يا من هجا في الزوايا حيّ ديمانا
الأبيات 46
يـا مـن هجـا فـي الزوايا حيّ ديمانا ظلمــا وفــي مغفــر أبنـاء دامانـا
جـا ي الكتـاب الـذي قـد جاء تبيانا لكـــل شـــيء وتفصـــيلا وبرهانـــا
وقــاله جمــع أهــل العلــم قاطبـةً وفــي حــديث النـبي المصـطفى جانـا
لا يغتبــن بعضــكم بعضــا ولا تتبــا غضــوا وكونـوا عبـاد اللّـه إخوانـا
وقــد علمــت بــأن الهجــو حرمتــه أتـــت حـــديثا وإجماعــا وقرآنــا
مذمــة الهجــو فــي المهجـو باقيـةٌ دأبــا تسـير بهـا الركبـان ازمانـا
وفيــه وضــعٌ لــه بيـن الانـام كمـا حــطّ الهجــاء نميــرا ثــم عجلانــا
لكــن هجــاؤُك فينــا لا غنــاء لــه كقرصـــة صـــادفت صــلدا وصــفوانا
بـالغت فـي الهجـو والتنديد حيث شمل ت الــدين منــا ودنيانــا وأخرانـا
فلا نكافيــك هجــوا بــل نقـول كمـا قـد قـاله الـرب فـي القـرآن سبحانا
فكيــف نهجــو كرامــا ســادة غـرراً شـــمّاً غرانيــق أشــياخا وفتيانــا
فلــم نقـل فيهـم غيـر المديـح و لا نقــول فيكـم كمـا قـد قلـت تبيانـا
هــم خيــر أهـل زوايـا الارض قاطبـةً مـن دونـوا فـي العلى والمجد ديوانا
هجـــوت أســـمحهم نفســا وأعظمهــم قــدرا وأرفعهـم فـي المجـد بنيانـا
ان فوخروا في العلى أو ذوكروا وجدوا فـي معـرك العلـم والعليـاء فرسـانا
قــد جــددوا شــرعة الهـادي نـبيهم وغــادروا شــر خلــق للّــه غضـبانا
هجــوت أخوالــك الغـر الكـرام ولـم تســتثن لا بــل ركبـت الكـلّ بعرانـا
ولـم تقـل فيهـم مـا قـال جعـدة فـي أخــواله أو كمـا قـال ابـن محكانـا
أنّـى مـن القـدح والتنقيـص يسـلم من لخــاله ينســب التنقيــص والــذانا
وانمـــا يســـتحق الخـــال مكرمــة وســـتر عيـــب وتــوقيراً واحســانا
لا الهجـو والـذمّ قـد جـازيت أنعمهـم عليــك ناهيــك ذا جحــدا وكفرانــا
فنحــن ديمـانَ أقطـاب الرحـى وبنـوا دامــان خيــر بنــي حســان أديانـا
فـــإن جمعتهمـــا مجـــدا فلا عجــبٌ قـد شـاع بيـن الـورى ديمـان دامانا
نحـن اكتسـينا المعـالي والعلى حللاً حمـــرا ودرا وياقوتـــا ومرجانـــا
ونحــن كنـا علـى وجـه العلـى غـرراً وفــوق هــام النـدى والعـز تيجانـا
والــدهر كــان علـى أهليـه ذا سـخط حــتى أتينــا فعـاد السـخط رضـوانا
تبنـى بنـا كعبـة التقـوى فطـاف بنا مــن يبتغـي الـدين رجلانـاً وركبانـا
وكــان منزلنــا فــوق السـماك كمـا كنــا علــى وجنــات الــدهر خيلانـا
وفـــوق منطقــة الجــوزاء منصــبنا وفضــلنا بــاهرٌ للنــاس قــد بانـا
حزنا المكارم والمجد والمؤثّل والعلي اء مــن ســالف الــدهر إلــى الآنـا
قلائد المجــد فــي أعناقنــا نظمــت عقــدا وكنــا لعيـن الـدهر إنسـانا
بمالنــــا ســــمحا بعرضـــنا بخلا نجــر فــوق أراضــي العــز أردانـا
ان الخســــائس تحمينـــا مرؤتنـــا عنهــا وخــوف مـن المـولى وتقوانـا
والعفــو عــن زلـة الاخـوان سـيرتنا والبلا لا الاثــم والكصــرى أو مانــا
حســادنا اليـوم اضـحت عـن محاسـننا وعــن ســنا فضــلنا صــمّا وعميانـا
انــا لنعــرض صــفحا عنهــم كرمــاً فظننــا النــاس عميانــا وبكمانــا
لا يبلغـــنّ مـــدانا مــن يفاخرنــا فضـــلا وعلمــا وإيمانــا وإحســانا
الحمــد للّــه حــقّ الحمــد مولانــا أســنى العلا وصــميم المجــد أولانـا
دامـان تلفيهـم فـي الجـود بحـر ندى وفــي لظــى الحـرب أبطـالا وشـجعانا
إذا الصــواعق يغشــى النـاس أدخنَـةٌ منهــا وأضــرمت الهيجــاء نيرانــا
هنـــاك تلفيهـــم أســـدا كـــأنّهم تناشـقوا مـن لظـى البـارود ريحانـا
إذا تـــدلت رعـــود مــن صــواعقهم ينهــل بالــدمع وبـل المـوت هتّانـا
كــأنهم يــردون المــوت مــن ظمــإ ليســوا لأنفســهم فـي الحـرب صـوّانا
لــم يـتركوا القـرن الا وهـو منجـدل ومــن دمــاء العـدا يـروون خرصـانا
ومــن لحــوم الاعــادي يطعمــون إذا حمــى الــوطيس ســراحينا وعقبانــا
ســعد الســعود نجـوم الاصـدقاء لهـم ونجــم أعــدائهم قــد صـار كيوانـا
محمد اليدالي الديماني
5 قصيدة
1 ديوان

محمد بن سعيد اليدالي، الديماني، ويعرف بمحمذ (بالذال المعجمة).

أحد العلماء الأعلام، والغطارفة الكرام، وهو أحد الأربعة الذين لم يبلغ مبلغهم أحد في العلم في بلاد شنقيط، كان مشهوراً بالفهم والحفظ والصلاح. كان مداحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعد من أبرز شعراء الجيل الأول، ومن أهم معالم الحياة الثقافية في البلاد.

له تآليف مشهورة منها: تفسيره الكبير وسماه (الذهب)، وكتاب (شيم الزوايا)، وغير ذلك. ويقال: إنه ما ألف كتاباً إلا على إثر طرب وقع فيه.

1753م-
1166هـ-