الأبيات 11
أمصـر طربـت لكـن ليـس هـذا بكافينـا لـدى العيد الجديد
أشـاهد فـي فنـاك رحـاب قوم كـأن لـم تدر ما عبد الحميد
يــأمس للخليـج رأيـت يومـا علا قـدراً علـى اليوم السعيد
ألا مـا كنـت أحسـب مصـر الا كــروح حــل فـي جسـم وحيـد
هلمـوا يـا رجال القطر نعسى جميعــا نحـو دائرة البريـد
ونعـرب عـن صـداقتنا ونبـدي لمولانــا المعظـم رسـم عيـد
فهـذا يـوم اظهـار الخبايـا وتمييـز الصـديق مـن النديد
علــى انـي أقـرر عـن يقيـن بــأن القطـر هكيلـه حميـدي
يهـــودي كقبطـــي يواســـي أخـا الاسلام ذا النسب المجيد
وحدث ما تشأ في العكس واضحض مقـالا قيـل أبـرد مـن جليـد
وهـل فـي الخافقين أمصر كلا محافظنـا سـوا عبـد الحميـد
سليمان الباروني
99 قصيدة
1 ديوان

سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.

زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).

1940م-
1359هـ-