الأبيات 31
لا تكـــذبنَّا يـــا بصــر لا تخـــدعينا يــا فِكَــر
إن الحــدائق تحــت طــي النشــر فــوق المنتظــر
لكـــن برؤيتهـــا دعــا وى النـاس تعيـي مـن حصر
وســوى ســراب لـم يـروا والآل كـــم غــرّ النظــر
أنــى التصــور يـا حجـا للســر فــي هـذي الصـور
الكــون مبنــي علــى ال حركــات كــل فــي قــدر
مجمـــــوع ذرّ يقتضــــي كـــل لهــا ضــمّ الآخــر
والأرض تجمعنـــا فنحســب أنهـــا احـــدى الكــبر
والشــمس تعربنــا لنــا فنظننــا المعنــى الأغـر
صـور مصـدر تغيِّـر لا نعـي صــفة لهــا غيـر الغيـر
ويجـــل مصـــدر أمرهــا عـن أن تحيـط بـه الفكـر
هـــو مصـــدر بوجـــوده تقضــي اشــتقاقات الاثـر
وتحيـــرت فـــي ذاتـــه وصـــفاته فطـــنٌ غـــرر
والخـبرة المثلـى التبـا عــد عــن دعــاوٍ للخُـبر
كــــم مـــدع لمعـــارف عليـــاء عــرّف بــالنكر
مـا أنـت يـا انسـان هـل تــدري دماغــك لـم شـعر
أفــأنت تــدرك مـن جمـي ع الكــون عنـه قـد صـدر
لـم ذي الـدعاوي يـا فتى أأحــاط منـك بـه البصـر
أأحــاط منـك بـه الحجـا خــبراً كمـا هـو فانسـبر
أعرفــت مـن قبـل المـؤث ر كـــل تفصـــيل الأثــر
أعرفـــت هــذاك الفضــا ء ومــا بــه مـن كـل ذرّ
دع عنــك دعــوى واسـتمع قـــولا مفيـــداً مختصــر
ويــرى بنــو الانسـان أنَّ همــو خلاصــة مــا فطــر
دعــوى بهــا يسـلون مـا يلقــون مــن تعــب وضـرّ
فهمــو رهـان الكـدح مـا دامـوا وتلـك هـي السـير
ذو الحـال نـائب مـن مضى والعمـــر جملتــه خــبر
ســيان ذي الأنعــام فــي حـاج الحيـاة وذا البشـر
فتســلّ مهمــا اسـطعت أن فكــرت فيمــا قــد حضـر
واعـبر علـى المقيـاس من مــاض الــى مــا ينتظـر
واعلــم بــأن المفلحــي ن بذي الحياة أولو العبر
والكـــون ظــرف ظــواهر والســر فيــه مــا ظهـر
عبد الحميد الزهراوي
6 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن محمد شاكر بن إبراهيم الزهراوي.

من زعماء النهضة السياسية في سورية، وأحد شهداء العرب في ديوان (عاليه) ولد بحمص، وقاوم السياسة الحميدية قبل الدستور العثماني فأصدر جريدة سماها (المنير) كان يطبعها على (الجلاتين) ويوزعها سراً، وسافر إلى الأستانة فساعد في إنشاء جريدة (معلومات) التركية، فنفته السلطة الحميدية إلى دمشق، فأقام يكتب إلى جريدة (المقطم) المصرية، فعلم به والي دمشق (ناظم باشا) فأرسله مخفوراً إلى الأستانة، وتوسط في أمره أبو الهدى الصيادي، فأعيد إلى حمص، ثم فر إلى مصر، وعمل في الصحافة إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1327هـ، 1908م) فعاد إلى سورية، وانتخب مبعوثاً عن حماة، فذهب إلى الأستانة، واشترك في تأسيس حزب (الحرية والاعتدال)، و(حزب الائتلاف) المناوئين لحزب الاتحاديين، وأصدر جريدة (الحضارة) أسبوعية، ولما ظهرت الحركة الإصلاحية في سورية، وانعقد المؤتمر العربي الأول في باريس، انتخب الزهراوي رئيساً له، ثم استماله الاتحاديون وأقنعوه بعزمهم على الإصلاح وجعلوه من أعضاء مجلس الأعيان العثماني، ونشبت الحرب العامة الأولى، فقبضوا عليه وجيء به إلى (ديوان عاليه العرفي) فحكم عليه بالموت، ونفذ به الحكم شنقاً في دمشق، وكان من رجال العلم بالدين والسياسة، له رسالة (الفقه والتصوف- ط)، وكتاب (خديجة أم المؤمنين- ط).

1916م-
1334هـ-