دموع كميتي على خده

قال: وكتب إلي يتقاضاني عليقاً لفرسه، وشيئاً ينفقه: (ثم أورد الأبيات)

فبعثت إليه الشعير والنفقة، وكتبت إليه الجواب:

مسحت بكمي دموع الكميت         وقلت له قد أتاك العلف

الأبيات 4
دمـوع كميـتي علـى خـده من الجوع يطلب مني العلف
وليــس معـي ذهـب حاضـر ولا فضـــة وعلــي الكلــف
ولـي منـك وعـد فعجـل به فمن أنجز الوعد حاز الشرف
ودم وتهـن بشـهر الصيا م بــوجه يهــل وكـف تكـف
عثمان بن ابي النوق
3 قصيدة
1 ديوان
شاعر ارتجالي، كانت له في ارتجال الشعر أخبار نادرة، ووردت نسبته في "الدرر الكامنة" المعري، تصحيفا، والصواب المغربي، وقد التقاه الصفدي في عيد الوقيد في الجامع الأموي، وهو من الأعياد المبتدعة بمناسبة ليلة النصف من شعبان، وقد صدر مرسوم بإبطاله عام 751هـ  وطلب منه أن يصف العيد فوصفه ارتجالا قال:

كان له قدرة على الارتجال، والبديهة التي يعجز عنها رجاء الرجال، يكاد أنه لا يتكلم في جميع محاوراته إلا بالشعر الموزون، والنظم الذي يفرح به المخزون، ولما وصف لي بذلك هونت أمره، وقلت: يكون ممن يورد تمرة وجمرة، فما كان إلا أن رأيته بالجامع الأموي في ليلة نصف شعبان وهو واقف ينضض بلسانه مثل الثعبان والناس في ذلك الأمر المريج، وكأن صحن الجامع بذلك الوقيد أزاهر الروض البهيج، فقلت له: يا مولانا أنشدنا شيئاً من شعرك، واقذف لنا قليلاً من لآلئ بحرك، فأنشدني من وقته في الحالة الراهنة أبياتاً جملة،

أتى بها سرداً من أول وهلة، كأنما كان قد بيتها لذلك، أو سهر فيها ليله الحالك، ومعناها تشبيه ذلك الوقيد والاشتعال، ووصف ما للناس به من الاحتفال والاشتغال، وتشبيه القومة وحركاتهم، وترقيهم في درجاتهم، وانحطاطهم في دركاتهم، بحيث لو وصف في ذلك لما صدقت، ولا ارتمى بي الظن إلى ذلك ولا حلقت، فما كدت أقضي عجبي منه، ووددت أنني لم أنفصل عنه. ثم إنني اجتمعت به بعد ذلك في جامع حلب، وكان الأمر على ذلك الأنموذج الذي مضى وذهب. وكان اجتماعي به في الجامع الأموي سنة إحدى وعشرين وسبع مئة، أو في سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، واجتماعي به في حلب سنة ثلاث وعشرين وسبع مئة، وتركته وهو يعمل مجلساً يفسر فيه القرآن، وكان ذلك آخر عهدي به.

 

1330م-
730هـ-

قصائد أخرى لعثمان بن ابي النوق