في مثل ذا الموقف المشهود تحتلب
الأبيات 51
فـي مثل ذا الموقف المشهود تحتلب غــر القــوافي وتسـتنقى وتنتخـب
هـذا المقـام الـذي لـولا كرامته ما أشرفت في السماء السبعة الشهب
هـذا المقـام الـذي لـولا أوامره لـم يشـرف الـبيت والأستار والحجب
نـور البنـوة في ذا الدست مؤتلق بالنــاظرين ونـار العـزم تلتهـب
تمسـي وتصـبح فـي إيـوانه أبـداً بيـض المنى والمنايا السود تصطخب
فـي صـدره فـائز بالنصـر محتجـب بنـــوره وبتــاج العــز معتصــب
مبــارك الــوجه ميمـون نقيبتـه تجلــى بطلعــة الأحــداث والنـوب
انظـر إلـى وجهـه تنظر إمام هدى خيـر الـورى رضـي الأملاك أم غضبوا
لا يســتوي وملـوك الأرض فـي شـرف إلا كمــا يتسـاوى الصـفر والـذهب
مـن معشـر شـابت الـدنيا ومجدهم غـــض وأثـــوابه فضفاضــة قشــب
لـولا الصلاة عليكم ما استجيب لمن يــدعو ولا رفعــت عـن دعـوة حجـب
وأنتـم العروة الوثقى فلا انفصمت وحبكــم فـي دخـول الجنـة السـبب
وفــي مــدائحكم فخــر لمـادحكم وفـــي ولائكـــم ذخـــر ومنقلــب
ممـا كسا المدح فخراً وطيب ذكركم والصـدق يشـرق مهمـا أظلـم الكذب
منـاقب كـالنجوم الزهـر قد ملئت بحســن أوافهــا الأسـماع والكتـب
جـاءت لهـا سـور القـرآن مادحـة فمـا عسـى يتعـاطى الشـعر والخطب
للـه فـي أهـل هـذا القصر سابقة مــن الإرادة مــن أســرارها عجـب
لمـا أراد ابـن بـاديس إزالتهـم والناصــرون لأنــوار الهـدى غيـب
أبــت عليهــم يــد آليــة ويـد تعــزى إلــى آل رزيــك وتنتســب
لولا الوزير أبو الغارات ما خفقت للنصـر فـي القصـر رايـات ولا عذب
ولا اعــتزى لعلــي عنــد نازلـة مــن القــبيلين لا عجــم ولا عـرب
لمـا جلبـت إليـه الخيـل مقربـة لـم يحمـه منـك إلا الشـحط والهرب
إضــافة الملــك لمـا جئت زائره كرامــة مـا لهـا إلا الظبـا سـبب
ولـى ويـا بئس مـا أولـى مواليه ولـو تعاينتمـا لـم ينجـه الهـرب
وأيـد اللـه ديـن الحـق منك بذي يـد لها في الوغى التأييد والغلب
أغنتـه أفعـاله عـن فخـره بعلـى أســت قواعــدها آبــاؤه النجــب
والمـرء مـن هـم فاسـتغنى بهمته عمــا بنــاه لــه جــد مضـى وأب
حمـى حريـم المعـالي عزمـه فغدت أكنــافه كعريــن الليــث يجتنـب
يصـاحب الذئب فيها الشاة مؤتمناً علـى المغيـب وإن أودى بـه السغب
فمـا يـرى الروح فيها وهو مختطف ولا يـرى المـال منهـا وهـو منتهب
وهـل يـراع لهـا سـرب وقـد ضمنت بـأمن مـن حـل فيها البيض واليلب
وسـطوة لـو خلـت مـن عفـو مقتدر علـى العصـاة لكـاد الجـو يلتهـب
ورحمــة شــكر الرحمــن رأفتهـا يطفـي بها الحلم ناراً شبها الغضب
وراحـة تهـب الـدنيا ومـا احتسب بهـا صـنيعاً ومـا اعتـدت بما تهب
وســيرة سـار عنـه مـن حكايتهـا ذكــر جميــل تمنـت مثلـه السـحب
أضـاف مـن منـة التشريف لي منناً لا ينهـض الشـكر منهـا بالـذي يجب
أجلهــا مــوقفي هـذا بحيـث أرى نـور الهـدى رفعـت عن وجهه الحجب
حسـبي بخـدمتكم بيـن الورى حسباً إن ضـل بـي نسـب أو قـل بـي حسـب
فـأنتم يا بني الزهراء لا انصرمت أيــامكم كالحيــا مــاض ومرتقـب
يعلـو على الناس أدناها بخدمتكم وتســتفاد بهـا العليـاء والرتـب
يـا بـن البنـي نـداء ما لصاحبه قلـب إلـى غيـر حسـن الظـن ينقلب
قـد قابلتـك القـوافي وهي واثقة أن لا يقــول رجاهـا أعـوز الطلـب
كـم موقـف لـك قـد نادى نداك به يـا مـادحين لكـف المـادح السـلب
وأنــت أكــرم أن تـدعى لمكرمـة تقضـي عليـك بهـا العلياء والحسب
يهنـي الأهلـة إن قـابلت وافـدها ومعقـل الملـك مـن سمر القنا أشب
ووجــه دولتــك الغــراء مبتسـم وثغرهــا واضـح عـذب اللمـى شـنب
مضــى جمـادى وفـي أحشـائه حـرق مـن الفـراق الـذي مـا ذاقـه رجب
وربمــا حفــزت شــعبان داعيــة مـن المحبـة يحـدو عيسـها الطـرب
فاسـعد بأيـام ماضـيها ومقبلهـا مـا استحقبتها على أعجازها الحقب
ممتعـاً ببقـاء الصـالح الملـك ال حـاني إذا مـا جفـا ابنـا أب حدب
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-