بالطيب دولة هذا الروض قائمة
الأبيات 26
بـالطيب دولـة هـذا الـروض قائمة مــا دام عســكرها للأرض منبســطا
للزهــر ديباجــة خضــراء طرزهـا كـف السـما بلآلىـء القطر مثل غطا
فـامرح بمـرج بسـاط الدوح في طرب واسـمع غنـاء هـزار الروض منبسطا
أمـا العقـول فثـم الصـنع ملحمها جــل الـذي صـبغ الأزهـار رب عطـا
حقـق تـرى غايـة الموجـود معرفـة للذات بالذات في مثل التي ارتبطا
هـل ثـم غيـر السـنا بانت مظاهره مـا ثـم الا الثنـا للحـق اذ شرطا
نعــم نمجـده باسـم البطـون وهـل نعنـي السـوى غيره تالله ذاك حظا
هـذا الوجـود شؤون في الورى بطنت ومـــن رآهـــا كيفمــا اشــترطا
أمــا المحبــون فـالأحوال واحـدة أمـا المقام فكل في البها اغتبطا
وبالمقــام غــدت شــتى مـواقفهم وقـت اجتلاء تجلـى الحـق فيـض عطا
واننـــا لعلــى معــراج تلبيــة ايــاك نقصــد والأسـرار ذات مطـا
وتلكـــم درجــات طالمــا صــعدت وقـد رقـى مـن بنى من فوقها خططا
بـالقرب والقـوم شـتى في مشاربهم لكــن أحسـنهم مـن قـال اذ شـرطا
لا بـد مـن غيبـة فـي الحـب آخـذة منـه الوجـود الذي للعقل قد ضبطا
ورجعــة بعــدها للصــنع يعرفهـا مـن سـار عـن عقلـه بالحب مرتبطا
بشـــرى ولا نفــدت أوراد هــديكم وواردات مفــاض الرشــد اذ بسـطا
حسـب الحقيـر كنـوز مـن رضـا سند قـد خـط فـي صـحف للصـفح سطر غطا
واذ علا نـــوره مـــرآة خـــاطره فمثلـه قـد تـراءى وصـف مـن هبطا
وتلــك زاويــة فــي بحـر معـدنه ألـم تـرى الدر من أعماقه التقطا
قطـر همـى من سما تلك المعارف قل قـد جمـدته نسـيم الـروح فالتقطا
واصــله قبضــة مــن سـحب معرفـة منـه اليـه بـه ذاك المفيـض عطـا
عبــارة لكنـه قـد جلـت مـداركها مسـافر العقـل فـي ادراكهـا خبطا
وجملــة الفهــم للحسـنى مفذلكـة ومـن رأى ترجمـان العيـن قد لقطا
أولئك الشـــهدا عقــبى مجاهــدة نعـم البقـا بحضـور واذكر البسطا
أجلهــم عمــدة الأشــياخ عـارفهم المصــطفى لمجــال تفـرش البسـطا
العـارف الغـارف العرفـان من منن مـن كـان فـي علـم حـق امـة وسطا
عبد الحميد الزهراوي
6 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن محمد شاكر بن إبراهيم الزهراوي.

من زعماء النهضة السياسية في سورية، وأحد شهداء العرب في ديوان (عاليه) ولد بحمص، وقاوم السياسة الحميدية قبل الدستور العثماني فأصدر جريدة سماها (المنير) كان يطبعها على (الجلاتين) ويوزعها سراً، وسافر إلى الأستانة فساعد في إنشاء جريدة (معلومات) التركية، فنفته السلطة الحميدية إلى دمشق، فأقام يكتب إلى جريدة (المقطم) المصرية، فعلم به والي دمشق (ناظم باشا) فأرسله مخفوراً إلى الأستانة، وتوسط في أمره أبو الهدى الصيادي، فأعيد إلى حمص، ثم فر إلى مصر، وعمل في الصحافة إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1327هـ، 1908م) فعاد إلى سورية، وانتخب مبعوثاً عن حماة، فذهب إلى الأستانة، واشترك في تأسيس حزب (الحرية والاعتدال)، و(حزب الائتلاف) المناوئين لحزب الاتحاديين، وأصدر جريدة (الحضارة) أسبوعية، ولما ظهرت الحركة الإصلاحية في سورية، وانعقد المؤتمر العربي الأول في باريس، انتخب الزهراوي رئيساً له، ثم استماله الاتحاديون وأقنعوه بعزمهم على الإصلاح وجعلوه من أعضاء مجلس الأعيان العثماني، ونشبت الحرب العامة الأولى، فقبضوا عليه وجيء به إلى (ديوان عاليه العرفي) فحكم عليه بالموت، ونفذ به الحكم شنقاً في دمشق، وكان من رجال العلم بالدين والسياسة، له رسالة (الفقه والتصوف- ط)، وكتاب (خديجة أم المؤمنين- ط).

1916م-
1334هـ-