الأبيات 17
بـدر الهـدى للشـام ودّ مسـارا والبــدر يحسـب كوكبـاً سـيَّارا
فسـرى لها من مصر يصحبه السنا والنــور شـيء يصـحب الأقمـارا
فاستبشـرت هـذي البلاد وأشـرقت بـــبزوغه اذ عمهــا أنــوارا
وغـدت تبـاهي مصـر اذ ربحت به بحــراً يفــوق بـدرّه التيـارا
ذاك الـذي اتخـذ العبـادة حلة والعلـم بُـرداً والصـلاح شـعارا
البحـر عبـدالقادر السامي هدى الــبر عنــه فاسـأل الأبـرارا
قـد نـال كـل الشام منه سعادة لكنكــم فقتــم بــه مقــدارا
فلتشــكروا ربـاً حبـاكم نعمـة عظمـت فلـن تحصـوا لها معشارا
هذا الذي في الدين يحسب كوكباً يُهـدى بـه الساري اذا ما حارا
ويعــد غيثــاً للقلــوب لأنــه يـروي الحـديث فينعـش الأسرارا
ويعـد بحـراً منـه يخـرج لؤلـؤ بجميـل رونقـه العقـول حيـارى
والـي أهـدى منـه عقـداً باهياً مــن نعتـه قـد صـاغه فأنـارا
يـا سـيد العلمـاء والفضلاء يا ســعد البلا وغيثهـا المـدرارا
قلـدت فيهـا العنـق وهي جديرة لا العنـق لكـن كـان ذا ايثارا
مهمـا شـكرتك أو مـدحتك أننـي لجليـل نعتـك لـم أكـن حصـَّارا
فأقبـل دعـائي والتحية وارضين جهـد المقـل وسـامح المعثـارا
أبقـاك مولانـا لبـث الخيـر ما أهـدى الصـلاة حـبيبه المختارا
عبد الحميد الزهراوي
6 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن محمد شاكر بن إبراهيم الزهراوي.

من زعماء النهضة السياسية في سورية، وأحد شهداء العرب في ديوان (عاليه) ولد بحمص، وقاوم السياسة الحميدية قبل الدستور العثماني فأصدر جريدة سماها (المنير) كان يطبعها على (الجلاتين) ويوزعها سراً، وسافر إلى الأستانة فساعد في إنشاء جريدة (معلومات) التركية، فنفته السلطة الحميدية إلى دمشق، فأقام يكتب إلى جريدة (المقطم) المصرية، فعلم به والي دمشق (ناظم باشا) فأرسله مخفوراً إلى الأستانة، وتوسط في أمره أبو الهدى الصيادي، فأعيد إلى حمص، ثم فر إلى مصر، وعمل في الصحافة إلى أن أعلن الدستور العثماني (سنة 1327هـ، 1908م) فعاد إلى سورية، وانتخب مبعوثاً عن حماة، فذهب إلى الأستانة، واشترك في تأسيس حزب (الحرية والاعتدال)، و(حزب الائتلاف) المناوئين لحزب الاتحاديين، وأصدر جريدة (الحضارة) أسبوعية، ولما ظهرت الحركة الإصلاحية في سورية، وانعقد المؤتمر العربي الأول في باريس، انتخب الزهراوي رئيساً له، ثم استماله الاتحاديون وأقنعوه بعزمهم على الإصلاح وجعلوه من أعضاء مجلس الأعيان العثماني، ونشبت الحرب العامة الأولى، فقبضوا عليه وجيء به إلى (ديوان عاليه العرفي) فحكم عليه بالموت، ونفذ به الحكم شنقاً في دمشق، وكان من رجال العلم بالدين والسياسة، له رسالة (الفقه والتصوف- ط)، وكتاب (خديجة أم المؤمنين- ط).

1916م-
1334هـ-