الأبيات 21
أمــل قطــع حبــل الأمـل ويـك يـا حـظ ألا تبسم لي
كلمـا أملـت أن أحظى بما أرتجيـه خـاب منـي مأملي
لسـت أدري هـل لدهري ترة قبلـي حـتى رمـاني من عل
وبنفسـي شاء دهري أو أبى عـزة مـا نقلـت عـن رجـل
فـاذا الدهر ابتلاني صرفه بالرزايـا كنت مثل الجبل
لـم يزعزعني مصاب عن هوى يلـج النفـس ببـاب المقل
إن لحظـاً قاد مثلي للصبا لهو أمضى من حديد الفيصل
مـا أبـالي وحبيـبي منصف طال هذا العمر أو لم يطل
وبجسـمي مـن سـهادي علـة تركـت ظلـي كظـل المغـزل
يتلـــوى كغصــون لــدنت حيثمـا مـال الهوى ينتقل
أيـن منـي زمن اللهو وهل يتسـنى مثلـه فـي المقبل
يـوم صـحبي يتهـادى كلهم كالسكارى حول ذاك المنهل
حــول مـاء كسـماء صـفوه زجـل فـي مشـيه المستعجل
خـارج مـن صـدر نبع جائش صـدره يغلـي كغلي المرجل
فـي ريـاض تفلـت أزهارها في ثغور النحل شهد العسل
ونبـات فـوق هاتيك الربى مـائج تحت الصبا كالمخمل
وغيــاض غضــة صفصــافها يتبــاكى لأنيــن الجـدول
وعليهــا بلبــل مسـتعبر ويح نفسي من بكاء البلبل
إذ تلاقى الدهر في أمثاله بخمــور رققــت كــالغزل
وزهـور الحقـل تفـتر لنا عــن ثغـور خلقـت للقبـل
ذاك دهـر أيـن منـي مثله يـا للـذات الزمـان الأول
حمزة الملك طمبل
58 قصيدة
1 ديوان

حمزة الملك طمبل.

شاعر وناقد مجدد اشتهر بمقالاته عن الأدب السوداني، صدر له كتاب الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه وديوان الطبيعة في مجلد واحد.

نشأ في مصر، وعين في السودان في السلك الحكومي بواسطة الإنجليز ولذلك انصبت دعوته على نبذ ما هو عربي وإسلامي بالتالي مصري وكانت هذه رغبة الإنجليز بالانفراد بحكم السودان دون مصر.

كتب عنه العقاد منوهاً مشيداً، وكان قد التقاه طفلاً وكان ظريفاً مرحاً، وهو من أبناء أرقو في شمال السودان، وكان والد الشاعر حمزة ملكاً لمملكة أرقو كما يذكر نعوم شقير في كتابه تاريخ السودان، وهو من استقبل من تبقى من المماليك بعد مذبحة القلعة الشهيرة مستضيفاً لهم.

وللشاعر حمزة الملك طمبل قصر من طابقين في الناحية الشمالية من مدينة أرقو مبني بطوب مصنوع من الطين، وعرض جداره ربما يكون أكثر من المتر، ويقع على شاطئ النيل مباشرة.

فحمزة الملك طمبل رائد مهم من رواد التجديد في الأدب السوداني لا يستطيع باحث تجاوزه، لكنه في الجانب السياسي يفتقد ميزة التجديد تماماً، بل يضع نفسه موضع المؤاخذة حين يتورط في مدح الإنجليز والحركة الوطنية من حوله حبلى بثورة كبرى.