ما بِالعيون منَ الحِسانِ الخرَّد
الأبيات 34
مــا بِــالعيون مـنَ الحِسـانِ الخـرَّد شـــَغَفي ولا جيــدِ الغــزالِ الأغْيَــدِ
يَرنـــو فيفعــلُ لحظُــه فــي صــَبِّه مـــا ليــس يفعلُــه مُعتَّــقُ صــَرخَد
وإذا دنــا هــانتْ لطلعتِــه الـدُّنا وأقـــام رؤيتَـــه مقـــامَ الإثْمِــد
وإذا نــأى تَــرَكَ الهـواجسَ والهـوى والنـــومَ بيـــن مُكتَّـــفٍ ومشـــرِّد
كلاّ ولا طرَبـــــي لصــــوتِ مُغــــرِّدٍ يـــدعو الــى بســْطٍ وعيــشٍ أرغــد
يَــذرُ الجوانــحَ خُفَّقــاً ويقـودُ غـا ديــة الجــوارح للقنــوص المُرصــِد
ومُنـــادمٍ يمحــو الليــاليَ أَنســُه حـــتى كـــأنَّ ظلامَهــا لــم يوجَــد
أو روضـــــةٍ مطلولــــةٍ مكســــوَّةٍ غِــــبَّ الحَيـــا بمُـــوَرًّسٍ ومُـــورّد
تُهـدي الّصـبا لـذوي الصـبابةِ عَرَفها فتزيـــدُ فــي وجــدٍ وشــوق موقــدِ
وتصــوغُ مــن نَــوْرِ الغصــونِ قلائداً مــن جــوهرٍ وخواتمــاً مــن عَســْجَد
وكـــأنَّ واديهـــا ســـبيكةُ فِضـــَّةٍ مصـــقولةٌ قـــد رُصـــِّعتْ بزَبرْجَـــد
بــل هِمْــتُ مِـن نظَـري لعِقـدِ حقـائقٍ يُــــزري بكــــل مُنظَّـــم ومُنضـــَّد
عِقــــدٌ تضــــمَّنَ دُرُّ ضـــدَّ الـــذي أضــــحى يَمـــضُّ صـــفاءُ المُـــورِد
وأبـــاح للقــوم القيــامَ بمَجمــعٍ عظُمـــتْ مَـــبرَّتُه بمولـــدِ أحمـــد
مســـــــتوجِبِ الإجلالِ بــــــالأقوال والأفعــال مِــنْ كــلِّ عــارفٍ متعبِّـد
أوَلا يُقـامُ لـذِكرِ مـنْ قامتْ له الأملاكُ إجلالاً بأشـــــــــرفِ مَعقَـــــــــد
لـولا الـذي سـكنَ الضـمائرَ لـم يَكُـنْ إظهــــارُه فـــي وقتِـــه بمجَـــدَّد
مــن أيــن لِلإنكــارِ منــه وَليجــةٌ وهْــو المــبينُ عـن الـودادِ الأزيَـد
يــا ليـتَ أفعـالَ الرجـالِ كمثْـلِ ذا حســـناً وســيْراً بالســبيلِ الأحمَــد
هلاَّ استعدَّ المنكِرون لبَثِّ ما قد بثَّ ما قـــد بـــثَّ كـــلُّ مُفـــرِّطٍ ومقلِّــد
ممّــا علــى الجهــلِ المرَكَّـبِ فِعلُـه مُتأســــِّسٌ وأجيجُـــه لـــم يَخمَـــد
لِلــه مــا أذكـى الـذي أبـدى لنـا مــا ظــلَّ يَعجــزُ عنــه كــلُّ مُعضـَّد
وأتــــى بِملــــءِ وهْـــو بِنشـــْره لَيُصـــادمُ الأهـــوا بِبحـــرٍ مُزْبِــد
بِشـــواهدٍ كالشــمس فــي إشــراقها وفــــوائدٍ كالبــــدر للمُستَرشـــِدِ
هـو عابـدٌ نجـلُ الـوزير أخـي الدَّها عبـــدِ الإلـــه الألكعـــيِّ الأوحـــد
شـــهمٌ تضـــاءلتِ المهــامُّ لِرأيِــه وفُهـــومُه جـــازتْ منــاطَ الفَرقــد
فـي المحْتِـد الفهـريِّ والفضـلِ الـذي يَــروي حــديثَه ماجــدٌ عــن أمجــدِ
لا نُكـــرَ إنْ ملَــكَ المعــارفَ إنــه مـــنْ زمــرةٍ آثــارُهُمْ لــم تُفقَــد
ســَلكوا إلـى نيـلِ العلـومِ طرائقـاً نــارتْ لهــمْ بقــرائحٍ لــم تَصــلَد
مـــنِ كــلِّ كــأسٍ بالرِّضــى متجــدِّدٍ عـــن كــلِّ رَيْــبٍ بالهُــدى مُتقلِّــد
فَجَـــزى المؤلِّـــفَ ربُّـــه وأنــالَه رُتَـــبَ المـــوقِّرِ للنـــبيِّ مُحمَّـــد
صــلى عليــه اللـهُ مـا طرِبـتْ لـدى تَـــذكارِ مولـــدهِ جــوارحُ مُهتَــدي
والآلِ والَّحْــــب الكـــرامِ وعِـــترةٍ قـــرَّتْ بهــم عيــنُ العلا والســؤدد
مــا ردَّدَ الــروضُ البهيــجُ مؤرِّخــاً قــد ريــءَ طبعـي فـي أوينـة أسـعد