أنا لن أعودَ إليك مهما اسْتَرْحَمَتْ دقاتُ قلبي

قصة الأمس: 

اشهر قصائد المرحوم أحمد فتحي، غنتها أم كلثوم قبل وفاته بعامين، وذلك عام 1958م من ألحان الموسيقار رياض السنباطي، ولم يلتزم فيها بحرا بعينه بل كما ترى افتتحها بمجزوء الكامل، حتى (لن يلبي) ثم أتبع ذلك ببيتين من الرمل (كنت لي) حتى (الغرام الأول) ثم أربعة أبيات من السريع (وكنت عيني) حتى (بقرب اللقاء) ثم أربعة أبيات من مجزوء الرمل: (ثم أخلفت ) حتى (والوجد عليه) ثم بيتان من بحر الخفيف (كان عندي) حتى (وزهدي) ثم ستة ابيات من مجزوء الرمل: (عش كما تهوى) حتى (في أدمعي) ثم أربعة أبيات من الرمل (يا لذكراك) حتى (كالأبد) ثم الخاتمة ثلاثة أبيات من مجزوء الكامل المرفل. وانظر ما كتبته عن القصيدة في ترجمة الشاعر.

الأبيات 28
أنا لن أعودَ إليك مهما اسْتَرْحَمَتْ دقاتُ قلبي
أنتَ الذي بدأ الملالةَ والصُّدودَ وخانَ حُبّي
فإذا دعوتَ اليومَ قلبي للتصافي لا لن يُلبِّي
كنتَ لي أَيّامَ كانَ الحبُّ لي أملَ الدُّنيا ودُنيا أَملي
حينَ غنَّيتُك لحنَ الغزلِ بينَ افراحِ الغرامِ الأوّلِ
وكنتَ عيني، وعلى نورِها لاحتْ أزاهيرُ الصِّبا والفُتون
وكنتَ روحي، هامَ فى سرِّها قلبي ولم تُدرِكْ مداه الظُنون
وعدتني أنْ لا يكون الهوى ما بيننا إلا الرِّضا والصَّفاء
وقلتَ لي إنَّ عذابَ النَّوى بُشرى توافينا بقُربِ اللقاء
ثمَّ أخلفتَ وعوداً طابَ فيها خاطري
هل توسَّمْت جديداً فى غرامٍ ناضرِ؟
فغرامي راح يا طولَ ضَراعاتي إليه
وانشغالي فى ليالي السُّهد والوَجْدِ عليه
كانَ عندي وليسَ بَعْدَكَ عِندي نعْمَةٌ من تصوّراتي ووجدي
يا تُرى ما تقولُ روحُك بعدي فى ابتعادي وكبريائي وزُهدي
عِشْ كما تهوى قريباً او بعيدا
حَسْبُ ايّامي جراحاً ونواحاً ووعودا
ولياليَّ ضَياعاً وجُحودا
ولقاءً ووداعاً يتركُ القلبَ وحيدا
يَسْهَرُ المِصباحُ والأقداحُ والذكرى معي
وعيونُ الليل يَخبو نورُها فى أَدمُعي
يا لذِكراك التي عاشتْ بها روحي على الوهمِ سنينا
ذهبتْ من خاطري إلا صدى يعتادُني حيناً فحينا
قصّةُ الأَمس أُناجيها وأحلامُ غَدي وأمانيُّ حسانُ رَقَصَتْ فى مَعْبَدي
وجراحٌ مُشعلاتٌ نارَها فى مَرْقدي وسَحاباتُ خيالٍ غائمٍ كالأبدِ
أنا لن أعودَ إليك مهما اسْتَرْحَمتْ دقّاتُ قلبي
أنتَ الذي بدأ الملالةَ والصُّدودَ وخانَ حُبّي
فإذا دعوتَ اليومَ قلبي للتصافي لا لنْ يُلبّي
أحمد فتحي
8 قصيدة
1 ديوان

