الروض باكرها الغمام وهزها
الأبيات 20
الـروض باكرهـا الغمـام وهزها روح النســيم فغنــت الأطيــار
وتعــانقت أغصــانها وتبســمت منهـا الزهـور وفـاحت الأنـوار
وبــدا للألحـان الحمـام ترنـم باسـم الجليل المجتبي المختار
والـي الولايـة حافظ باشا الذي مـن حسـن سيرته المجالس حاروا
بـالحق والعـدل المنيـر علالـه صــيت لـه فـوق السـماك منـار
فــالحلم فيــه سـجية مشـهورة ولـذا بـدا مـن عفـوه الاكثـار
خـدمته أيـام السـعادة والرضا فــاموره وفــق القضـا تختـار
مــا هــم بـأمر قـط الا نـاله مـا للصـعوبة فـي منـاه مـدار
فيمينـه مـن كفهـا نبـع الهنا وشـــماله للمجرميـــن قــرار
ذو فكـــرة وقـــادة وفراســة وجسـارة منـه الليـوث تـواروا
يبـدي بثـاقب فكـره ما لم يكن فـي طـوق انـس لـم يشـنه عواز
ضـبط الامـور وصـان سبل نجاحها فـي طـوعه كـل العبـاد تجاروا
فــازت طرابلــس بــه وتزينـت وتباشـــرت بقــدومه الاســوار
بسـط الهنـا والأمن في أرجائها فغــدت تشــد لقطرهـا الاوقـار
نـادى منـادي العز في اكنافها فتهللـــت لنـــدائه الاقطــار
ولـذا الـورى من كل أقليم انو فكــأن مكــة بالحجيــج تـزار
وكــأن مغنـاطيس أفئدة الـورى قطــب بمركزهــا اليــه يشـار
يــا مــن أردت سـلامة ونزاهـة ورياضــة تزهــو بهـا الانظـار
فاقبـل على الزهر طرابلساً وعش فــي ظـل والٍ نعـم ذاك الجـار
واشـرب هنيئا وساترح فيها ودع مصراً وقل ما الهند ما البلغار
سليمان الباروني
99 قصيدة
1 ديوان

سليمان باشا بن عبد الله بن يحيى الباروني الطرابلسي.

زعيم سياسي مجاهد، ولد في (كاباو) من بلاد طرابلس الغرب، وتعلم في تونس والجزائر ومصر، وعاد إلى وطنه، فانتقد سياسة الدولة العثمانية، وكانت طرابلس تابعة لها فأبعد منها، فقصد مصر، وأقام إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1908م) فاختير نائباً عن طرابلس في (مجلس المبعوثين) بالأستانة فاستمر إلى أن اعتدى الطليان على طرابلس سنة 1911 م، فعاد إليها مجاهداً، وظل إلى أن أبرم الصلح بين تركيا وإيطاليا، فأبى الاعتراف به، وواصل مقاومة المحتلين مدة، ثم انصرف إلى تونس، ومنها ركب باخرة إلى الأستانة، فجعل فيها من أعضاء مجلس الأعيان، ونشبت الحرب العامة الأولى (سنة 1914 م) فوجهته حكومة الأستانة قائداً لمنطقة طرابلس الغرب، فقصدها في غواصة ألمانية، وباشر القتال إلى أن أكرهت تركيا العثمانية على التخلي عن طرابلس، بعد هدنة 1918 م، وعقد الطرابلسيون صلحاً مع إيطاليا سنة 1919 م، كانت له يد فيه، فرحل إلى اوروبا، وحج سنة 1924 م، وذهب إلى مسقط ثم إلى عمان وكان إباضي المذهب، فجعله سلطان مسقط مستشاراً لحكومته (سنة 1935 م) فأقام عامين، ومرض فذهب إلى بومباي مستشفياً، فتوفي فيها، له (الأزهار الرياضية في أئمة وملوك الإباضية - ط)، و(ديوان شعر - ط).

1940م-
1359هـ-