مقامك من فضل وفصل خطاب
الأبيات 51
مقامــك مــن فضــل وفصــل خطــاب مقــام هــدى مــن ســنة وكتــاب
مقــام لــه بيــت النبـوة منصـب ومــن مســتقر الـوحي خيـر نصـاب
إذا اســتدعنا بــاب رزق ورحمــة حططنــا المنـى منـه بأوسـع بـاب
وكــل دعــاء لــم يشــيع بـذكره فليــــس بمرفــــوع ولا بمجـــاب
ومــــن شـــرف الإخلاص أن وليـــه يــؤوب إلــى طــوبى وحســن مـآب
محاســن مجــد أعجــزت كـل حاسـب وفـــائض إحســـان بغيــر حســاب
ولمـــا تـــراءت للهلال بصـــائر يغطــي الهــوا أبصــارها بضـباب
وقفنــا فهنأنــا الصـيام بعاضـد ســناه مــدى الأيــام ليـس بخـاب
وأيـن سـرار الـدهر مـن ذي أسـرة نقيبتـــه ليســـت بــذات نقــاب
إذا رفعــوا يــوم السـلام حجـابه بــدا لــي مـن الإجلال خلـف حجـاب
يشــف وراء الســتر بــاهر نـوره كمــا شــف بــدر مـن وراء سـحاب
ويكــبر عــن لفـظ السـلام وإنمـا يحيـــا بتعفيـــر ولثــم تــراب
وتتهـــم الأقــوال فــرط مهابــة وإن نحــن لـم ننطـق بغيـر صـواب
نبـــوة جـــد أحرزتهـــا بنــوة لكـــم دون أعمـــام ودون صــحاب
فمــا لقصــي وهــي منهــا قصـية تمــالئ فــي ميراثكــم وتحــابي
فقــل لرجــال زاحمــوكم غبــاوة علــى حقكــم أو زاحمــوا بتغـاب
سـلوا آخـر الأنفـال مـن يسـتحقها ففــي آخــر الأنفــال خيـر جـواب
أليـس أولـو الأرحـام أولى ببعضهم فلــم تحجـب القربـى بغيـر قـراب
ومـذ طلعـت مـن جانب الغرب شمسكم أضــاء بهــا فـي الأرض كـل جنـاب
وآبـــت إليكـــم دولــة علويــة أقـــرت علاكـــم عينهــا بإيــاب
ومــا هـي إلا الرمـح عـاد سـنانه إليــه وإلا الســيف نحــو قــراب
وشـيدت مـن مجـد الخلافـة مـا وهي بليلـــة محـــراب وليــل حــراب
وسـجلين يـأوي الأمر والنهي منهما إلــى مشــرب عــذب وســوط عـذاب
وأطلعــت فيـه مـن بنيـك كواكبـاً جلـوا مـن صـدا الأيـام كـل خضـاب
وفــي كــل قطـر منهـم لـك كـوكب لكــل رجيــم منــه رجــم شــهاب
وأيــدك الرحمــن بالكامـل الـذي عمــرت بــه الأيــام بعــد خـراب
أميـر الجيوش الحاسم الداء بعدما مشـى مـن أديـم الملـك تحـت إهاب
أبي الفتح هادي كل داع إلى الهدى بفيصـــل خطــب أو بفضــل خطــاب
تضــاحكه مــن كــل ثغــر فتـوحه كمــا أضــحك الأحبـاب كـأس حبـاب
وزيـــر تمنتــه النــوزارة أولاً وثانيــــة عفــــواً بغيـــر طلاب
فخــانته فــي الأولـى بطانـة وده ورب حـــبيب فـــي قميــص حبــاب
وجـاءته تبغـي الصـلح ثـاني مـرة فلـــم يــرض إلا بعــد رب رقــاب
وأنقــذت مصــراً مـن عـدو بمثلـه فللــه مــن ظفــر فللــت ونــاب
صـدمت جمـوع الشـام والشـام صدمة أقمــت بهــا للقــوم سـوق ضـراب
وجنــدت فـي أجنـاد مصـر عزائمـاً مضــاربها فـي الصـخر غيـر نـواب
تولـوا عـن الإفرنـج فـادح ثقلهـا ودارت رحـــاهم منهـــم بهضـــاب
أقـامت دروع الجنـد تسـعين ليلـة ثيابــاً لهــم مــا بـدلت بثيـاب
وهــم بيــن مطـروح هنـاك وطـارح وبيـــن مصـــيب خصـــمه ومصــاب
ومنـك اسـتفاد الجيـش كـل فضـيلة لأنــــك بحـــر مـــدهم بثغـــاب
ومنــك لهــم فـي كـل هـم ومطلـب تحمـــل أعبـــاء وفيـــض عبــاب
ولمـا طـرا كسـر العمـود جـبرتهم فيــا طيـب شـهد بعـد مطعـم صـاب
وف ينصــرهم سـارت بنـوك مواكبـاً إلــى عــرب الريفيـن فـوق عـراب
فـوارس مـن آل المجيـر تـرى لهـم ســريرة غيــب فــي ضــراغم غـاب
وســارت إليهــم عزمــة كامليــة تــرد صــعاب الــدهر غيـر صـعاب
فطـاروا حـذاراً مـن شجاع بن شاور مطـــار عقـــاب لا مطــار عُقــاب
وغـــادرهم إمــا طريــد تنوفــة ســـحوق وإمـــا مغنمــاً لنهــاب
فــتى أصـبحت أعمـال مصـر مضـافة إلــى معقلــي قــب لــه وقبــاب
رديفـك فـي متـن الـوزارة والعلى وتاليــك فــي صــفر لهـا ولبـاب
ومـا لحتمـا في الدست إلا بدا لنا وقـــار مشــيب واعــتزام شــباب
وأحســنتما عــون الإمـام ونبتمـا لـه فـي أمـور الملـك خيـر منـاب
بقيتــم فــإني لا أريــد زيــادة علــى حــالتي مــن رفعـة وثـواب
عمارة اليمني
315 قصيدة
1 ديوان

عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.

 

1174م-
569هـ-