هذا الربيع بنور الحسن وافانا
الأبيات 29
هـذا الربيـع بنور الحسن وافانا وقـد كسـا الأرض بالأزهـار ألوانا
مـن أبيـض ناصـع فـي أخضـر بهـج مـع أحمـر مـن شـقيق الأرض ريّانا
فـالورد فـي لونه خد الحبيب إذا قطفـــت قبلتــه يحمــرٌّ خجلانــا
والأقحــوان كثغــر زانــه شــنب يفــترّ مبتســماً بــالأنس جـذلانا
والنرجـس الغضّ كالعين التي نظرت إلــى محـب لهـا ترجـوه إحسـانا
والياســمين تبــدّى فـي كمـائمه كــأنه أغيــد تلقــاه نشــوانا
يـا ربـة الحسن هذا اليوم مبتسم وأنــت أحسـن شـيء عنـدنا كانـا
هـل تأنسـين بهذا الروض يا أملي فــاقترّ مَبســمُها دراً ومرجانــا
فـي روضـة مـن رياض الزهر وارفة قـد كلّلتهـا علـى الأزهار أغصانا
هــذا مغـنٍّ أغـنُّ الصـوت ذو هيـف العـود فـي يـده يرجـوك إيـذانا
قـالت فغـنِّ لنـا شـيئاً فقال لها يـا نظـرة قدحت في القلب نيرانا
فاستضـحكت ثـم قـالت إن ذا حسـنٌ لكــن أريــد سـوى هـذا فغنانـا
إن العيـون الـتي فـي طرفها حور قتلننــا ثـم لـم يحييـن قتلانـا
يصـرعن ذا اللـب حـتى لا حراك به وهــن أضـعف خلـق اللـه إنسـانا
ثـم انثنـت نغمـة الأوتار في شجن تشـجي المسـامع أنغامـاً وألحانا
حـتى غـدت من بقايا الصوت مائلة نشـوى وقـد حملـت ورداً وريحانـا
واسـتوقفته قليلاً حينمـا التفتـت تبـدي لنا من جمال السحر ألوانا
ناولتهـا العـود والتقبيل يتبعه حتى استفاقت تنادي ما الذي كانا
وهيّـج النغـم مـن أشـجانها فغدت تعـانق العـود امـراراً وأحيانـا
ثـم اسـتفاقت تغنـي وهـي باسـمة والعـود يوقـد نخـل الكفّ نيرانا
كـن كيـف شيت فما لي عنك من بدلٍ أنــت الـزلال لقلـب بـات ظمآنـا
واسـتعجلت بخطـى العنّـابِ مسـرعة والعـود ينشـدها رفقـاً وإحسـانا
حــتى تمـايلت الأشـجار مـن طـرب وقـد غـدت كقـدود الغيـد أغصانا
رقّ النسـيم علـى ثـوب الأصيل وقد ولّـى النهـار وطـابت فيه نجوانا
وأقبــل الليــل تحـدوه كـواكبه كأنمـا هـي وسـط النقـع فرسـانا
وجــدّد الأنـس إذ غنـت علـى طـرب يـا ليـل طلت على من بات سهرانا
يـا غـادة تـذهب الأشـجان طلعتها حـتى تـرى الواجد المحزون جذلانا
أبهجـت قلـبي ولـم يظفـر بمنيته هيهـات بعـدك يلقى القلب سلوانا
يطلــب الأنـس مـن عـزت لـه همـمٌ مثلــي وعانـده دهـر فمـا هانـا
خلفان بن مصبح
32 قصيدة
1 ديوان

خلفان بن مصبح بن خلفان الشويهي.

شاعر إماراتي، من سكان الشارقة، ولد في منطقة الحيرة من أعمال الشارقة، قتل أبوه وهو لم يكمل الخامسة، فكفله جده لأمه عبيد بن حمد الشامسي فأحسن كفالته، فتلقى تعليمه في أحد كتاتيب المدينة، ثم رحل قاصداً رأس الخيمة برفقة شيخه مشعان بن ناصر لمساعدته في التدريس، ثم عاد إلى مدينته ليتابع تحصيله العلمي عبر قراءة كل ما يقع بين يديه من كتب، فقد كان متقد الذكاء، حاضر البديهة، واسع الاطلاع، وكان يقرأ أحاديث الرسول عليه السلام للصبيان، وينشد الأشعار في مجالس الرجال فقد كان مغرماً بحفظ أشعار العرب ومطالعة أمهات كتب الأدب شعراً ونثراً، ونظم الشعر مبكراً، وعمل في التجارة مع جده، فسافر إلى الهند ومسقط وعدن، وكان يخرج للغوص خلال فصل الصيف، وفي إحدى رحلات الغوص وقع على ظهره فأصيب بمرض في عظام ظهره لازمه إلى أن مات به.

1946م-
1366هـ-