أحمد إبراهيم سليمان فتحي: صاحب "قصة الأمس" و"الكرنك" شاعر مصري ولد بمحافظة الشرقية عام 1913م وكان أبوه عميد المعهد الأزهري في الإسكندرية إلا أن عواصف الوجودية انتقلت به إلى الطرف المقابل، فعاش حياة حافلة بالمغامرات بالرغم من أنها لم تتجاوز السابعة والأربعين، وأفرط من شرب الخمر فكان لذلك أثره الكبير على صحته، أصدر عام (1948م) ديوانا هو ديوانه الوحيد وسماه "قال الشاعر" كما ترك رواية مخطوطة بعنوان "الله والشيطان" رأيت نقولا منها في بعض المواقع، وانتمى في مطلع شبابه إلى جماعة أبولو الشعرية ، فرشحوه للعمل في الإذاعة المصرية ليتعرف هناك على صديق عمره رياض السنباطي، فانكب رياض على تلحين شعر صديقه فكانت باكورة قصائده المغناة في الإذاعة المصرية "همسات" و"فجر " و"شجون" ومنها شق طريقه إلى قلوب محبيه الذي فتنوا بشاعر يدق على أوتار قلوبهم، وعلت شهرته أول مرة لما غنى له محمد عبد الوهاب قصيدته" الكرنك" عام 1941 وكان في الثامنة والعشرين من عمره فأطلق عليه لقب شاعر الكرنك، ولما نشبت الحرب العالمية الثانية وكان يعمل في الإذاعية البريطانية في القاهرة انضم إلى الجيش البريطاني، ولما وضعت الحرب أوزارها انتقل إلى لندن مراسلا للإذاعة المصرية، وهناك تعرف على فتاة إنكليزية اسمها كارول، وسرعان ما تزوجها ورزق منها بوحيدته جوزفين ثم تدهورت علاقته مع زوجته وتلا ذلك أمور أوجبت عدم الموافقة على تجديد إقامته هناك فلجأ إلى الأمير الشاعر عبد الله الفيصل فاصطحبه معه إلى جدة وعمل هناك مراقبا في إذاعة السعودية ثم عاد إلى مصر وتوفي فيها ليلة الخميس 30/ حزيران/ 1960 ، وكان قد كتب قصيدته "قصة الأمس" يحكي فيها كما بقول في اعترافاته ما جرى له مع كارل فلما سمعت أم كلثوم بقصة القصيدة تعصبت له وبذلت كل ما في وسعها لإنجاح الأغنية وعدلت في بعض أبياتها ولاقت الأغنية نجاحا مبهرا وتغلغلت في قلوب العرب في الشرق والغرب، وزاحمت لقبه الأول فصار يعرف بعد موته بصاحب "قصة الأمس" ولصديقه المرحوم صالح جودت كتاب (شاعر الكرنك أحمد فتحي ) وللإستاذ محمد محمود رضوان كتاب "أحمد فتحي صاحب قصة الأمس" وهو يرصد التحول الكبير الذي أضافته إلى شخصيته أغنية "قصة الأمس" لتحل في لقبه محل (صاحب الكرنك) وقدم الشاعر فاروق شوشة للكتاب بقوله: ("قصة الأمس" هى قصة حياة أحمد فتحى العاطفية والتجربة التى زلزته من الأعماق، وصبغت حياته بعدها بطابع مأساوى حزين) 

(وقد ترجم له الزركلي في الأعلام 1 / 194 ورجع في ترجمته إلى (الأهرام 4/ 7 / 60 ومجلة الرائد جدة 24 يوليو 1960) وذكر أنه نشر ديوانه "قال الشاعر" قبل وفاته ب 12 عاما قال وأطنه من أهل الإسكندرية عمل في الصحافة وتعلم الإنكليزية واشتغل في إذاعة بريطانيا ثم كان مراقبا لإذاعة السعودية في جدة وشارك في إنشاء إذاعة طهران وعاد إلى القاهرة فأقام أعواما في أحد فنادقها وتوفي بها تغلب على شعره الرقة والعذوبة وأشهره قصيدة الكرنك غناها له محمد عبد الوهاب.

1960م-

قصائد أخرى لأحمد فتحي

أحمد فتحي
أحمد فتحي

القصيدة عثرت عليها في مقالة للأستاذ محمد الخولي منشورة في زاوية استراحة البيان في صحيفة البيان العدد الصادر يوم 21 يونيو 1999م بعنوان (الشاعر أحمد فتحي) استوقفني فيها قوله يصف نفس الشاعر: (ولقد كانت نفسا ضعيفة كما قد نصفها .. تحلق أحيانا الى ذرى

أحمد فتحي
أحمد فتحي

القصيدة بعنوان "الوجدان المضطرب" وهي القصيدة التي أرسلها إلى جماعة أبولو فتم بناء عليها ضمه لجماعتهم ونشرت في مجلة أبولو في إبريل 1934م وهو في العشرين من عمره

أحمد فتحي
أحمد فتحي

قصيدة "أنت" أول قصيدة غنيت من شعر أحمد فتحي، غناهاالمطرب محمد صادق

أحمد فتحي
أحمد فتحي

القصيدة أغنية "ظنون" غنتها المطربة فتحية أحمد من ألحان رياض السنباطي عام 1941م