يا وردة مس الندى أطرافها
الأبيات 14
يــا وردة مــس النـدى أطرافهـا فبــدت تعطــر أنفســاً وقلوبـا
يــا وردة مــس النـدى أطرافهـا فبــدت نعطــر انفســا وقلوبـا
هــذا اتجاهــك لا يــزال غريبـا
مـا أنـت إلا فـي الحيـاة عجيبـة
وكــأن عطــرك لـم يكـن محبوبـا
فلقـد ضـربت علـى حياتـك حائطـا
أهــديت فـي ذاك الأوان الطيبـا
وإذا عرفـت مـن الحيـاة وداعها
وعليــك فرضــا نشـره ووجوبـا
هــل كــانعطرك للحيـاة تحببـا
ففرحت حين بدا الذبول قريبا
أم هـل أردت مـن الحياة تخلصا
قطفـا فـأولى أن يكون حبيبا
لـم أهـو قطفـك من رباك وإن يكن
سلطان العويس
4 قصيدة
1 ديوان
ولد سلطان بن علي العويس كاتب ، واديب ، وشاعر ، وتاجر، في بلدة الحيرة ، بإمارة الشارقة الإماراتية سنة 1925 م ، وتلقى دروسه في حلقات علمها ، ثم ركب البحر اسوتاً بأبناء جيله ، ليصبح طواشا ، وبعد ظهور اللؤلؤ الصناعي ، واخفاق تجارة اللؤلؤ الطبيعي ، اتجه العويس لتجارة المواد الغذائية ، والأدوات المنزلية ، وراجت تجارته بين مدن المنطقة والهند ، التي عاش في ربوعها زهاء الأربع سنوات، تعلم خلالها اللغة الإنجليزية و الاوردو ، ثم عاد إلى بلاده ليستكمل علومه فبرع باللغة العربية ، والشعر والنثر لينظم أولى قصائده وهو دون العشرين من عمره ، ثم تفرغ لعالم الأعمال بعد سيولة الذهب الأسود ، وازدهرت المنطقة اقتصاديا ، وسياسيا ، وثقافيا ، واجتماعيا ، وكان للعويس نصيب الاسد في تجارتها ، بعد أن توسعت مشاريعه ، ساهم بتأسيس غرفة تجارة وصناعة دبي سنة 1965 م ، وكان له باع طويل بأعمال الخير ، حيث اوقف جزاء من ثروته لصالحها ، كما اعلن سنة 1987 م عن جائزة سنوية ، قيمة للأبداع الفكري الأدبي ، وأخرى للأبتكار العلمي ، وحملت كلاهما اسمه ، واسس مكتبة العويس التي تضم أربعين الف كتاباً ، وقد ترك ديوانا غنيا بالأشعار ، تحت عنوان ، ديوان سلطان العويس ، وقد وافته المنية سنة 2000 م

وسلطان العويس رائد من رواد النهضة في الإمارات، النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولذلك لم يكن غريباً أن تكرمه الدولة ورئيسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، جنباً إلى جنب مع حكام الإمارات، لأنه من بناة هذه النهضة الشاملة، كما كرمته جامعة الدول العربية ضمن مهرجان تكريم المبدعين عام 1999

وقد قام بأعمال خيرية وإنسانية داخل دولة الإمارات، وله مساهمات مماثلة في النواحي الإنسانية والخيرية والثقافية كافة على مستوى الوطن العربي.

بدأ سلطان العويس كتابة الشعر منذ العام ،1947 ونشرت أول قصيدة له في عام 1970 في مجلة الورود البيروتية.

وانتشر شعره وذاع صيته على المستويين الخليجي والعربي، وعُرف سلطان شاعراً في كثيرٍ من الأوساط الأدبية المشهورة في كل من لبنان وسوريا ومصر، وضمتّه علاقات صداقة وأدب مع كثير من الشعراء والأدباء المعروفين في العالم العربي، وتُبودلت بينهم الزيارات توثيقاً لهذه الروابط الحضارية، ولسلطان مع بعضهم قصائد متبادلة وإهداءات شعرية، وقد استطاع من خلال علاقاته تلك أن يكون سفيراً لبلاده، وأن يعرّف بشعراء الإمارات في كثير من المحافل العربية.

سلطان العويس ليس شاعر الحب والغزل، بل هو شاعر بآلام أمته وواقعها المرير وتفككها، وشتاتها، ووهنها، وما تتعرض له من هزات، وما يحاك حولها من مؤامرات

انتقل سلطان العويس الى جوار ربه في الرابع من شهر يناير عام 2000 ويومها قال عنه الأديب السوري الكبير حنا مينا: وأنا أقرأ نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، الشاعر الرقيق والشفاف غزلاً، الدمث الطيب خلقاً، الأريحي بناناً وجناناً، سلطان بن علي العويس، تعتادني ذكرى ذلك اللقاء وتلك الاحتفالية وتتردد في خاطري قولته بالغة اللطف عجيبة الدلالة خارقة المألوف أشكرك لأنك قبلت جائزتي، فأضع رأسي بين كفي بينما الدمعة تتحير في المقلتين.

 
2009م-
1420هـ-