يقول عدل والسلام تحيه
الأبيات 69
يقــول عــدل والســلام تحيــه تبلـغ إلـى الجـامع بحسـن نيه
مـن حيـن يصـل يشرح له القضيه يقــول لــه عــدل معـه شـكيه
الأولــه تعمــر لـه المطـاهير والثـانيه تـأمر بمسـرة البير
فالريح في المصفا بتنفخ الكير ولا معـــي قنـــديل للعشـــيه
وجــدري الشــرقي قـدوه مهـدف اللــه يصــونه لا يزيـد يـودف
ولا معـــي صـــاحب ولا معـــرف واســال بـذا قـارش والاشـرفيه
فـان بـه معـك شي فالمحب مصرف يـا ليـت يـا جـامع وأنت تشرف
حــتى تحقــق حــالتي وتعــرف تشـــرفه بالصـــوره الرضــيه
فاسـتلفت الجـامع وقـال لا باس بحالتــك قــد عرفـوني النـاس
أهلا وسـهلا مرحبـا علـى الـراس وخرجــتي بيــر العــزب دليـه
جلــس إلــى جمعـة رجـب وغـزر خـرج مـن الـداير وجا من البر
والمدرسـه عـن يمنتـه والابـزر وصــورته مثــل القمــر مضـيه
تســامعت بــالخرجه المســاجد فــأقبلت تجــري بكــل ســاجد
وأقبــل الجــامع بكــل عابـد والعلـم فيـه والحـاله الرضيه
وصـل إلـى فـوق الجـروف وقنبر فاسـتخدم المـذهب هناك والأبهر
وجــا النزيلـي يشـتكي مغـور وادا مـن الـورد الجنـي هـديه
وصــل إلـى عنـده خبـط بحصـره فــإعترا الجـامع غثـا وحسـره
وقــال للــه الكريــم نظــره الصــنو يــاقوت غطـس الوصـيه
فقــال عــدل يــا أخـي توقـع خلــى الموفــق يفتهـن ويسـمع
إن لــم يكـن بـه للكلام مقطـع والا بقــت يـا صـنو هـو شـليه
قـال النزبلـي لـي من المواهب مـن البخـور والكنس والدواليب
فقــد سـلكت السـهل والمقـارب ولا المطـاهير فـي الشـتا طريه
تــوجه الجــامع طريــق عــدل وقــد طلــع حنظـل وهـو مبـدل
وأقبــل القاضــي وهـو بيهـذل والبهمــه ابطـت بعـدهم شـويه
مـن حيـن بـدا صوحه بقى يحولق وعــدل المسـكين قـدوه مشـبرق
عـاود إلـى الجـامع قـوي يحرق وقـال انـالي فـي الثمان وقيه
دايـم زماني ما اعرف السنيدار ولا يـــدفوني بكزتيـــن نــار
إن كـان مالي وقف فانت لي جار لأن عــادك يــا كــبير بقيــه
فجــوب الجــامع وقــال أبشـر لا بـد مـا نـوبه إليـك وننظـر
ونصــلح المختــل فيـك ونعمـر بينــي وبينــك مـروح النضـيه
شـادي فـراش مـن داخـل المقدم إي والنــبي قـد حالتـك زريـه
وأقبــل الصــياد يهــف مسـرى مـن بـاب حنظـل مفتجـع بيجـري
وفـي يـده قرطـاس طويـل مغـرى مســوده فيهــا أمــور جليــه
سـلم علـى الجـامع وقـال إسمع أنـا فقيـر محتـاج إليك واقطع
إن فيــك شـي للـه وشـا توسـع فعلــت لــه مـن فضـلتك كـذبه
فجــوب الجــامع جــواب شـافي وقـال انـا لـك كنـت قبل جافي
شارسـل لقصـعه والـزم الحفافي يقــدروا كــم يــدخلك شــقيه
فقــام عــدل بالــدعا يلــبي وقــال لــه تـاقى عليـك ربـي
بــذا كلامــك قـد غـذيت قلـبي عـادك مـن اهـل العرف والحميه
