كَذَبَ زَعمُ الزاعم أنك صفحة تاريخ مطويّة
الأبيات 65
كَذَبَ زَعمُ الزاعم أنك صفحة تاريخ مطويّة
خَرَصٌ قول الشانيء إنك مسكون بالموت
حيّ أنت
حي في ساعد عامل
حي في جبهة فلاح
حي في عزم مقاتل
يغزل من أوردة الليل الرابخ أوردة لصباح
كذب زعم الزاعم أنّك مسكونٌ بالموت
يا شعبي
حيٌّ حيٌّ أنت
يَدُك المرفوعة في وجه الظالم
راية جيل يمضي
و هو يهز الجيل القادم
قاومتُ فقاوم
صوتُك يا شعبي أغنيتي الشعبيّة
من بيت تمتد إلى بيت
و تزلزل جدران سجون القاتل و السارق
في الرملة في المجدل في شطَّة
في الدامون و عكا و الجلَمه
و تزلزل جدران المسكوبية
دمك النازف يا شعبي رايتك اللينينيّة
و الأرض بطاقتك الحزبية
و الأرض شيوعيّة
إنهضْ فوق ركام الموت
و لتسمع كل جهات العالم هذا الصوت
يا شعبي الغاضب حيّ أنت
أَقدِمْ يا إعصار الموت الزاحف
أَقدِمْ
لستُ بخائف
أقدم يا إعصار
قد تحني قامتها شجرة
لكن لن تحني قامتها كل الأشجار
أقدم يا إعصار
و اشهدْ رايتك المنكسِرة
تحت إرادة هذا السد
كتف تسند كتفاً
ويَدٌ راسخةٌ في يد
أَقدم يا نتن الأزمنة المحتضرة
كي يفهم أعداء الشمس
من نهبوا خيرات الشرق
بزجاجة كوكا كولا
و بربطة عنق
كي يفهم أعداء الشمس
هذا الدرس
أرتال الدبابات الجرّارة
أقوى منها قصّاصةُ طفل
أسراب الفانتوم
مهما كانت عاليةً
أعلى منها خصية طفل
و جيوش العدوان و آلات الحرب الهمجيّة
السافر منها و الكامن في سوء النية
تقهرها بسمةُ طفل
و ليفهم كل الجنرالات الحمقى
أن النصر الأكبر
معقود للجنرال الاكبر
اكتوبر
و ليفهم كل السادة
و كلاب السادة
مهما طال الليل
نحن نُقصّر عمر الليل
فانهض فوق ركام الموت
يا شعبي حي أنت
إنهض في دمك النازف رايتك اللينينيّة
في غضب الأرض بطاقتك الحزبيّة
و الأرض شيوعيّة
سميح القاسم
11 قصيدة
1 ديوان
سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.

شاعر مُكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.

كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

صَدَرَ له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدَرتْ أعماله الناجزة في سبعة مجلّدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.

تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية والعديد من اللغات .

توفي الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، بعد صراع مع مرض سرطان الكبد الذي داهمه مدة 3 سنوات والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة حتى وافته المنيه يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس2014

 
2014م-

قصائد أخرى لسميح القاسم

سميح القاسم
سميح القاسم

القصيدة في رثاء الشيخ زايد بن سلطان (بل الله ثراه) نشرت في صحيفة الخليج يوم 10/ 1/ 2005م بعد 70 يوما من وفاة الشيخ زايد، تحت عنوان (رحيل الفرسان) وهي من أوابد سميح القاسم الخالدة، بل هي في شعره بمنزلة (قفا نبك) من شعر امرئ القيس، تعرض فيها لوصف وباء