1932م-
1351هـ-

قصائد أخرى لأحمد شوقي

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة لم نقف عليها في الشوقيات وهي متداولية في الكثير من المواقع المعنية بأخبار مي زيادة وأردها الأستاذ خالد القشطيني في مقالة له منشورة على الشبكة بعنوان الشعراء في إخوانياتهم قال:

أحمد شوقي
أحمد شوقي

القصيدة كما ورد في مقدمة الديوان إحدى مسرحيات شوقي وسماها "شريعة الغاب" موضوعها انتشار الطاعون في الغاب وكيف تعامل الحيوانات مع الطاعون

أحمد شوقي
أحمد شوقي

تعالي نعش يا ليل في ظل قفرةٍ

أحمد شوقي
أحمد شوقي

أبثك وجدي: غناء طلال الملاح، لحن تراثي