فاسـتلفت الجـامع وهـو بيضـحك وقــال للــه مــا اخـف روحـك
قـد بيـن اخـوض فيمن يصل صوحك وبوســعه مــن غربــي البنيـه
قـدك فقيـر مضـطر إلـى زيـاده وقبلتــك أصــغر مـن المـزاده
وفيــك قـالوا تقبـل العبـاده ولا معـــك جربـــه ولا تكيـــه
فقـال معيـض وانا رأيت لك خير انـك مسـنب عنـد بـاب ابو طير
واطـرح فـي قبلتـك أبـو الخير والصــومعه حقــك خــور نقيـه
فسـرت فـي اليقظـه إلى المعبر وان اليزيـدي فـي الزمر مقنبر
فقيــه عــارف للأمــور مــدبر ولا ابـن سـيرين لـه إلـى هنيه
فقلــت لــه إنـي رأيـت رؤيـا بـــأن عــدل قــارن الثريــا
وانـه إلـى الخير والصلاح تهيا وأن فيـــه أصـــواح عــامريه
وســنبته فــي جــانب المنـور لا بـد مـا يلحـظ إليـه ويعمـر
ويخـــرش القبلــه بلاز أخضــر وبقتلــب جــامع بنــي أميــه
لا بــد مـن جريـة عيـال جسـار ويغرسـوا فيهـا البصل والاشجار
ويدرسـوا فيـه البيان والازهار ويعملـــوا ملحـــه وشــاطبيه
ويفعلــوا فــي قبلتـه خزانـه ويعملـــوا للوقـــف حبخــانه
ويلزمـوا لـه بالسـليط أمـانه ولــه ســنيدار شــوكته قـويه
ويغرســوا فـي الصـومعه مـؤذن يبقـى يشـوعاً فـي الكنيس مطنن
مـن جـور تسـبيحه تضـرط الجـن وفيــه إمــام ديــن بجـامكيه
فــدنق الجــامع طريـق صـنعاء وســار عــدل صــحبته بيســعا
اللــه يحفــظ غرتــه ويرعــى لأن عــاد الفضــل فيــه سـجيه
فــأحجرت للجــامع الــبراقيق وصــفقت باجناحهــا الغرانيـق
والعنـبرود قـد هـزت المواريق وافــتر ثغـر الروضـه النـديه
وكـان طريقـه مـن قبـال شـمله خلا شــعوب عــن يسـرته بقبلـه
وقـد فعـل معـروف وخيـر جملـه وقــام بالمقصــد بحســن نيـه
فســار حــتى جــاوز الخنـادق ذكــر مـن البسـتان كلام سـابق
أنـه حـراف أسـعد مسـاء وآبـق بيـن الـدول والروضـة النـديه
فـأقبلت فـروه إليـه في الحال هــزت بيـارق مـن شـعور وأراق
قـالت فراشـي مـن حصـيرته طال عمـري وانـا اشكي صاحب التكيه
وجنبــه المشــهد بقـى يـداعي وقــال كـم لـي للصـلاه مراعـي
فاسـتلفت الجـامع وقـال راعـي فالحـاجه العـال هي تكون بطيه
الخفنجي
37 قصيدة
1 ديوان

علي بن الحسن بن علي الحسين بن الإمام القاسم بن محمد، المعروف بالخفنجي.

شاعر أديب، من أعلام الأدب اليمني، عاش بصنعاء فيما يعرف ببئر العزب والتي كانت تسمى حينذاك نزهة صنعاء، وكان منزله يسمى السفينة مأوى للأدباء واللطفاء ومحط رحال الظرفاء، وكانت بينه وبين أدباء عصره مطارحات ومسابقات لمعارضة القصائد الشهيرة المعربة والملحونة بقصائد هزلية وقد جمعها بعضهم في مجلد لطيف سماه (سلافة العدس وزهرة البلس).

وقد جعلت براعته في النقد والسخرية والفكاهة من ديوانه متعة للأكابر والأصاغر لما يكتنف من روح دعابية مرحة ونكتة بريئة.

1766م-
1180هـ-