تألقَ غربيا فذكرني الخضرا
الأبيات 14
تــألقَ غربيــا فـذكرني الخضـرا وأذكـى لنارِ الشوقِ في كبدي جمرا
إذا مـا سـلا قلـبي بـروضِ عُلومِكُم أتتـهُ جُنـودُ العَهـدِ تطلبُـهُ قَسرا
تُـثيرُ قتـامَ النقـعِ في رُحبِ صدرِهِ فتملـكُ منهُ القلبَ والسرَّ والجهرا
ويرتـاحُ للغـارات مـن عدوِ خَيلِها فَيُـوري لهـا جنبـاً لتأخـذَهُ قَهرا
حنينـاً إلـى أُنسـي ومعهـدِ رفقتي ومنشـا شـبابي لا عـدمت بـهِ فَخرا
بلادي الــتي ربَّـت وحنّضـت وهـذبَت فنائِسـُها مـا إن يَجُـوعُ ولا يعـرى
سـَقى حَلـقَ واديهـا وكُـلَّ حُصـونِها من السحبَ غيثٌ يُمطِرُ العِزَّ والنَّصرا
بنفســي أفــديها وأحمــد حبَّهـا وأقطـعُ فـي مرضاتهِ البرَّ والبحرا
حماهـا وألقـى نفسـهُ دون نَيلِهـا وقـد جـالتِ الأيـدي بضرَّتِها الأخرى
وصــَعَّبَ ملقاهــا وســهَّلَ عيشــَها وَزَيَّــنَ مرآهــا فللَّــهِ مـا أدرى
فأضحت وعيناها من العشقِ ما ترى سـِواهُ وقـد ضـمَّتهُ في جيدِها صدرا
فلا زالَ منصــُورَ اللــواءِ مُؤَيَّـداً وفخـرُ بنـي عُثمـانَ يٌلبِسـُهُ سـِترا
هُمــامَهُمُ عبــدُ المجيــدِ إمـامُهُ وقُــدوَتُهُ فــي كُـلِّ مُعضـِلَةٍ كُـبرى
يَـدومُ لهُ التأييدُ والنصرُ والهنا ليُبقـي لـدينِ اللَـهِ من عِزِّهِ ذِكرا
ابن أبي الضياف
6 قصيدة
1 ديوان

أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد بن نصر حفيد المجذوب ابن الباهي العوني، من قبيلة أولاد عون، التونسي، أبو العباس.

وزير، من الكتاب المؤرخين، مولده ووفاته بتونس، ولي خط العدالة، ثم الكتابة بديوان الإنشاء، وولي كتابة السر للأمير حسين بن محمود باي، وتقدم في دولة المشير أحمد باي ووجّه في بعض المهام إلى الأستانة، ثم كان في ولاية الصادق باي وزيراً للقلم والاستشارة إلى أن استقال سنة 1288هـ وأجري له مرتب إلى آخر حياته.

اشتهر بكتابة (إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان) فيثمانية أجزاء.

له نظم حسن.

1874م-
1291هـ-