نازلاً كنت على سلم أحزان الهزيمة

من تفعيلة الرمل

الأبيات 95
نازلاً كنت على سلم أحزان الهزيمة
نازلاً يمتصني موت بطيء
صارخاً في وجه أحزاني القديمة
أحرقيني أحرقيني لأضيء
لم أكن وحدي
ووحدي كنت في العتمة وحدي
راكعاً أبكي أصلي أتطهر
جبهتي قطعة شمع فوق زندي
وفمي ناي مكسّر
كان صدري ردهة
كانت ملايين مئه
سجداً في ردهتي
كانت عيوناً مطفأه
واستوى المارق والقديس
في الجرح الجديد
واستوى المارق والقديس
في العار الجديد
واستوى المارق والقديس
يا أرض فميدي
واغفري لي نازلاً يمتصني الموت البطيء
واغفري لي صرختي للنار في ذل سجودي
أحرقيني أحرقيني لأضيء
نازلاً كنت
وكان الحزن مرساتي الوحيدة
يوم ناديت من الشط البعيد
يوم ضمدت جبيني بقصيدة
عن مزاميري وأسواق العبيد
من تكونين
أأختاً نسيتها
ليلة الهجرة أمي في السرير
ثم باعوها لريح حملتها
عبر باب الليل للمنفى الكبير
من تكونين
أجيبيني أجيبي
أي أخت بين آلاف السبايا
عرفت وجهي ونادت يا حبيبي
فتلقتها يدايا
أغمضي عينيك من عار الهزيمة
أغمضى عينيك وابكي واحضنيني
ودعيني أشرب الدمع دعيني
يبست حنجرتي ريح الهزيمة
وكأنا منذ عشرين التقينا
وكأنا ما افترقنا
وكأنا ما احترقنا
شبك الحب يديه بيدينا
وتحدثنا عن الغربة والسجن الكبير
عن أغانينا لفجر في الزمن
وانحسار الليل عن وجه الوطن
وتحدثنا عن الكوخ الصغير
بين احراج الجبل
وستأتين بطفلة
ونسميها طلل
وستأتيني بدوريّ وفلـّه
وبديوان غزل
قلت لي أذكر
من أي قرار
صوتك مشحون حزناً وغضب
قلت يا حبي من زحف التتار
وانكسارات العرب
قلت لي في أي أرض حجرية
بذرتك الريح من عشرين عام
قلت في ظل دواليك السبيه
وعلى أنقاض أبراج الحمام
قلت في صوتك نار وثنية
قلت حتى تلد الريح الغمام
جعلوا جرحي دواة ولذا
فأنا أكتب شعري بشظية
وأغني للسلام
وبكينا
مثل طفلين غريبين بكينا
الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص يبكي
والحمام الزاجل العائد في الأقفاص
يبكي
ارفعي عينيك
أحزان الهزيمة
غيمه تنثرها هبة الريح
ارفعي عينيك فالأم الرحيمة
لم تزل تنجب والأفق فسيح
ارفعي عينيك
من عشرين عام
وأنا أرسم عينيك على جدران سجني
وإذا حال الظلام
بين عيني وعينيك
على جدران سجني
يتراءى وجهك المعبود
في وهمي
فأبكي وأغني
نحن يا غاليتي من واديين
كل واد يتبناه شبح
فتعالي لنحيل الشبحين
غيمه يشربها قوس قزح
وسآتيك بطفلة
ونسميها طلل
وسآتيك بدوريّ وفلـّه
وبديوان غزل
سميح القاسم
11 قصيدة
1 ديوان
سميح القاسم أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة درزية في مدينة الزرقاء يوم 11 مايو 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.

شاعر مُكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان قد نشر ست مجموعات شعرية حازت على شهرة واسعة في العالم العربي.

كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن بين اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

صَدَرَ له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدَرتْ أعماله الناجزة في سبعة مجلّدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.

تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية والعديد من اللغات .

توفي الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، بعد صراع مع مرض سرطان الكبد الذي داهمه مدة 3 سنوات والذي أدى إلى تدهور حالته الصحية في الأيام الأخيرة حتى وافته المنيه يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس2014

 
2014م-

قصائد أخرى لسميح القاسم

سميح القاسم
سميح القاسم

القصيدة في رثاء الشيخ زايد بن سلطان (بل الله ثراه) نشرت في صحيفة الخليج يوم 10/ 1/ 2005م بعد 70 يوما من وفاة الشيخ زايد، تحت عنوان (رحيل الفرسان) وهي من أوابد سميح القاسم الخالدة، بل هي في شعره بمنزلة (قفا نبك) من شعر امرئ القيس، تعرض فيها لوصف وباء