قضت حكمة الجبار بالفتح والنصر
الأبيات 47
قضــت حكمـة الجبـار بالفتـح والنصـر لأولاد أم العــــز بـــالعز والظفـــر
مــن اختصــهم رب الــورى بيـن مغفَـر ببـذل النـدى والعـدل والحلـم والصبر
فواضـــــلهم للمســــلمين كــــثيرةٌ أيــاديهم فــاتت يــد العـد والحصـر
وعـــدلهم عـــمّ الزوايـــا بأســرها واهــل البـوادي والقُـرى وذوي المصـر
وكــم هزمــوا الأعــداء قسـرا وعنـوة بــبيض المواضــي والردينــة الســمر
وراعــوا حقـوق النـاس مـن كـل مسـلم غريــــب ومكيــــن ضـــعيفٍ ومضـــطر
ثغــورُ المعــالي قــابلتهم ضــواحكاً إليهــم وكـم مصـوا لمـى ذلـك الثغـر
فــان يــك مــن حســان أصـل جـدودهم قــبيلا فليـس الطيـن والـتربُ كـالتبر
فــان يــك كـروم اشـرأبّ إلـى العلـى فــإن ضـياء الشـمس منـه سـنا البـدر
وأولاد امحمـــد حـــووا كـــلّ ســؤدد ونـالوا علـو القـدر والحمـد والشـكر
هــم الغـرر الزهـر القـروم الغرانـقُ الكــرام الصــناديد المعظّمـة القـدر
وأهـل النـدى والعـدل في الأرض والوفا وأهــل المزايــا والفضــائل والــبر
يوالــون أهــل اللّـه بـالبر والنـدى وأهـل الهـوى والغـي بـالعقر والنقـر
واحمــد منهــم فـاز بالمجـد والعلـى علـى رغـم أنـف الحاسـدين ذوي المكـر
رحيـــم بأربــاب الهدايــة والتقــى شــديد علــى أهــل الغوايـةَ والكفـر
مـن أصـبح تاجـا فـوق هـام العلى ومن غــدا غُــرة زينــت بهـا دُهُـمُ الـدهر
بــه انجبــت للــدهر والــدة العلـى وحيــداً وذا مــن منـة الصـمد الـوتر
بنــى قبّــة العليـاء والمجـد رافعـاً لاركانهــا كــالمفرد العلــم الصــدر
هــو الجنــس إلا أنــه ليــس خارجــاً تعــد لــه الأفــراد كـالكوكب الـدري
فمــا لابـن أم المجـد مـن اخـوة بـذا قضـى الحـاكم العرفـي والحاكم الحجري
بأنــــك أســـماهم علُـــوا ورفعـــة بمنطقـــة الجــوزا ومنطقــة البــدر
وأيـــامه خضـــر جنينـــا ثمارهـــا بأيـدي المنـى مـا بين أوراقها الخضر
ســقى اللّــه مولانـا زمانـا سـخا بـه إلينــا دوام الــدهر منهمــلَ القطـر
علــى أن طــرق اللـؤم لا يهتـدي لهـا وســبلُ الهـدى والمكرمـات لهـا يجـري
خليلـــي تنـــوّع فــي ثنــاك فــإنّه تنــوّع فـي العليـاء والمجـد والفخـر
ورثــت العلــى والعـز والمجـد أحمـدٌ وبـذل النـدى عـن هيـب مفخـرة العصـر
وذلـــك عـــن نغمــاش مــأمن خــائف وذلــك عــن امحمــد الطيــب الــذكر
وذلــك عــن عبـد الـل قسـورة العـدا وعبــدلل عــن كــروم آبــائكَ الغُــر
وملّـــوك عـــن بركَــنّ حليــة أهلــه وبركـــنّ عــن هــداج واســطة الــدر
وعمــران عـن عثمـان قطـب رحـى العلا ومغفـر عـن أودى حليـة الجيـد والنحر
وذلــك عــن حســان ذي العــز والعلا علـى منـار الصـيت ذي المكـر والقهـر
ســلالة عبــد اللّــه وهـو ابـن جعفـر الشهيد العلى الطيار ذي الفتكة البكر
هــم العــرب العربـاء مـن سـر هاشـم صـــميم قريــش منتمــون إلــى فهــر
وذا نســـب ينميكـــم بعضـــهم لـــه كمـا لابـن خلـدون الولى العالم الحبر
وفــي فضــلهم جــاءت أحــاديث جمــة عـن أفضـل خلـق الواحـد الصـمد الـبر
وقــاك إلـه العـرش يـا أحمـدُ الـردى وجُنّبـــتَ أنـــواعَ المكــاره والضــر
ووأولاك رب النــاس فــي نفسـك المنـى وآلــــكَ والأولاد والمـــال والعمـــر
بحرمــة أهــل اللّــه فــي كـل بلـدة وبالأوليــاء الانجــم القــادة الزهـر
وبــالحفظ مــن أعــدائه رب جــد لـه وبالـــدرجات العاليـــات وبالنصـــر
وتــأتيه دأبــا حيــث يمــم وجههــه بشــائر نصـر اللّـه ذي الخلـق والامـر
وجيشــك جيــش الليــل فـي كـل بلـدة مـن أهـل الاكـف البيض في البر والبحر
إذا قمــت قــاموا يحرســونك بالـدّعا لـك الـدهرَ بالاسـحار فـي السرّ والجهر
لتهنـــأ بجيـــش لا يطـــاق عرمـــرم مواضـــيهم هنديـــةٌ للعـــدى تفــرى
رمـــاحهم لا تنثنـــي ومـــتى دعــوا أتــوا عجلاً مــن حيـث تـدري ولا تـدري
زففنــا بنــي ديمــان خــودا إليكـم مـن الحسـن تـزري بـالعرائس في الخدر
اتتكــم لتحظــى بــالقبول وبالرضــى وتطلــب أعلــى مـا يسـاق مـن المهـر
عليكــــم ســــلام دائمـــا وتحيـــة يعمــانكم طــول المـدى طيبـا النشـر
محمد اليدالي الديماني
5 قصيدة
1 ديوان

محمد بن سعيد اليدالي، الديماني، ويعرف بمحمذ (بالذال المعجمة).

أحد العلماء الأعلام، والغطارفة الكرام، وهو أحد الأربعة الذين لم يبلغ مبلغهم أحد في العلم في بلاد شنقيط، كان مشهوراً بالفهم والحفظ والصلاح. كان مداحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعد من أبرز شعراء الجيل الأول، ومن أهم معالم الحياة الثقافية في البلاد.

له تآليف مشهورة منها: تفسيره الكبير وسماه (الذهب)، وكتاب (شيم الزوايا)، وغير ذلك. ويقال: إنه ما ألف كتاباً إلا على إثر طرب وقع فيه.

1753م-
1166هـ-