وادي الجواهر مُتحِفُ الأحداقِ
الأبيات 19
وادي الجــواهر مُتحِــفُ الأحـداقِ ومكلِّـــــلِ الأفكــــار والأذواقِ
وادٍ جـرى وسـط البسـيط مُسلسـَلاً يَــروي غليــل الوجـدِ والأشـواق
وادٍ له لونُ اللُّجَينِ ونفحة العطر النفيــــس وخفـــةُ التِّريـــاقِ
نشــَر الربيــعُ بضــفتيه غلائلاً ذهبيـــةَ الأذيـــالِ والأطـــواق
فكأنمــا قِطــعُ الشـقيقِ عسـاكرٌ هــــزَّت قلانســـَها بيـــومِ تَلاق
طـوراً تـراهُ كمـا العِذار مُعرَّقا وأوَينـــــةُ كقلائدِ الأعنـــــاق
تشــدو البلابـلُ حـوله فتَخالُهـا تَـروي لذيـذَ الصـوت عـن إسـحاق
ناهيــكَ مــن وادٍ يُضـافُ لبلـدةِ التــأديب والتمييــز والإرفـاق
فــاسُ الـتي بجَمالهـا وخِصـالها فـــاقت بلادَ الغَـــرب بــالإطلاق
ناهيــك مِــن حـاوٍ لكـل بديعـةٍ تبــدو لِعيــن الألمعـيِّ الراقـي
ســالت مــذانبُه فكُــنَّ ذوائبـا نُشــرت بــبيضِ تــرائبٍ وتــراق
تحـت المنـاظرِ والقصـور كأنهـا بيــن الغــروس جـداولُ الأوفـاق
مَـن ذا يفـاخِرُ صافيَ العين التي كــلُّ العيـون لهـا مـن العشـاق
رقَّقـــت طــبيعتهُ وراق جمــالُه فغــدا يـتيهُ علـى أبـي رقـراق
نهـر حـوى الضـِّدَّينِ مِـن حلوٍ ومن مُــرٍّ كمــا شــيبَ الإِخـا بنفـاق
ذاك الغنـــيُّ بأصــله وبفيضــه لــولا الخليــجُ لكــان ذا إملاقِ
فالفضـلُ للبحـر الـذي قـد خصـَّه مِــن مَــدِّهِ بعُبــابِه المُهــراق
لـم يفتخـر ثغـرُ الربـاط بقُربه فــالثَّغرُ لا يزهــو بملـحِ مَـذاق
بـل فخـرُه بالطـالع المزري على شـمسِ الضـحى والبـدر في الإشراق