الأبيات 26
مــا الــدهر إلا غــدوة ومسـاءُ يتعاقبــــان وشـــدة ورخـــاءُ
ومســــــرة ومضــــــرة وحلاوة ومــــرارة وســـعادة وشـــقاء
ومســـاكن ومقـــابر وفـــوائد ومصــــــائب وســــــلامة وبلاء
منقلــب طــول المــدى متلــون أبــدا كمــا تتلــون الحربـاء
زمـن يـذل بـه العزيـز وتعتلـي فيــه اللئام وتســفل الرفعـاء
وحــبيبه كــدر الــوداد كـأنه شــوك القتــاد وحيّــةٌ رقطــاء
الغــل والشــحناء حشـو فـؤاده لكنـــــه متــــودد هأهــــاء
فلســـــانه كالاصــــفعند حلاوة والقلـــب منـــه علقـــم والاء
أطفــأت جمــرة حقــده بتحلّــم فالحقــدُ نــارٌ والتحلّــم مـاء
وشـــفيت أدوا غلّـــه بتســامح فالغــــل داء والســـماح دواء
ومنحتــه منــى الوصـال تألفـا مــذ بــان منـه قطيعـةٌ وجفـاء
وإذا تكـــدّر ودّه اضـــحى لــه منـــى صـــفاء مــودّة وإخــاء
وتــــالف وتعطــــف وتلطــــفٌ وتعفّـــفٌ عـــن مــاله وصــفاء
ومكانـــة وصـــيانة وأمانـــةٌ وتواضــــع وتحلــــم ووفـــاء
إنــا إذا عـثر الصـديق فإنّنـا غفـــر لـــه زلّاتـــه ســـمحاء
وإذا بـدت منـه الخيانة والخدا ع فإننـــا نصـــحاؤه امنـــاء
وإذا بـدت منـه الفظاظـة إننـا نـــــدماؤه أو داؤهُ صــــدقاء
وإذا اسـتعان علـى نـوائبه بنا يومـــا فنحــنُ ردا لــه وزراء
وكمـان خبـث سـريرة يبـدو لنـا ســـترته منـــا شــيمة شــمّاء
لا نسـتحيل عـن الاحبـة إن جفـوا وطـووا قلوبـا حشـوها الشـحناء
ونــذل متضــعين حيــث تكَبّـروا حـــتى كـــأنهم هــم الامــراء
بمكــارم الاخلاق ان غـدروا نـدا ريهــم وبالاحسـان حيـث أسـاؤوا
إنـا بنـي ديمـان إن ذكر العلى نــذكر وان ذكـر الخنـا بـرءاء
فينـا بمنّة ربنا الصلحاء والعق لاء والعلمـــــاء والحكمــــاء
فينا بمن الواسع الصفواء والزه داء والتقــــواء والنقــــواء
فينـا بمـن المالك الفضلاء والن زهــــاء والظرفــــاءُ والنبلاء
محمد اليدالي الديماني
5 قصيدة
1 ديوان

محمد بن سعيد اليدالي، الديماني، ويعرف بمحمذ (بالذال المعجمة).

أحد العلماء الأعلام، والغطارفة الكرام، وهو أحد الأربعة الذين لم يبلغ مبلغهم أحد في العلم في بلاد شنقيط، كان مشهوراً بالفهم والحفظ والصلاح. كان مداحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعد من أبرز شعراء الجيل الأول، ومن أهم معالم الحياة الثقافية في البلاد.

له تآليف مشهورة منها: تفسيره الكبير وسماه (الذهب)، وكتاب (شيم الزوايا)، وغير ذلك. ويقال: إنه ما ألف كتاباً إلا على إثر طرب وقع فيه.

1753م-
1166هـ-