ظهرت محاسن ذا الزمان فقابلت
الأبيات 37
ظهــرت محاسـن ذا الزمـان فقـابلت بالبشـر والاقبـال والخيـر المزيـد
اذعـــاد تشــيد المــدارس قربــة فـي ظـل سـلطان الـورى عبدالحميـد
ابــن المليـك المرتضـى والمجتـبي واميرنـا فيمـا مضـى عبـد المجيـد
جـاد الزمـان علـى الانـام بـه فمذ نشـر العدالـة زلـزل الركن العنيد
دامـت لـه الرايـات قـاهرة العـدا فاحرسـه بـالظفر المؤبـد يـا مجيد
أسـد الملـوك بـه المشـارق أشـرقت وبـه المغعـارب حفها الرعب الشديد
ملــك تربــع فــي أريكــة ملكــه مــا بيــن ســيطرة وتـدبير سـديد
سـاد الانـام برى السهام حمى الحمى أهـدى السـلام فنـال منـا مـا يريد
نشــر المعــارف والعلــوم وبثهـا بمـدارس عليـا بهـا الـدنيا تميـد
خــرق الجبـال بنـى القلاع وشـادها ملأ البحــار بآلـة الحـرب الجديـد
مــد الخيـوط وقـى الشـطوط موجهـاً نحـو الحجـاز مراكـب الخـط الحديد
قــل داعيــا آميـن يـا هـذا فمـا عـز الخلافـة فـي سـوى عبـد الحميد
كــل الانــام علــى اختلاف شـعوبها خضــعت لــدولته ودانـت مـن بعيـد
فهــو الرفيــع اذا رايــت مكـانه وبكهربـاء الفكـر أقـرب مـن وريـد
خطبـــت مــودته الملــوك تقربــا وتوقيــا مــن حـد صـيقله المبيـد
للـــه مـــن ملــك عظيــم زانــه ملــك جليــل قــاهر أســد فريــد
فــي عصـره فلـك السـعادة والثنـا جــد المســير ودار فـي دور جديـد
فيــه اســتقام لنـا بشـامل عـدله تجديــد مدرســة لهــا عمـر مديـد
خــدمتك مدرســة الـبروني اذ غـدت تشـدو بنصـرك فـي مصـادمة العنيـد
ولســان حــال دروســها وربوعهــا مـا عمـرت يرجـو لـك النصـر الاكيد
فـي عصـرك المعمـور ذي الفخر الذي بهـر العقـول وحيـر الفكـر الرشيد
شــبت وعــاد لهـا الصـبا فـترنحت طربـا وقـالت في الورى عبد الحميد
لــولاه مــا حفظــت لطيبــة روضـة كلا ولا كـــانت حضـــارتكم تزيـــد
لــولاه مــا عمــرت مـدارس طالمـا هجــرت فنــور ليلهــا للمســتفيد
يـا أيهـا الحـبر السياسـي اطنبـن فـي وصـف واسـطة مـن العقد النضيد
بــاللَه قــل واصــدع بحـق لا تهـب لـوم العـذول وجـد باتقـان النشيد
هـل فـي الـدنا ملـك يقـاس بملكـه هيهــات الا ان يؤســس مــن جديــد
كـم نعمـة أسـدى وكـم أهـدى الورى مننـا وكـم مـن مجـزم أضـحى طريـد
عمــت عنــايته جبــال الغــرب اذ صـدرت ارادتـه لـذي الحكـم السديد
أعنــي محمــد عــزت المحمـود مـن بالعــدل لا زالــت محبتــه تزيبـد
ســادت بنيــره الجبــال وأشــرقت وتشـــرفت وتزينــت وغــدت تميــد
لا زال محمـــود الخصـــال مكرمــا متنعمــا بمكــارم الملـك الفريـد
ســـلطاننا وولــي نعمــة حزبنــا وخليفــة المختـار نـبراس الشـهيد
صــلى عليــه اللـه مـا بـدر بـدا وصفا السما وعلا الهدى وهمي الجليد
وعلــى صــحابته الأجلــة مـا غـدا علــم الهــدى متصــديا للمسـتفيد
أو مـا البروني تاه في الترصيع مذ نـال الرضـا والعفو من عبد الحميد
والآل مــا ختــم البنـا واسـتفتحت للعلـم مدرسـة بـذا العصـر السعيد
سليمان الباروني
99 قصيدة
1 ديوان

سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.

زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).

1940م-
1359هـ-