إلى الحر الحسيب إلي علي

قال الصفدي:

وكان يقص ما ينظمه في الورق قصاً مليحاً محكماً جيداً بالنقط والضبط، ولكن أوضاعه على عادة المغاربة في كتابتهم. ونقلت من قصة قوله:

الأبيات 3
إلـى الحر الحسيب إلي علي علاء الـدين ذي الحسب العلي
إلـى مـن جوده عم البرابا وفـاق مكارمـاً لكريـم طـي
إلى من قدره فاق البرايا وزاد علاً علـى الأفـق السمي
عثمان بن ابي النوق
3 قصيدة
1 ديوان
شاعر ارتجالي، كانت له في ارتجال الشعر أخبار نادرة، ووردت نسبته في "الدرر الكامنة" المعري، تصحيفا، والصواب المغربي، وقد التقاه الصفدي في عيد الوقيد في الجامع الأموي، وهو من الأعياد المبتدعة بمناسبة ليلة النصف من شعبان، وقد صدر مرسوم بإبطاله عام 751هـ  وطلب منه أن يصف العيد فوصفه ارتجالا قال:

كان له قدرة على الارتجال، والبديهة التي يعجز عنها رجاء الرجال، يكاد أنه لا يتكلم في جميع محاوراته إلا بالشعر الموزون، والنظم الذي يفرح به المخزون، ولما وصف لي بذلك هونت أمره، وقلت: يكون ممن يورد تمرة وجمرة، فما كان إلا أن رأيته بالجامع الأموي في ليلة نصف شعبان وهو واقف ينضض بلسانه مثل الثعبان والناس في ذلك الأمر المريج، وكأن صحن الجامع بذلك الوقيد أزاهر الروض البهيج، فقلت له: يا مولانا أنشدنا شيئاً من شعرك، واقذف لنا قليلاً من لآلئ بحرك، فأنشدني من وقته في الحالة الراهنة أبياتاً جملة،

أتى بها سرداً من أول وهلة، كأنما كان قد بيتها لذلك، أو سهر فيها ليله الحالك، ومعناها تشبيه ذلك الوقيد والاشتعال، ووصف ما للناس به من الاحتفال والاشتغال، وتشبيه القومة وحركاتهم، وترقيهم في درجاتهم، وانحطاطهم في دركاتهم، بحيث لو وصف في ذلك لما صدقت، ولا ارتمى بي الظن إلى ذلك ولا حلقت، فما كدت أقضي عجبي منه، ووددت أنني لم أنفصل عنه. ثم إنني اجتمعت به بعد ذلك في جامع حلب، وكان الأمر على ذلك الأنموذج الذي مضى وذهب. وكان اجتماعي به في الجامع الأموي سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، أو في سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، واجتماعي به في حلب سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وتركته وهو يعمل مجلساً يفسر فيه القرآن، وكان ذلك آخر عهدي به.

 

1330م-
730هـ-

قصائد أخرى لعثمان بن ابي النوق

عثمان بن ابي النوق
عثمان بن ابي النوق

قال: وكتب إلي يتقاضاني عليقاً لفرسه، وشيئاً ينفقه: (ثم أورد الأبيات)